أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 15 أيار/مايو 2024
الأربعاء , 15 أيار/مايو 2024


بماذا يؤثر تمدد الجمهوريين على الأردن؟!

بقلم : ماهر ابو طير
08-11-2014 11:59 PM
زاد الحزب الجمهوري من حصته في الكونغرس الأميركي، النواب والشيوخ، والجمهوريون حلوا لعنة على الرئيس الأميركي الذي تحول إلى «بطة مشلولة» تماما، بدلا من كونه «بطة عرجاء» في عاميه الأخيرين في البيت الأبيض.
الجمهوريون الأكثر تصلبا ضد التنظيمات الإسلامية، وضد إيران، وضد النظام السوري، وكانوا يفرضون خطط التدخل على الرئيس الأميركي اوباما خلال الفترة الماضية ويعرقلون قضايا كثيرة، تخص سياساته أيضا، باتوا في موقع الاقوى تماما، وهو موقع يمهد لانتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة، التي على الارجح ستعود إلى حضن الجمهوريين، الذين انجبوا قادة حرب سابقا من جورج بوش الاب، الى جورج بوش الابن، وحروبهما في المنطقة.
برغم كل صلاحيات الرئيس التي قد تساعده احيانا للتهرب من ضغوط الجمهوريين، إلا ان الرئيس بات في قبضتهم تماما، حتى من باب اضطراره لمسايرتهم في ملفات داخلية مثل الوضع الاقتصادي والرعاية الصحية وغير ذلك.
هذا يعني ان المساحات المتاحة امام الرئيس باتت محدودة، فوق ان ثأر الجمهوريين لايغيب بشأن الاطاحة بمرشحهم السابق لصالح رئيس مهاجر من جذور أفريقية.
كل هذا يقول إن الفترة المقبلة ستشهد تغيرات اقليمية ولكن بشكل غير متسارع، فالرئيس الأميركي يتجنب التورط في حرب اقليمية، يختتم بها عهده، لكنه أيضا قد لايجد مفرا من الانصياع للجمهوريين تماما على صعيد أبرز الملفات.
الجمهوريون أقرب إلى إسرائيل، عبر تعصب أعمى، والجمهوريون أيضا، تتسم شخصياتهم بحدة الطباع، وعدم وجود مساحات للمناورة معهم، خصوصا، في علاقاتهم مع الحلفاء والأصدقاء والأعداء على حد سواء.
خَبِرَ الأردن سابقا وجود الجمهوريين، والأغلب ان الأردن يعرف اليوم ان هناك مرحلة اكثر صعوبة في المنطقة، قد تؤدي الى حرب اقليمية، او فرض مداخلات عسكرية كان الأردن يتجنبها، وعمان تعرف ان الجمهوريين لديهم رؤية خاصة ازاء الملفين السوري والايراني، وبالتالي فأن الأعوام القليلة المقبلة، ستترك اثرا حادا على دول الاقليم بما فيها الأردن.
ايضا لايمكن ان يشعر الاردن بأي تفاؤل لانه امام تمدد الجمهوريين، وسيطرتهم على الكونغرس، يعرف ان القضية الفلسطينية، عادت إلى الوراء ألف عام، على صعيد ملف السلام، وملف القدس، وهناك تأثيرات حادة اخرى.
في كل الحالات، فأن عمان الرسمية التي تعاملت سابقا مع الجمهوريين، تعرف أن عودتهم اليوم، جاءت في توقيت في غاية السوء، وهذا يعني ان «سياسات التجنب» التي اعتمدها الأردن للازمات، قد لاتبقى قائمة، امام ضغوطات الجمهوريين، وسيطرتهم على الكونغرس وعودتهم المرتقبة إلى الرئاسة، لصالح سياسات القبول بما يريده الجمهوريون، الذين يتسمون بالعناد والحسم ورغبتهم بالحرب، واغلاق الملفات المفتوحة.
هذا يعني ان عمان لا تشعر بارتياح لسيطرتهم، لانها سيطرة جاءت في ظروف لاتحتمل مثل هذه السيطرة وتأثيراتها الاقليمية، دون ان ننكر وجود علاقات ممتدة للأردن داخل الكونغرس ومع الجمهوريين، لكننا نتحدث فقط، من زاوية عما سيفرضه الجمهوريون على المنطقة وعلى الأردن أيضا.
لننتظر..الذي ستأتي به الأيام.
_(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
09-11-2014 11:21 AM

الرجل الاسمر دخل الى البيت الابيض وهو يعرج اصلا لان صعوده المفاجيء ربما كان مبرمجا ومقصودا من المحافظين الجدد وراسمي السياسه الامريكيه لخمسين سنه قادمه ليحملوا هذا الباراك حسين اوباما الذي يمثل فئه كبيره مهمشه وزر اغلاطهم التي وقعوا بها .
الاردن وباقي دول بني يعرب مهمتهم تنفبذ اوامر العم سام لذا فحسم الامور سريعا من قبل الجمهوريين افضل من انتظار الموت البطيءعلى قارعه الطريق فالفرق واضح بين من يتحمل الضرب بالعصي وبين من عليه عدُها .

2) تعليق بواسطة :
09-11-2014 04:40 PM

.
-- استاذ ماهر , أتفق مع ما تفضل به الاستاذ غازي ابو نايف . تداول السلطات في امريكا هو كتغيير الناطق الإعلامي في الاردن , فمن يشغل هذا المنصب عندنا لا يتعدى دوره الإعلان عن قرارات يتخذها من سلمه او اوصله للمنصب .

-- الدول الكبرى و على الأخص امريكا تقرر سياساتها مجموعات نفوذ هي اشبه بصاحب مدرسة يختار استاذ الرياضة الذي يتولى إنتقاء اللاعبين من الطلاب و تنمية مواهبهم و توزيعهم على فريقين متنافسين أو اكثر ويعطي الكأس و المداليات للفريق الفائز .

-- في الساسات الخارجية تحديدا يتم عمل خطط لعقود تحضر لها مؤسسات مختصه و توزع الادوار بين تلك المؤسسات المدنية و العسكرية و الاستخبارية و تحدد حسب الاهداف نوعية الكفآت و الأدوات و مدة المهام التي يجري تعديلها حسب التطورات و مدى نجاح الخطط او فشلها .

-- اما اعضاء الكونغرس فلا يختلف إنتقاء من يتنافسون منهم على الفوز بمقعد عن نواب "الألو" لدينا و لكن بأسلوب مختلف يعطيهم مساحة اكبر بالقرارات الخدمية الداخلية.

-- يبقى الرئيس الامريكي ايا كان فلا يتعدى دوره في إتخاذ القرار دور الناطق الاعلامي الاردني او رئيس الوزراء في ابعد تقدير.

.

3) تعليق بواسطة :
09-11-2014 06:52 PM

قوتهم بضعفنا فالمفروض رفض ما يُملى علينا مهما كانت الانعكاسات لانها في البداية تظهر مخيفة لكن في المستقبل القريب نرى النتائج الإيجابية. مشكلتنا بالمرعوبين من أمريكا و منبهرين فيها في نفس الوقت. الجمهوريون بالون كبير لا يجد من يثقبه

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012