أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


المديونية تسبق العجز

بقلم : د. فهد الفانك
22-10-2014 12:33 AM
يرتفع الدين العام عاماً بعد آخر لأن عجز الموازنة العامة لا يمكن تغطيته بغير الاقتراض. وإذا كان الامر كذلك، فإن زيادة المديونية يجب أن تطابق حجم العجز في الموازنة، لكن هذا لا يحصل، ذلك أن عجز الموازنة خلال النصف الأول من هذه السنة بلغ 354 مليون دينار، في حين ارتفعت المديونية بمقدار 995 مليون دينار، فما هو تفسير الفرق البالغ 641 مليون دينار، ولماذا ترتفع المديونية بمقدار ثلاثة أمثال عجز الموازنة؟ وين راحت المصاري؟!.
يفسر هذه المفارقة أن هناك نفقات عامة لا تقيد في حسابات الموازنـة، ولكن يتم تمويلها بقروض مصرفية بموجب كفالات حكومية، والمثال البارز على ذلك هو كلفة دعم الكهرباء التي تسجل خسارة في دفاتر شركة الكهرباء الوطنية المملوكة من الحكومة بنسبة 100% وتغطى بقروض أو سندات تكفلها الحكومة وبالتالي تظهر ضمن المديونية ولا تؤثر على العجز الشكلي في الموازنة الذي لا يعبـّر عن الواقع. وما ينطبق على دعم الكهرباء ينطبق أيضاً على دعم الماء.
في هذا المجال يقال ان الخسائر المتراكمة في شركة الكهرباء الوطنية تزيد عن خمسة مليارات من الدنانير تمثل الخسارة الناشئة عن بيع الكهرباء بسعر يقل عن الكلفة وكان يجب أن تظهر ضمن النفقات الجارية في الموازنة كدعم الخبز والأعلاف وغاز الطبخ وغيرها.
لماذا تلجأ الحكومة إلى هذا الاسلوب المحاسبي الذي يخفي الحقيقة عن قارئ الموازنة العامة؟ ولماذا يسكت ديوان المحاسبة بصفته مدقق حسابات الحكومة ولا يتحفظ إظهاراً للحقيقة، بل إن خبراء صندوق النقد الدولي يتعاملون مع عجز الموازنة الظاهري وكأنه العجز الحقيقي ويعبرون عن سعادتهم بانخفاضه مع أنه قد يكون قد ارتفع إذا أخذنا دعم الكهرباء والماء بالحساب وهو بجميع المقاييس إنفاق ٍجار ٍ.
تلجأ الحكومة إلى هذا الأسلوب لتقول أن عجز الموازنة يقل عن 5% مع أنه يناهز 8% من الناتج المحلي الإجمالي، كما تستطيع أن تقول أن العجز المالي انخفض عما كان عليه في السنة السابقة مما يعتبر إنجازاً لولا أن المديونية تكون قد ارتفعت بمقدار ضعف العجز المعترف به في الموازنة.
الوضع المالي بحاجـة لحلول مالية حقيقيـة وليس حلـول محاسـبية.
(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
22-10-2014 10:20 AM

اقتباس :
- تلجأ الحكومة إلى هذا الأسلوب لتقول أن عجز الموازنة يقل عن 5% مع أنه يناهز 8% من الناتج المحلي -
تعليق :
هل معنى ما يقوله الدكتور فهد ... ان الحكومه تكذب ؟!

2) تعليق بواسطة :
22-10-2014 02:24 PM

نرجو يادكتور ان تكون اكثر صراحة في مقالاتك القادمة ....
هذا الفرق الكبير بين المديونية والعجز اين يذهب ؟ ومن يستولي عليه وماذا نستفيد منه ؟ هل يذهي غنيمة للفاسدين الكبار ؟ هل تقام به مشاريع انتاجية وماهي ؟ وكم كلفتها ؟ هل يذهب لتسليح الجيش مثلا ؟ من يتحمل هذا الفارق الكبير ؟ هل يغطى من دخول الفقراء ام كل آمالنا معلقة بكرم حكام الخليج وامريكا ؟
هذا مانريدك ان تغوص به يادكتور !!!!!!!

3) تعليق بواسطة :
22-10-2014 10:07 PM

على الحكومات المتعاقبة برفع الدعم عن الكهرباء عن الصناعات الصغيرة والمتوسطة وعن المنازل وبيعها بالكلفة الفعلية أي 90 فلس للكيلواط وبذلك يدفع المواطن السعر العادل ولا يتحمل دعم الصناعات المشوشة والمدرة للربح حيث أن معمل الطوب المغشوش والير مطابق للمواصفات الأردنية والعالمية يدفع 530 دينار ثمن 10 آلاف كيلواط والمواطن المسحوق لو ستهلك هذه الكمية لتدفئة او تبريد منزله اذا كان يملك عليه أن يدفع 5-7 آلاف دينار ؟؟؟ وبذالك يكون المواطن هو من يدعم الصناعات في هذا البلد !!!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012