أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 15 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
آه، ما أشقى جيلنا!! د . حفظي حافظ اشتيه يكتب : ذكرى النكبة والنكسة ثم الصمود ليبرمان : حماس وزعيمها السنوار يديران الحرب من الأنفاق أفضل من نتنياهو بريطانيا : اجتياح رفح لن يوقف صادراتنا من الأسلحة إلى إسرائيل "حماس":تصريحات نتنياهو بمطالبتنا بالاستسلام سخيفة للاستهلاك المحلي وتعكس وضعه المأزوم القسام تكشف عن عملية مشتركة مع سرايا القدس حملة للحد من حرائق الصيف في طيبة إربد المغاوير/ 61 تنفذ تمرين "جبل 5" مع الجانب الفرنسي الصديق الحنيطي يودع وحدة الطائرات العامودية الأردنية الكونغو/1 الصفدي يلتقي وزراء خارجية في الاجتماع التحضيري للقمة العربية - صور الملك وولي العهد يعزيان بوفاة الوزير الأسبق السحيمات الخارجية: تسيير طائرة تابعة لسلاح الجو لنقل المواطنة الأردنية المصابة بغزة تشغيل مشروع الباص السريع بين عمان والزرقاء خلال يومين الملك من الزرقاء: الانتخابات النيابية محطة مهمة في عملية التحديث السياسي وتحتاج إلى جهود ومشاركة الجميع - صور وفاة طفل إثر سقوطه من باص ركوب صغير في لواء الطيبة بإربد العموش: دائرة الأحوال المدنية تعمل على تسهيل إجراءات تغيير مكان الإقامة للناخبين
بحث
الأربعاء , 15 أيار/مايو 2024


عندما ينقلب السحر على الساحر

بقلم : مروان المعشر
12-11-2014 12:28 AM
تتصرف إسرائيل بعنجهية واضحة في تعاملها مع قضية المسجد الأقصى، بل وفي تعاملها مع القضية الفلسطينية بشكل عام. وفي حين كان من المتفق عليه في 'إعلان أوسلو'، قبل أكثر من عشرين عاما، أن يتم حل القضية الفلسطينية خلال خمسة أعوام، استخدمت إسرائيل كل أساليب المراوغة الممكنة لتضاعف عدد المستوطنين في الأراضي التي احتلتها العام 1967؛ من مائتين وخمسين ألف مستوطن وقت توقيع 'أوسلو'، إلى أكثر من خمسمائة وخمسين ألف مستوطن في الضفة الغربية، بمن فيهم حوالي مائتي ألف مستوطن في القدس الشرقية. ما يعني أن أي حل مبني على أساس الدولتين -شرط أن تكون الدولة الفلسطينية قابلة للحياة، وعلى أساس حدود 1967 ومتضمنة عودة القدس الشرقية، مع حل مقبول لموضوع اللاجئين- هو حل غير قابل للتنفيذ. أقول هذا الكلام وقد كان لي شرف الاشتراك في تمثيل بلادي في محاولة إيجاد حل للقضية الفلسطينية؛ ينهي الاحتلال الإسرائيلي، ويمنح الفلسطينيين دولة يمارسون فيها حق تقرير مصيرهم على ترابهم الوطني.
بعد أكثر من عشرين سنة من هذه المحاولات، من الصعب تجاهل أن الائتلاف الحاكم في إسرائيل اليوم غير معني على الإطلاق بالموافقة على دولة فلسطينية قابلة للحياة، تتضمن السيادة على القدس الشرقية وغور الأردن والأراضي المحتلة منذ العام 1967. ومن الصعب تجاهل أن الجيل الفلسطيني الجديد يبدو هو الآخر، وبتزايد خلال السنين الأخيرة، غير معني أيضاً بدولة ذات سيادة محدودة، بل ومنزوعة السيادة في القدس الشرقية وغور الأردن، ولا تتضمن حلا مقبولا لقضية اللاجئين.
ما وصلنا إليه اليوم يضيف وصفا جديدا للسياسات الإسرائيلية، وهو الغباء المطلق. فعامل الوقت الذي استخدمته إسرائيل لخلق حقائق جديدة على الأرض تجعل من المستحيل قيام دولة فلسطينية، هو نفسه ما سيستخدمه الفلسطينيون في المستقبل ضد إسرائيل. كيف؟ وفقا للإحصاءات الإسرائيلية الرسمية، يتساوى عدد السكان اليهود في إسرائيل اليوم، والبالغ 6.1 مليون نسمة، مع عدد العرب في الأراضي الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية (إسرائيل، والضفة الغربية وقطاع غزة). وبعد عقد أو عقدين من الزمن، سيصبح عدد الفلسطينيين أكبر من عدد الإسرائيليين اليهود، إذا أخذنا بعين الاعتبار نسبتي التكاثر السكاني الفلسطينية والإسرائيلية. وإن أصبح واضحا للجانب الفلسطيني عدم إمكانية تحقيق حلمه بإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، فإن الحل الآخر يتمثل في المطالبة بحقوقه الكاملة على ترابه الوطني، ضمن الدولة التي يعيش فيها، وهي إسرائيل. وبالطبع، فإن حصوله على هذه الحقوق يمثل نهاية الحلم الصهيوني بإقامة دولة يهودية ديمقراطية على التراب الفلسطيني.
هل ما أقوله ضرب من الخيال؟ ليس بالضرورة. عندما طالب المفكر الفلسطيني سري نسيبة، في العام 1986، بحقوق متساوية للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، اتهم بالخيانة. أما اليوم، فإن عددا متزايدا من الجيل الفلسطيني الجديد بدأ بالتفكير جديا في هذه الخطوة؛ إذ من غير المعقول أن يقبل المجتمع الفلسطيني البقاء تحت الاحتلال، أو أن يعامل أفراده كمواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة للأبد. كما أنه ليس هناك دولة في التاريخ استطاعت فيها الأقلية حكم الأغلبية للأبد.
صحيح أن إسرائيل حاولت، وستبقى تحاول منع حدوث هذه الحتمية الديموغرافية والتاريخية. وفي الماضي، استقطبت نحو مليون يهودي من الاتحاد السوفيتي السابق، لزيادة عدد اليهود. لكن يبدو واضحا اليوم أنه ليس هناك في العالم كله أعداد كبيرة من اليهود ترغب في الذهاب إلى إسرائيل، بل العكس هو ما يحدث. وفي العام 2005 تم 'الانسحاب' من غزة للتخلص من 1.7 مليون فلسطيني، لكن غزة بقيت شوكة في الخاصرة الإسرائيلية. وتطرح إسرائيل اليوم حلولا من قبيل الخيار الأردني، لا يوافق عليها أردني واحد ولا فلسطيني.
تستطيع إسرائيل تجاهل المشكلة لبضعة أعوام، أو لعقد أو عقدين على الأكثر. لكنها لن تستطيع تجاهلها للأبد. حقاً إن السحر بدأ ينقلب على الساحر.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
12-11-2014 11:39 AM

مقال عميق

2) تعليق بواسطة :
12-11-2014 09:15 PM

عندما كنا نقول الذي توصفه وما وصلت له انت متاخرا --- نحن قلناه ونحن طلاب في كلية الحقوق في الجامعه الأردنية منتصف التسعينات --- ان الأستيطان هو مقتل الدولة الفلسطينية الموهومة ويقود الى الخيار الأردني في النهاية وان مفاوضاتك وزملائك صفر تكعيب-- فكنّا نلاحق أمنيا يا دكتور معشر --- صباح الخير دكتورنا

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012