أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


الحرب العالمية الجديدة

بقلم : د. رحيّل غرايبة
14-09-2014 12:25 AM
يستعد العالم لموجة جديدة من الحروب، والغريب في الأمر أن العالم العربي والإسلامي، سوف يبقى ميداناً لحروب العالم الجديدة كما كان سابقاً، وكأنه مكتوب على هذه المنطقة أن تدفع الثمن الباهظ لصراع المصالح على مستوى عالمي ومستوى إقليمي، وقد قيل سابقاً إن العالم العربي هو خط المواجهة وميدانها لحروب المستقبل، وربما لقرون قادمة، ولذلك فإن كل القوى المتصارعة تسعى لموطىء قدم لها في الوطن العربي، وتحاول أن تحظى بإطلالة حقيقية على المياه الإقليمية العربية سواء من جهة الأبيض المتوسط غرباً، أو من جهة الخليج العربي وبحر العرب شرقاً، استعداداً للمواجهة المستقبلية.
وبناءً على هذه النظرية فإن ليلنا طويل، ومشوار الدم أكثر طولاً وتعقيداً مما يتخيل كثير من العرب وكثير من المراقبين، ولذلك فعلى شعوب المنطقة أن تستعد لتحمل عبء المرحلة وتغيراتها، وأن تستعد لدفع الثمن الباهظ، وربما ما زال المستقبل يخبىء ما هو أكثر إيلاماً، إن لم تنتبه الشعوب وتستيقظ، وتحاول استجماع قوتها المتمثلة بالتمكين الذاتي الحقيقي البعيد عن مسلك التبعية لأحد المحاور المتصارعة.
هناك عدة جوانب تؤشر على خطورة الحرب القريبة القادمة وتؤشر على حجم الخلل الكبير الذي يتمثل بالأمور التالية :
الأمر الأول : يتمثل بفلسفة المواجهة القائمة على استخدام القوة العسكرية والاعتماد على الفجوة الهائلة في التقنية ومستوى التسليح بين الأطراف، فالمجموعات المتطرفة تملك أسلحة تقليدية خفيفة محدودة، فلا وجه للمقارنة مع ما تملكه الولايات المتحدة والدول الغربية وحلف الناتو الذي يمثل القوة الضاربة في المعركة، والاعتماد على هذه الفلسفة يحقق خسائر كبيرة وتدمير هائل في المنطقة، ولكن بكل تأكيد لا تقوى هذه الفلسفة على اجتثاث القوى المتطرفة، ولن تستطيع إنهاء العنف واستعادة الهدوء، وذلك اعتماداً على الفشل الذريع الذي تم حصده في الحرب العالمية السابقة على الارهاب التي استمرت ما يقارب خمسة عشر عاماً، وأدت إلى زيادة مساحة التطرف وزيادة عدد الأعضاء المحاربين المنخرطين في سلك هذه المنظمات، وأدت إلى ظهور منظمات جديدة أشد تطرفاً وأكثر عنفاً على صعيد الفكر والسلوك.
ربما يكون هناك بعض التغيير الذي يجعل الولايات المتحدة والدول الغربية لا ترسل جنودها وجيوشها لأرض القتال، وإنما سوف تستعين بجيوش عربية وجنود عرب، وسوف يتم الاكتفاء بالغطاء الجوي، واستخدام الطائرات بلا طيار، والاكتفاء بالإشراف والإدارة العليا واستخدام التكنولوجيا، وفي النهاية فالخسارة عربية من الطرفين المتصارعين، ولكن نحن نتحدث عن فلسفة المواجهة الجوهرية، ولا نتكلم عن تحقيق الخسائر البشرية لدى الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، مما يؤكد بقاء المنطقة تحت وطأة الصراع الدموي طويل الأجل، واستمرار الفوضى والعنف لأمد طويل.
الأمر الثاني : يتمثل بوجود مؤشرات بإعلان الحرب على الإسلام السياسي كله دون تمييز بين الاعتدال والتطرف، ويذهب بعض المؤتمرين إلى شمول جماعة الإخوان المسلمين بإعلان الحرب، ووضع كل الحركات الإسلامية في سلة واحدة، وهذا ما تؤيده بقوة بعض الدول العربية التي ترى أن الإخوان لا يقلون خطورة عن الحركات الإسلامية الجهادية، وهذا ما قصده بعض الزعماء العرب عندما قالوا بضرورة حرب الأفكار التي تؤدي إلى التطرف والعنف أو تمهد له، أو توجد البيئة المناسبة لاستنبات بذور التطرف، مما سيؤدي حتماً إلى اتساع نطاق الحرب وزيادة ردة الفعل لدى الشعوب، مما سيؤدي إلى إغراق المنطقة في حرب شاملة تأكل الأخضر واليابس، وهذا يحمل مؤشراً خطراً للغاية.
الأمر الثالث : يتمثل بغياب مفهوم الأمن الشامل للعالم المعاصر والدول والمنطقة، حيث أن ثورة الاتصالات، وثورة المعلومات، وسرعة أدوات النقل بين قارات العالم جعلت العالم كله يقترب من حقيقة الأمن الواحد ومفهوم الأمن العالمي الشامل، فوجود أي خلل في أي منطقة ينعكس أثره على العالم كله وعلى الأمن الدولي، مما يؤكد حقيقة ضرورة تضافر الجهود العالمية على تحقيق الأمن الحقيقي لكل شعوب العالم، من خلال إرساء مفاهيم العدالة والمساواة أولاً، ومن خلال منع كل أشكال العدوان في كل دول العالم وكل شعوب العالم بلا استثناء، ولا يتحقق الأمن بأن يحتكر الأقوياء والأغنياء القوة والأمن والثروة وتبقى شعوب العالم الثالث تعاني الفقر والحرمان والفساد والاستبداد، ولن تستطيع أي دولة أن تحفظ أمنها لوحدها، بعيداً عن مفهوم الأمن لكل دول المنطقة وشعوبها.
ولذلك لا بد من إرساء فلسفة جديدة تقوم على استراتيجية مفهوم الأمن الشامل، وعلى إرساء فلسفة التعاون والمشاركة القائمة على أساس العدالة والمساواة، والشروع بالتنمية العالمية الشاملة لكل شعوب العالم، ومحاربة أعداء الإنسانية التي تتمثل بالفقر والاستبداد والتخلف أولاً، قبل الشروع بمحاربة الظواهر والأعراض، وسوف تكون الفلسفة الجديدة أقل كلفة مادية ومعنوية وبشرية.
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-09-2014 08:56 AM

مع هذا العلم هكذا تفهم العركه ؟!
تمكين ذاتي واطلاله على البحار !!
الاترى انها حرا سليبيه ؟
الم تجد في احاديث رسول الله صل الله عليه وسلم في الفتن والملاحم ما يونبؤك الخبر اليقين ؟!
الاترى في هذا الحلف الصليبي وهذه الحرب غير حرب مصالح ؟!!!

عجبا لك ! كيف تفهم الامور ؟!
وتسمي المدافعين عن الاسلام والمجاهدين جماعات متطرفه ؟!! لم لم تقل ارهاب ايضا ؟!

من اين تستقى علمك ؟ من علوم الدين ام من علم كوهن وجورج ووسائلهم الدعائيه ؟1

ام هو انحراف وجهل ؟!
الا ترى حقيقة المعركه التي هي اوضح من الشمس في كبد السماء ؟!

لماذا لاتنطق بالحقيقه لمخبأه في ثنا نفسك ؟! والتي تعرفها جيدا كما تعرف اولادك وربما اكثر .

لماذا تصر على اخفاء ماتعلمه جيدا عن الناس ؟
هل هي المصالح ؟ ام انحراف ؟ ام جهل ونفاق ؟ ام امور اخرى ؟

والله الذي لااله غيره انك لتعلم الحقيقه علما كفي للها للناس . ولكنه الحرمان من الأجر والخذلان ولأن الله سبحانه وتعالى يجتبي من يريد لنصرة دينه . ولكنك مخذول .

وفرح بما لديك . وتحسب انك تحسن صنعا قسما بالله .

نعوذ بالله من الخذلان والبوار وسوء الخاتمه .
عجبا من من يعلم ان اول من يلقى في النار عالم ... ولايرعوي ولاينفعه علمه وهو حي يرزق ولا يفعل شيئا . عجبا والله .

2) تعليق بواسطة :
14-09-2014 09:56 AM

والغريب في الامر أن العالم العربي والاسلامي سوف يبقى ميدانا لحروب العالم الجديدة كما كان سابقاً ،نعم ياسيدي ان السرطان المغروس في جسد الامة بدأ ينتشر وحتى تصبح "اسرائيل" جزء أساسي من أمن المنطقة لابد من تهيأة الارضية بالكامل حتى يعيش هذا الفايروس في أجواء دافئة لقد فشل العرب ولا زال الفشل حليفهم للاسف والصهاينة ومشروعهم الصهيوني بدأ ينتشر خارج حدود فلسطين وبدون اية كلفة على الاطلاق ماعليهم سوى أن يوجهوا أنظار حلفائهم نحو هدف معين وهم فقط يراقبون النتائج ويحللونها هل تناسبهم أم لا -نعم لقد فشل العرب منذ ضياع فلسطين ونهايتهم كانت في هدم العراق العظيم ،فلا ننتظر سوى المزيد من الاستسلام . وحسبنا الله ونعم الوكيل.

3) تعليق بواسطة :
14-09-2014 10:53 PM

Security for all is a true statement which will bring peace to all . I agree

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012