أضف إلى المفضلة
الجمعة , 17 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الجمعة , 17 أيار/مايو 2024


دعم الخبز والمحروقات

بقلم : عصام قضماني
06-10-2014 02:05 AM
حسب فرضيات موازنة عام 2015 ستواصل الحكومة دعم الخبز وتعويض تحرير أسعار المشتقات النفطية للمستحقين بصرف النظر عما إذا إنتفت أسباب التعويض وهو نزول النفط دون 100 دولار.
معنى ذلك أن الخزينة ستستمر بتمويل محروقات المواطنين من جيبها الخاص سواء كان ذلك مستحقا أم لم يكن، وهو ما ينسف قرار تحرير المشتقات النفطية من أساسه، ويعود بالموازنة الى تكبد عبء الدعم من جديد !!.
مع الدعم الذي يذهب الى مستحقيه، لكن من هم هؤلاء؟.. هل نستطيع أن نشمل محدودي الدخل بهذه المظلة حتى لو لم يكونوا من اصحاب الاستحقاق، أم ان الخزينة يجب ان تكتفي باعانة الفقراء ممن لا مصدر دخل لهم.
الدعم يجب ان يذهب الى مستحقيه الفعليين عبر ادوات لن تعجز الحكومة عن امتلاكها اذ ليس من المقبول استمرار هذا الخلل طالما نتحدث عن عدالة مطلوبة في توزيع الغنم والغرم في آن معا.
بلا أدنى شك أن إستمرار الدعم على هذا النحو المطلق لن ينفع في ترشيد الاستهلاك وتقليل كلفة فاتورة المحروقات وأثرها في تشوهات الميزان التجاري بل على العكس.
الدعم تشوه مطلق، فلم تستطع أسعار البنزين المرتفعة أن تحول الناس الى السيارات الهجينة، ولم تحد ضريبة البنزين أوكتان 95 من الزيادة المثيرة للسيارات الكبيرة على الطرق ولم تدفع كلفة الكهرباء الى الترشيد كما لم تحم سياسة دعم الأعلاف الثروة الحيوانية.
في وقت سابق تسبب ارجاء تصويب التشوهات الهيكلية في سوق المحروقات، لاسباب لم تكن عملية أو لضغط شعبي بخلل في توجيه الدعم الذي بات يشمل الميسورين والشركات في بعض الاحيان قبل الفقراء، واستمرار هذا الحال جعل مسألة معالجة التشوهات السعرية والفجوة فيها عملية اكثر صعوبة كما انه سمح باستمرار دعم الفئات كافة وفي سلة واحدة بدلا من تحقيق العدالة، من ناحية ذهاب الدعم مباشرة الى الفئات التي تستحقه فعلا، في مقابل رفعه تماماً عن القادرين.
الحكومة تعود تدريجيا الى فلسفة الرعاية المطلقة، والتضحية بالانجازات الاقتصادية التي تمت على صعيد تصويب تشوهات الموازنة عبر الدعم وتقليم نمط الاستهلاك عبر تحرير الاسعار.
(الراي)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012