أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 15 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
نصائح من الامن للأردنيين خلال فصل الصيف صحة الزرقاء: استمرار أعمال الصيانة والتوسعة للمراكز الصحية ارتفاع أسعار الذهب محليا إلى 40 قرشا للغرام نصف مليون طالب استفادوا من مشروع التغذية المدرسية الاعفاء من غرامة المسقفات والمعارف في عمان اصبح الكترونيا ..وقيمة الاعفاءات أكثر من 50 مليون دينار البنك الأوروبي للتنمية يتوقع تعافيا طفيفا لنمو اقتصاد الأردن ليصل 2.6% مدعوون للامتحان التنافسي في المؤسسة المدنية - أسماء بدء التشغيل التجريبي لمشروع الباص السريع بين عمان والزرقاء اليوم طقس لطيف اليوم وغدا ودافئ الجمعة وفيات الأربعاء 15-5-2024 آه، ما أشقى جيلنا!! د . حفظي حافظ اشتيه يكتب : ذكرى النكبة والنكسة ثم الصمود ليبرمان : حماس وزعيمها السنوار يديران الحرب من الأنفاق أفضل من نتنياهو بريطانيا : اجتياح رفح لن يوقف صادراتنا من الأسلحة إلى إسرائيل "حماس":تصريحات نتنياهو بمطالبتنا بالاستسلام سخيفة للاستهلاك المحلي وتعكس وضعه المأزوم القسام تكشف عن عملية مشتركة مع سرايا القدس
بحث
الأربعاء , 15 أيار/مايو 2024


هذه هي الطريق..

بقلم : د.محمد ابو رمان
11-11-2014 02:41 AM
بالرغم من أنّ الأردن نجح أمنياً بعد تفجيرات الفنادق، العام 2005؛ بمنع أي تفجيرات من المستوى نفسه، أو حتى أقل، كما تمكّن أمنياً من إفشال مخططات لا تقل خطورة عما وقع حينها، من قبيل استهداف منشآت حيوية وكبيرة؛ إلاّ أنّ كل ما قيل بعد ذلك عن جهود ثقافية واستراتيجيات، وما عُقد من مؤتمرات وندوات، وما ألقي من أشعار وهجاء للإرهاب والتطرف والعنف.. كل ذلك ذهب هباءً منثوراً مع ما أُنفق من أموال طائلة عليه، وما بُذل لأجله من جهود، إذ لم يُعط أي مردودٍ يذكر!
لماذا فشلنا؟! هذا هو السؤال الذي من المفترض أن يطرحه المسؤولون اليوم، وهم يرون انتشار وصعود التيار الإسلامي الراديكالي الغاضب، ورأس الحربة فيه النسخة الداعشية، في المجتمع. إذ نرى آلافاً من أبنائنا يجدون في تنظيمات هذا التيار حضناً دافئاً لهم، بديلاً من أوطانهم وأمهاتهم! وهم يُقتلون واحداً تلو الآخر في بلدان عربية، ويحاكمون بالمئات في الأردن بتهم الانتماء لهذه التنظيمات والجماعات أو حتى محاولة الالتحاق بها!
الخبر السيئ يا رفاق، أنّنا نكرر اليوم الأخطاء والخطايا نفسها التي ارتكبناها بعد تلك التفجيرات. فبدلاً من فهم الأسباب والشروط، والتعامل الموضوعي معها، وتفكيك الظاهرة ودراستها، نجد المؤتمرات والندوات والتغطيات الإعلامية السطحية الساذجة، ولجانا رسمية تشكل وراء لجان بعنوان واحد 'مواجهة الإرهاب والتطرف'، ثم النتيجة: لا شيء! لماذا؟!
لماذا فشلنا؟! باختصار، لأنّنا قفزنا عن الشروط الموضوعية الواقعية الحقيقية التي تنتج التطرف والإرهاب والتفكير في العنف. وهي تتمثل، أولاً وقبل كل شيء، في عدم الشعور بجدوى الإصلاح السياسي، والفجوة بين المجتمع والدولة. فطالما أنّ اللعبة السياسية لا تضم بين جنباتها وحدودها اللاعبين السياسيين من الألوان المختلفة، وطالما أنّه لا يوجد توافق مجتمعي عميق حول الوصفة السياسية المطلوبة لمواجهة التحديات والأخطار، فإنّ الشباب سيبحثون عن هوية أخرى، ومساحة أو ساحة ثانية وثالثة، للتعبير عن أنفسهم أو مشاعرهم، أو تفريغ ما يملكونه من طاقات مضغوطة في داخلهم.
طالما أنّ مؤسسات الدولة الثقافية والفكرية والرياضية والإعلامية معطّلة، فإنّ هناك من هو على أتمّ الاستعداد لملء هذا الفراغ؛ وطالما أنّ سياسات الدولة، خلال الأعوام الماضية، قد ساهمت بنفسها في تحطيم سلطة القانون والشعور بالعدالة والمساواة في الفرص وقيمة المواطنة وكرامة المواطن، فإنّ ذلك هو مفتاح رئيس لفهم التمرّد بأيّ لون أو صيغة كان، سواء عبر التطرف أو الفساد المالي أو حتى الأخلاقي!
باختصار، لا نريد أن نعزف السيمفونيات نفسها في الأيام المقبلة؛ فالمستوى الثقافي والمعرفي للشعب أكبر من 'البروباغاندا' الرسمية السطحية. نحن بحاجة قبل الشيطنة والإدانة، إلى الفهم والإدراك، لأنّ من تعجّ بهم السجون أو ساحات القتال في الخارج، هم شبابنا وأبناؤنا، وكثير منهم من الجامعات والمثقفين والمتعلمين؛ فهذا التيار لم يعد ينمو في الهامش، بل في قلب المجتمع!
الإصلاح الديمقراطي سياسياً، وحماية الطبقة الوسطى اجتماعياً، وحرية الحوار والنقاش العقلاني إعلامياً، والتنوير فقهياً وثقافياً؛ هي العناوين الحقيقية لحماية الجبهة الداخلية وتحصينها، ليس من التطرف فقط، بل من التمزّق والانكسار أمام التحديات الإقليمية والداخلية المختلفة.
مواجهة التطرف وحماية المجتمع تكون بسنّ قانون انتخاب محترم حضاري، يردّ الاعتبار لدور مجلس النواب، ويجسّر الثقة بين الدولة والمجتمع؛ كما تكون بقانون ضريبة دخل عادل يحمي الطبقة الوسطى، لا يقضي عليها؛ وبخلق شروط التنمية الاقتصادية في المحافظات؛ وبإعطاء التعليم أهمية قصوى، وتعزيز روح القراءة والمعرفة؛ وقبل هذا وبعده، ببناء صروح 'الحاكمية الرشيدة'، فالعنف والتطرف والفوضى والصراعات الداخلية هي نتائج طبيعية لأزمات الدولة القطرية العربية!
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-11-2014 01:50 PM

لا ينتج الإرهاب إلا الفساد والتهميش وغياب العدل. دولة عادلة لن تجد فيها إرهابي، ودولة يستطيع أي طامح كفؤ تولي زمامها لن تفرخ إرهابي واحد، ودولة يحاسب فيها المفسد والفاسد لن يعيش فيها إرهابي.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012