أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


رؤية هيكل للمستقبل

بقلم : د. فهد الفانك
14-09-2014 12:23 AM
في الحلقة الأولى من المقابلة المطولة مع محمد حسنين هيكل التي بثتها CBC مساء الجمعة، لم يقدم الأستاذ وجبة دسمة كعادته، مع أن لميس الحديدي التي حاورته كانت تفتح موضوعات متعددة، وتحفزه على التعمق في سبر اغوار القضايا التي تناولها. مع ذلك فقد طرح (الحكيم) أفكاراً تستحق الدراسة والتأمل.
الفكرة الأولى التي أكد هيكل عليها مراراً هي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يتمتع بالكاريزما، وهذا واضح، وأن لديه رأس مال ورصيداً كبيراً من الشعبية يجب أن يحافظ عليه ولا يصرف منه. لكن ما نعرفه أن أهمية الرصـيد الذي يملكه المسؤول الكبير تكمن في استعماله لتمرير القرارات الصعبة، فهل ينصح هيكل الرئيس المصري بأن يتحفظ ولا يضحي ولو بجزء من شعبيته، مما يعني ضمناً أن لا يصدم الناس بالحقائق المرة ولا يطالبهم بالتضحيات التي لا بد منها.
ركز هيكل أساساً على أهمية الرؤية التي يمكن أن تصوغها الدولة فتحدد الاتجاه العام لجميع السياسات والإجـراءات الاقتصادية والاجتماعية، فالرئيس الذي يملك رؤية ومشروعاً يستطيع أن يتعايش مع البرلمان لأن لديه ما يقنع البرلمان، وبعكس ذلك يصبح البرلمان عقبة في وجه الرئيس.
هيكل اخذ موقفاً مشككاً تجاه المشاريع الكبرى التي طرحها السيسي في برنامجه، فهو لا يعترض على شق قناة السويس الثانية، ولكنه ليس معجباً بمشروع توشكا أو إعادة تقسيم رقعة مصر بين المحافظات بحيث يصبح لعدد كبير من المحافظات واجهة على البحر الأحمر، الأمر الذي يعني تجزئة هذه المنطقة الجاذبة بدلاً من تنميتها كمشروع سياحي متكامل.
لام هيكل حماس بمرارة، وحملها مسؤولية تطويل مدة الحرب وزيادة الدمار في غزة، واستنكر بيان حماس في رفض المبادرة المصرية الأولى والقول إنها لا تساوي الحبر الذي كتبت به، وكان على حماس أن تدرك أنها بحكم الجغرافيا والتاريخ لا تستغني عن مصر.
أخذ هيكل بنظرية المؤامرة عندما وصف داعش بأنها قد تكون وحشاً خلقته أميركا وبعض الدول الغنية فانقلب عليها، وشكك في قدرة مصر على المشاركة في الحرب على داعش لبعدها جغرافياً عن سوريا والعراق.
في تسعينات العمر تبقى حيوية هيكل وذاكرته ونشاطه الذهني ظاهرة تثير الإعجاب.
(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-09-2014 01:49 AM

يريد الفانك أو هيكل تصوير السيسي كما يشتهون ويفبرك الأعلام المصري الذي لا يمكن أن يسمع به صوت معارض والذي عاد الى حقبه الستينات من منع أي صوت آخر .

أما الواقع فأن أزمه شرعيه السيسي اضعفت دور مصر كثيرا , وغياب السيسي عن احداث المنطقه الكثيره لا تخطئه عين , فهل يمكن انكار أن الرئيس المصري ينتظر لجان الأتحاد الأفريقي من دول هامشيه مثل رواندا واوغندا لكي تقرر ارجاع عضويه مصر للأتحاد الأفريقي؟؟؟ وهل أستطاع السيسي أن يكون فاعلا في أزمات ليبيا والعراق وسوريا ؟؟ وهل له دور سياسي خارجي سوى الزيارات المحصوره في الرياض والأمارات والتي لا مضمون لها سوى طلب الدعم ؟؟؟.
أما محاوله تصوير أن صنع دور القوه الأقليميه الفاعله عبر القدره على خنق أهل غزه فقط لأن معبرهم الوحيد بأتجاه مصر ولعب دور العراب فقد يتعداه الزمن , ومن الواضح أن حماس ستفاوض اسرائيل بنفسها من الأن وصاعدا وبذلك ستوقف المتاجرين والمنضرين ومبادراتهم المغموسه باذلال الغزيين وحسنا تفعل حماس , وعندها سيقبع السيسي منسياً في حدائق القبه بدون ايه اخبار ما عدا صور صعوده الصيف القادم لطائره الملك السعودي العائد من اجازته الصيفيه في المغرب .

2) تعليق بواسطة :
14-09-2014 08:54 AM

الى الاخ خالد الحويطات الازمه الحقيقيه هي التي يمر بها هيكل بعد وصوله الى ارذل العمر وانكشاف حقيقته للملئ ، الازمه الحقيقيه هي التي يمر بها الفانك المكشوف والذي ينتمي الى حقبه التخلف وتزوير الواقع الذي لا يريد ان يقتنع ان هناك تغيرات كبيره قد كشفت كتاباته الملمعه لتخلف الامه والمنظره للمجرمين سواء كان اجرام بالقتل كما الحاله المصريه والسوريه او الاجرام الاقتصادي كما حال مجرمي الاقتصاد الاردني

3) تعليق بواسطة :
14-09-2014 06:04 PM

إلى كل متخلف و أعمى: طلعونا من فكرة الدين والسياسة!! الدين، سواء إسلامي، أو مسيحي، أو بوذي، أو هندوسي، أو بطيخ، لا محل له إطلاقاً في السياسة. السبب، في حالة الدين الإسلامي، أنه لا يوجد أي شيئ من قريب أو بعيد، لا في القرآن ولا في الأحاديث، القطعية الورود والقطعية الدلالة، ما يصلح للسياسة المعاصرة. لقد تعدينا مفاهيم كثيرة، نتيجة تَغَيُّرْ المعطيات و التحديات التي حولنا، والتي هي دائمة الحركة، واستحدثنا مفاهيم تواكب العصر و تُمَهِّدْ للمستقبل. للمرّة الألف: الخلافة والبيعة مشروع متخلف و مُدَمّرْ للشعوب في وقتنا الحاضر. أَأُفَضِّل خليفة يتم تعينه من "شيوخ دين"، على أساس ديني، من خلال بيعة ليست مُحددة الفترة ولا مُحددة الصلاحيات، و تستوجب فوق كل ذالك الطاعة، التي هي أيضاً لا حدود لها؛ على نظام سياسي ديمقراطي، المواطن، وليس المسلم فقط، هو الذي يُحدد الرئيس لفترة مُعَيّنة، يتوجب إعادة الإنتخاب عند نهايتها، ومُحددة الصلاحيات والواجبات من كِلا الطرفين، الحاكم والمحكوم؟؟ طبعاً يأتيك واحد أحمق ويقول لك كيف الخلافة غير مُحَددة الصلاحيات والواجبات، ويضرب لك مثلاً: "أطيعوني فيما أطعت الله فيكم"!!! لا يا شيخ!!! زي المريض يجي عند الدكتور، والدكتور يقول له ما توخد دواء!! الكل بيعرف إنه المريض بلزمه دواء، بس مش الكل بعرف نوع الدواء. الإخوان المتأسلمون، ومن على شاكلتهم، يحاولون عمداً إستخدام عبارات فضفاضة، لا يُمكن تطبيقها في أي حالة خاصة لعموميتها، لينطلقوا بنا إلى طريق مُظلم يأخُذُنا إلي ما يفوق الألف سنة للوراء تحت الإيحاء الساذج والمريض، أن ذالك يُرضي الله و عدم فِعْلْ ذالك يُغْضِبَه ويأتي علينا بالمُهلكات!!!
للمرة المليون، نحن مواطنون: في تنظيمنا للدولة علاقتنا بالأرض وليست بالسماء. من يريد أن يكون مُسْلِماً، أو مسيحياً، أو حتى يهودياً، فهذا من حقه كفرد في المجتمع، ولا يجوز الخلط بين خياره الديني و خياره الوطني لأنهما شيئان مُختلفان تماماً عن بعضهما بِمحضْ طبيعتهما البحتة. الدين يتعلق بالمجتمع ولا يتعلق بالدولة. بينما المجتمع من مُكونات الدولة، ليس المجتمع هو الدولة، وليست الدولة هي المجتمع!! المُجتمع يتكون من العديد من الأطراف المختلفة دينياً، و طبقياً، و إثنياً، و غيره؛ والدولة هي، بالإضافة إلى كل هذه الأطراف، والذي يُسَمّى بمجموعه المُجتمع، تَضُم الأرض، التي هي معلومة الحدود، والمُؤسسات، كالجيش و المجالس التشريعية. لا يُمكن، بأي شكل من الأشكال، الإدعاء بأن الدولة، لطبيعة تشكيلها البحتة، إسلامية أو مسيحية أو بوذية، ومن يدّعي ذالك فهو كاذب: كيف ليكون للأرض دين وهي جماد؟؟ كيف ليكون للمؤسسات دين و هي عبارة عن تنظيمات و تشريعات وضعية، الإنسان وليس الخالق، هو من وضعها؟؟ كيف ليكون للمجتمع دين واحد، وهو بطبيعته مُكَوّن من مسلم، ومسيحي، ومُلحِدْ، وغيره من التوجهات الدينية؟؟؟ طبعاً القصة لا تنتهي هنا، لأن هنالك مُسلم سني، ومُسلم شيعي، ثُمَّ بعد ذالك مُسلم سُنّي صوفي وسُنّي غير صوفي، وهكذا!! هذا فضلاً على أنّ كل طائفة تدعي أنها هي المُسلِمة الناجية وغيرها هي الضالة الهالكة!!!
لقد تعدينا الكثير من المفاهيم التي تُدمّرْ وطنيتنا وتأخذنا إلى ما يفوق الألف سنة للوراء من الإسلام الصحراوي البدائي القبائلي. لم يَعُدْ هنالك شيئ إسمه أهل ذمة، لا وجود لشيئ إسمه جزية، لا وجود لشيئ إسمه رقيق و غلمان وجواري، لا وجود للصلب وتقطيع الأيادي والأرجل. لا وجود لشيئ إسمه جهاد. لا وجود لشيئ إسمه زكاة. لدينا الآن شيئ إسمه المواطن ونقطة آخر السطر. مهما كانت عقيدته الدينية، فلا فرق بين مواطن وآخر. الدولة لها جيش وطني نظامي يُحافظ على الأمن الوطني، و ليس لها جيش ديني جهادي يضم مسلمين من طائفة واحدة فقط ويقوم بغزوات لنشر الدعوة الإسلامية. الفرد في الدولة مواطن وليس مسلم و مسيحي، وعليه فالكل له مستحقات وعليه واجبات وطنية، وليس دينية، تجاه الدولة. الكل تحت طائلة الضرائب أو أي نظام وطني، وليس ديني، تضعه الدولة للجباية. لذالك ليس هنالك زكاة للمسلمين وجزية للمسيحيين، لأننا كلنا مواطنون. مواطنون فقط.
الإخوان المتأسلمون لا وطن لهم ولا دين لهم، لا يعترفون بالوطن، ولا بالديمقراطية، التي يعتبرونها كُفراً، ولا يعترفون بالعَلَمْ الوطني، ولا بالنظام الحاكم "الكافر"، حسب أدبياتهم، و أعوانه "الكَفَرَة" من رجال أمن، وجيش، ومؤسسات، وناخبين. لم يعُد هنالك أحد لم يُكَفروه!!! كيف لا و نحن "المجتمع الجاهلي" و "أهل الرِدَّة"، وهم "الإخوان المسلمون"!!! طبعاً هذا بالإضافة لتكفير غيرهم من طوائف الإسلام كالشيعة وإستحضار خلافات مُتخلفة مُدَمّرة مصحوبة بمفاهيم تُشابِهُها في التخلف لتدمير الأوطان، وجعلنا، نتيجة ذالك، دواب تمطتينا بقية الدول، كما يحدث الآن في "جهادهم" في سوريا، والعراق، وليبيا، واليمن، ومصر، وأفغانستان، والشيشان، حتى في شنغيانغ في الصين!!! في كل مكان تريد أمريكا الجهاد، تراهم أول "المجاهدين".
في مصر، تقيأ المصريون الإخوان المسلمين في أقل من سنة. لماذا:
١- الإخوان نشروا التفرقة على أساس ديني بين المواطنين المصريين. أصبحنا نرى السُني يقتل الشيعي. أصبحنا نرى الكنائس تُحرَقْ. أصبحنا نرى الفنانين يُشتمون علناً في الفضائيات. أصبح موضوع البحث في مصر من هو الكافر ومن هو المسلم. طبعاً حلول للبطالة، والفقر، والمديونية، والعجز، لا داعي لها ما دام فضيلة "المرشد" بالحُكْم، وربنا "بِمْتَحِنْ" صبرنا على هذه المصايب، علشان يدَخّلنا الجنة في الآخرة!!
٢- عُرِضَ على البرلمان المصري، ذو الأغلبية الإسلامية في ذالك الوقت، أن يتم تفعيل قانون الخيانة بما يتعلق بالرئيس لعام ١٩٥٦، من أجل محاكمة مبارك محاكمة ثورية، وليس محاكمة عادية، فقام البرلمان الإخواني برفضها، وأصبحنا نرى مبارك يحاكم على قضايا تُشبه سرقة حبل غسيل، بينما هنالك جرائم سياسية من تزوير إنتخابات برلمانية و رئاسية، وخطف و تعذيب، ونهب مال عام.
٣- كُلنا شعر بالغثيان حين قرأ رسالات مرسي لبيريز: " صديقي العزيز بيريز"، و "نتمنى لدولتكم دوام الإزدهار"!! أنكرها الإخوان في البداية، ولكن حين تم إبراز نُسَخْ الرسائل، قالوا هكذا تُكتب الرسائل الدبلوماسية وهو أمر ليس بجديد!!
٣- في كل القضايا التي حُكِمَ فيها بإعادة المال العام المنهوب، من عطايا أراضي، وخصخصة، وفساد، لم يُنَفَّذْ أياً منها.
٤- طبعاً لا ننسى إعلان مرسي الكارثي "للجهاد" ضد الجيش العربي السوري. إسرائيل تنظر إلينا بعين الإحتقار و الكوميديا الحمراء، بينما يقاتل الجيش العربي المصري الجيش العربي السوري!!! وهكذا تكتمل المصيبة: لا جيش عراقي، ولا جيش سوري، ولا جيش مصري!!!
٥- الإخوان عرضوا علئ المنظمة الفلسطينية أخذ أراضي من سيناء كتعويض عن أراضي المستوطنات في الضفة. أي أن الفلسطينيون يتم توطينهم خارج أرضهم. تم رفض العرض للخيانة الصريحة للقضية الفلسطينية. تم هذا العرض مرّة أخرى من قبل الإخوان وحُلفائهم، قطر و تركيا، خلال أحداث غزة الأخيرة، وتم رفضه مُجدداً. خرجت علينا الصُحُف الإسرائيلية لتنسب هذه الفكرة، التي قدّمها الإخوان، للرئيس السيسي بدون أدلة للطعن فيه.
٦- كبار ضباط المخابرات في عهد مرسي كتبوا تقارير، تم رفعها لرئاسة المخابرات، إتهموا فيها مرسي بالخيانة وأنّه يُشَكِّلْ تهديد على الأمن الوطني المصري. تم هذا خلال مراقبتهم لمكالمات أيمن الظواهري، فوجدوا أن الرئيس المخلوع مرسي على الخط الآخر. في المكالمة يطلب مرسي من أيمن الظواهري أن يقوم بإرسال "جهاديين" إلى سيناء. خيرت الشاطر، أحد قيادات الإخوان، إعترف أنه تلقى ٢٥ مليون دولار من قطر من أجل تجميع "جهاديين" في سيناء.
٧- مرسي، و معاونوه في الرئاسة، قاموا بتهريب وثائق على درجة عالية من الخطورة والحساسية، تتعلق بتوزيعات الجيش المصري وإمكانياته العسكرية والمادية، لدولة قطر. رقم ٦ ورقم ٧ هو ما يحاكم عليهم مرسي حالياً في قضايا الخيانة العظمى.
٨- المديونية في عهد مرسي زادت بمقدار ثلاثين مليار. لم يشعر المصريين بملّيم واحد!!!
٩- عندما زار مرسي روسيا، تم إرسال مساعد محافظ موسكو لإستقباله!! تم منع الوفد المرافق له من النزول عن الطائرة لأن جماعة الإخوان تُعتبر جماعة إرهابية في روسيا!! عند سؤال الوفد للروس أنّه يلزمهم أكل، قالوا لهم سوف نبعث لكم الأكل على الطيارة!!
١٠- تم إعطاء ما يفوق عن ١٥٠٠٠ جنسية مصرية لفلسطينيين و تم تغيير الدستور المصري بحيث يسمح للرئيس بتغيير العلم المصري والحدود، من أجل تمكين مشروع "غزة الكبرى" لمبادلة أراضي المستوطنات بأراضي من سيناء، كما تم ذكره سابقاً، والذي يتطلب تغيير الحدود المصرية الفلسطينية. تم سحب معظم الجنسيات الممنوحة لاحقاً بعد ذهاب المخلوع.
١١- جميع الأحزاب السياسية في مصر، بما فيهم السلفيين، الذين هم على مقربة فكرية من الإخوان، يتهمون الإخوان بالحماقة، والتسرّع للإستحواذ على السلطة. يتهمونهم أيضاً بالإقصائية و الخيانة في ما يتعلق بترتيباتهم السياسية بين بعضهم البعض. نرى مثيل هذا عندنا في الأردن، حيث تتهم كافة الأحزاب السياسية الإخوان بالكذب، والإنفراد بالقيادة، والإقصاء.
١٢- بديع، المرشد الإخواني المسجون حالياً، والمحكوم بالإعدام، كان يقول، بينما النشطاء السياسيين يُقاومون حُكم مُبارك، "أتمنى لقاء مبارك".
١٣- في آخر الأيام التي أدت إلى ثورة ٢٥ يناير، حاول تَجَمُّع أحزاب سياسي يضم الإخوان، إصدار بيان يدعو فيه مبارك للتنحي فرفض الإخوان. هذه ليست سابقة لأنه في كل لقائات الإخوان مع الأحزاب السياسية الأخرى، كانوا يرفضون حتى ذِكْرْ إسم مُبارك، في أي بيان سياسي مُعارض. الإخوان لم يعارضوا لا فكرة التوريث لجمال مبارك، ولا لفكرة التجديد لحسين مبارك.
١٤- حين تجمّع المواطنون المصريون أمام مركز الإخوان إحتجاجاً على سياساتهم، نَصَبَ الإخوان أفراد قنّاصة من جماعتهم، ليسوا لا من الشرطة ولا من الجيش، للفتك بالمتظاهرين. نحن بصدد ميليشيات إرهابية إخوانية بحتة.
١٥- حين ظهرت شواهد ثورة يونيو، قام الإخوان بالتهديد بالقتل لمن سوف يقوم بالخروج عليهم. طبعاً هذا كان مصحوب بآيات قرآنية و أحاديث تُحرّم التظاهر وتؤكد أن مصائب المصريين، تحت حكم الإخوان، هي إمتحان من الله، وأن الرسول صلى خلف مرسي لتأكيد "شرعيته الدينية"، وأن جبريل والملائكة يقاتلون مع الفئة "المؤمنة"، التي هي بالطبع الإخوان، ضد الفئة "الكافرة"، والتي هي المتظاهرين الخارجين على حُكْم الإخوان.
١٦- كُلُنا رأى مُرسي وهو يفتح الجاكيتة في الإستاد بين مناصريه، في إشارة أنّهُ لا يرتدي سُتْرَة واقية وأنّهُ لا يهاب القتل. منظر كوميدي لأنه كان يقوم بذالك بين مناصريه!!! حين أتى وقت الحقيقة، وحوصر في قصر الإتحادية من قبل المتظاهرين ضده، قام بالهروب من الباب الخلفي لدار الرئاسة تحت حماية مُشددة. طبعاً باقي قيادات الإخوان تركت مُناصريهم في الميدان، و قام من قام منهم بحلق لحيته و شعر رأسه للتَنَكُّرْ، ومنهم من قام بصبغ شعره، ومنهم من قام بالإختباء في شقة لقريبه كالمُرشد العام، ومنهم من هرب إلى ليبيا، وهكذا!!!
١٧- أمام كل هذه المصائب، عرضت قيادة الجيش على مرسي أن يقوم بإجراء إنتخابات مُبكِّرة فرفض. عرضوا عليه التنحي فرفض. أمام ما يقارب الثلاثين مليون متظاهر، يصدحون من أعلى حناجرهم: "إرحل يا كذاب، إرحل يا فاشل" و "يسقط، يسقط، حكم المرشد"، لم يكن بمقدور الجيش، حفاظاً على الأمن القومي لمصر، إلّا خلع مرسي وإيداعه المحكمة.
١٨- فيما يتعلق بشرعية الرئيس السيسي، فهو قد حصل على عدد أصوات ما يزيد عن الذي حصل عليه مرسي وبقية المترشحين السابقين مجتمعين في الإنتخابات الرئاسية على وقت مرسي. نسبة الأصوات للرئيس السيسي كانت كاسحة مقارنة بمنافسه حمدين صباحي. الإنتخابات تمّت بنزاهة و شفافية كاملة مشهود عليها دولياً. الإخوان رفضوا المشاركة في الإنتخابات لعلمهم أنهم سوف يسقطون فيها. سقوطهم في مصر ليس الوحيد. هم سقطوا في تونس، وفي ليبيا، وسوريا أيضاً. حتى أمام السلطة الفلسطينية، هُم قاموا بتسليم المفاتيح لعباس!!! عندنا في الأردن، قام الإخوان بالغنج والتسحيج للنظام: "نحن والنظام نعود لزمن بعيد"!!! طبعاً مظاهرات تطالب بمحاربة الفساد، وإسترداد المال العام، وتعديل صلاحيات الملك، كلّها إختفت بقدرة قادر!!! في مقابل فشلهم، ورفضهم العملية الإنتخابية الديمقراطية، لجأ الإخوان للعنف، والقيام بالتفجيرات في وسط القاهرة و الكنائس. أيضاً بمعية صحبهم، جماعة بيت المقدس بتفجيرات سيناء، وقتل العشرات من الجنود المصريين. هذا ليس غريباً عنهم لأنه خلال مقابلة السيسي، رئيس الجيش وقت حكم مرسي، للقيادي الإخواني خيرت الشاطر، قام الأخير بالتهديد بجلب كافة الجماعات "الجهادية" لأرض مصر، وفرض حكم الإخوان بالقوة والقتل!!!
١٩- لزيادة المشهد بؤساً، قام الإخوان، عبر حركتهم حماس، بالقول أن المبادرة المصرية التي قُدِّمت في بداية حرب غزة، حين لم يكن عدد الشهداء يتجاوز الخمسين، أنها لا تساوي الحبر الذي كُتِبَتْ به!! لسخرية القدر من حركة الإخوان، وبعد أن تجاوز عدد الشهداء ٢٢٠٠ شهيد، و دمار هائل للبُنى التحتية، ومئات الآلاف المُشردين، قاموا بالقبول بالمبادرة نفسها، وتسويقها على لسان متحدثهم، أنها إنتصار و أنها تمهيد لتحرير القدس وباقي فلسطين!!! هذا بعد أن كانت، حسب قولهم هم، أنها لا تساوي الحبر الذي كُتِبَتْ به!!!
على الإخوان ومن لف لفهم أن يفهموا أن الإسلام السياسي مات من زمن ولا إمكانية لإحيائه من جديد. هو قوى تخلف عربي بإمتياز، وما علينا إلّا أن نرى ما يجري في سوريا، وليبيا، والعراق، وأينما حلّ الإخوان "بجهادهم"، كي نعتَبِرْ!!! أيضاً عليهم أن يتركوا الكذب، لأنهم يتنفسون الكذب شهيقاً و زفيراً، وأصبح الكذب عندهم من عادة إلى عبادة، وعليهم أن يتذكروا أن المؤمن لا يكون كذّاباً!!!

4) تعليق بواسطة :
16-09-2014 09:06 AM

الى حمساوي طفيان اطفي احسن الك

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012