أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


العفو منك.!

بقلم : احمد حسن الزعبي
23-12-2014 12:54 AM
لم أتفاجأ ابداً بالجدل الشعبي حول اعادة تفعيل عقوبة «الإعدام» بين مؤيد ومعارض، سيما اذا كنّا لا نتّفق هذه الأيام على عمق «منخفض جوي» برياحه وهبوبه وغيومه فكيف لنا ان نتّفق على عقوبة فطرية تعدّ بذرة حياة ...
أكثر ما فاجأني وأنا ابحث عن موضوع الإعدام ، أن منظمات كبرى مجرد أن تلفظ اسمها وحده يسبب لك ارباكا و»خريعة» قبل ان تقرأ مبادئها ، انبرت للدفاع عن إلغاء عقوبة الإعدام والترويج لها ، مستخدمة آلة الضغط الاقتصادية «المنح» على الدول النامية تحمل بين جنباتها تناقضاَ غريباً وحججا بسكوتية...مثلاً اذا دخلت الى موقع منظمة العفو الدولية فإنك ستقرأ هذه السطور في صفحتها الأولى :
(تمثل عقوبة الإعدام الحرمان النهائي من حقوق الإنسان. إنها قتل إنسان مع سبق الإصرار والترصد وبدم بارد على يد الدولة باسم العدالة..
إن استخدام عقوبة الإعدام غالباً ما ينطوي على تمييز، ويستهدف الفقراء والمهمشين بشكل غير متناسب. ولم يثبت أنها تشكل رادعاً فعالاً للجريمة، كما أنها تضيف إلى عذاب عائلة السجين المحكوم عذاب أحباء ضحية القتل. وعلاوةً على ذلك، فإنه ما دامت العدالة البشرية غير معصومة من الخطأ، فإنه لا يمكن القضاء على خطر إعدام الأبرياء. عقوبة الإعدام عرَض من أعراض ثقافة العنف، وليست حلاً له. إنها صفعة في جبين الكرامة الإنسانية، وينبغي إلغاؤه).
العفو منك يا منظمة العفو الدولية..دعيني أرد نقطة نقطة على ما جاء على موقعك...
اولا: ان عقوبة الاعدام تعني الحرمان النهائي من حقوق الانسان..انها قتل مع سبق الاصرار والترصّد وبدم بارد على يد الدولة باسم العدالة: اليس الجاني هو الآخر قد حرم الضحية بشكل نهائي من حقوق الانسان عندما قتله.... الم يقدم الجاني على قتل الضحية مع سبق الاصرار والترصد وبدم بارد...ثم اذا لم تقم العدالة بسيف الدولة ..بسيف من تقام؟ بسيف الثأر والانتقام !...وبهذا تسقط الحجة الأولى.
ثانيا: إن استخدام عقوبة الإعدام غالباً ما ينطوي على تمييز، ويستهدف الفقراء والمهمشين بشكل غير متناسب: هذه الفقرة قد تكون ملائمة للمجتمعات البدائية وليس في دول القانون التي لا تعطي اعتباراً للون ، ولا تخفف عن غني او تبتلي فقيرا..اما فيما يتعلق بجزئية انه يضاعف من الآم عائلة السجين ..ترى ماذا عن الآم وحزن وجرح عائلة الضحية ؟! الا يستحقون هم الآخرون التعاطف والانصاف...
ثالثاً: الحجة الأخيرة والتي تقول : ما دامت العدالة البشرية غير معصومة من الخطأ، فإنه لا يمكن القضاء على خطر إعدام الأبرياء...وعلى نفس المقياس وعلى نفس المسطرة فلنأخذ الجانب الآخر ،بما ان العدالة البشرية غير معصومة عن الخطأ..فقد تبرىء العدالة جانياً حقيقياً ...او تسجن بريئاً مدى الحياة..الأمر غير مقصور على الاعدام فقط...وبهذا تسقط الحجة الثالثة.
على اية حال: اذا تأسست منظمة العفو الدولية عام 1961 فإن مبادئنا تأسست قبل 1437 سنة عندما خاطبنا الله تعالى في سورة البقرة قائلاً « وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(179).. وتفسير الاية الكريمة انه إذا عَلمَ القاتل أنه إذا قتلَ سُيقتل ،يمتنع عن القتل فيكون فيه بقاؤه وبقاء من همَّ بقتله.
أخيراً...سلمت يد من اقترح..ووقع..ونفّذ..فإعادة حكم الإعدام انتصار للدولة.

(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-12-2014 02:26 AM

مشكلتنا اخي الزعبي اننا نقبل الاملاءات التي تفضلتها بسعه رحب كلما لوحوا لنا بشويه مساعدات. المبادئ شويه فضفاضه.

2) تعليق بواسطة :
23-12-2014 08:48 AM

تحيه طيبه لجميع المتابعين المحترمين

أبدعت كاتبنا الكبير ,, قول الله تعالى فوق كل قول وقرار فلا نأبه لما تقول منظمات حقوق الإنسان التي تعتبر الدعاره وزواج المثليين من ضمن حقوق الإنسان وبالتالي ليفعلوا بإنسانهم ما يريدون ولنحافظ نحن كعرب ومسلمين على إنساننا الذي جاءت الأديان لتهذب سلوكه وتعاقبه على الإعتداء على حقوق الغير وهذا ما بقي لنا في هذه الحياه بعد أن أفسد الغرب عقولنا وتفكيرنا وأنظمتنا وأفسدوا حتى رغيف الخبز الذي أفقدونا نكهته ... ودمتم

3) تعليق بواسطة :
23-12-2014 12:32 PM

"وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا" صدق اللـــه العظـــيم
- الأحزاب

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012