أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
خبير عسكري: خطة دفاع فصائل المقاومة المحكمة وراء خسائر الاحتلال الكبيرة في جباليا حماس :نرفض الوجود العسكري لأي قوة داخل قطاع غزة والرصيف البحري ليس بديلاً عن المعابر البرية استخباراتي أمريكي سابق:بوتين الزعيم الأكثر احتراما في العالم اليوم فريق التفاوض الإسرائيلي:توسيع عملية رفح يعرّض الرهائن للخطر ويجعل السنوار متصلبا في موقفه سقوط صاروخ من طائرة للاحتلال على مستوطنة عطاء بـ 207 آلاف دينار لتعبيد الوسط التجاري في جرش 5 مليون دينار لتطوير الأراضي المرتفعة في عجلون برونزية أردنية في بطولة آسيا للتايكواندو اتحاد الكرة يطالب فيفا بمعاقبة إسرائيل على جرائمها في غزة العدل الدولية تختم جلسات الاستماع بقضية جنوب أفريقيا أبو عبيدة: استهداف 100 آلية إسرائيلية والاحتلال لا يتوقف من انتشال جنوده تحقيق بالاعتداء على أعضاء في عمومية المحامين الجمعة انطلاق أول صهريج يعمل بالغاز الطبيعي بدلاً من الديزل في الأردن الفيصلي يطلب حكاما من الخارج لمباراة الحسين إربد البرازيل تستضيف بطولة كأس العالم للسيدات عام 2027
بحث
السبت , 18 أيار/مايو 2024


بأي خطاب نواجه « داعش»..؟!

بقلم : حسين الرواشدة
28-12-2014 12:54 AM
هل يبدو خطابنا الديني تجاه داعش –تحديدا – والتنظيمات المتطرفة التي تمارس العنف باسم الدين –عموما – مقنعا ومؤثرا ..وصحيحا أيضا..؟

حين ندقق في الردود التي تتضمنها الروايات المختلفة التي يجري الترويج لها لدحض أفكار مثل هذه التنظيمات نجد ان ثمة تصورات مرتبكة احيانا ومتناقضة احيانا اخرى، فبينما يذهب البعض الى تكفير هؤلاء واخراجهم من – الملة- استنادا الى أدلة دينية معتبرة، يعتقد اخرون – وفي مقدمتهم الازهر- بانه لا يجوز تكفيرهم، ويستدلون على ذلك بامرين: احدهما ان القتال بين المسلمين كما اشارات الاية الكريمة « وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا..» لاينفي عنهم الايمان ، وذلك لان الايمان يثبت بالاقرار، والتصديق به اصل فيما العمل فرع عنه ، وانعدام الفرع لا يلغي الاصل، اما الامر الآخر فهو ان تكفيرهم يعني قبول معاملتهم بالمثل، وبالتالي فان من يكفرهم ويتعامل بمنطقهم يصبح مثلهم تماما.

منطق الخطاب الديني –على اختلاف الفتاوى- يتعارض مع منطق السياسة، ذلك ان السياسة (الدولة : ادق) تنظر الى هؤلاء وتتعامل معهم على اساس انهم «اعداء «ويتوجب اعلان الحرب عليهم ، ويمكن فهم ذلك في اطار اعتبارهم خارجين على القانون او ان ما يمارسونه يشكل اخلالا بمصالح الدولة والمجتمع، ولا يهم هنا تصنيفهم في دائرة الايمان او الكفر ما دام انهم يشكلون خطرا على المصلحة العامة والامن والاستقرار.

عدم قدرة الخطاب الديني على حسم اشكالية « التصنيف»وما يترتب عليه من احكام فقهية ينعكس بالضرورة على تحديد صور التعامل مع الافراد والجماعات التي تمارس العنف والتطرف، فالبعض يخاطب هؤلاء ويطالبهم بضرورة الالتزام باحكام الدين وكأنهم ما زالوا في دائرته ولم يخرجوا منها، فيما يخاطبهم اخرون باعتبارهم كفارا ومرتدين، وهنا لا يمكن ان يطالبوا بالانصياع لاحكام الدين لانهم ليسوا جزءا منه.

لكي نخرج من هذه الاشكالية لا بد ان نحدد مسألتين، اولاهما فيما اذا كانت الحرب ضد هؤلاء حربا دينية تخضع لاحكام الدين او انها حرب سياسية تباشرها الدولة دفاعا عن مصالحها وامنها واستقرارها، وبموجب القوانين المحلية والدولية التي تسمح لها بذلك، اما المسألة الاخرى فتتعلق بالجهة المستهدفة بالحرب: هل نقاتلها لانها خرجت عن الدين او اساءت له ام لانها ارتكبت او سترتكب جرائم ضد الناس الآمنين والاوطان ، وبالتالي فان ردعها يدخل في باب «حق الدفاع عن النفس» او استباق الخطر الداهم، ولا يهم هنا اذا كانت هذه الجهة تنتسب الى الدين –اي دين – ما دام انها تمارس القتل والارهاب.

تحديد عنوان الحرب يترتب عليه اختيار الخطاب المناسب لاقناع الناس بها ، فاذا كانت حربا دينية يمكن ان نستند الى خطاب شرعي واضح ومحدد لتسويغها واثبات الادلة والاحكام المرتبطة بها ، اما اذا كانت حربا سياسية فيمكن ان نستند الى خطاب سياسي يحشد الناس حولها ، وهذا الخطاب يعتمد في العادة على وقائع محددة ترتبط بتقدير الخطر وحق الدفاع عن النفس وما يترتب من مصالح وخسائر تبعا لمعادلة التوازن في القوة والردع.

احيانا تختلط العناوين، ويصبح من الصعب ان نفصل بين الديني والسياسي، او بين منطق فهم الدين ومنطق الدولة، وعندها نحتاج الى خطاب يوحد بين الاعتبارات الدينية والاخرى السياسية للتعامل مع الطرف الذي نستهدفه بالحرب او الجمهور الذي نريد ان نقنعه «بضرورتها وعدالتها» ، وهنا لابد ان نراعي مسألتين ، الاولى ان ينسجم الخطابان في تعريف المهمة والهدف والجهة المستهدفة، وان يتحررا تماما من اشكالية التصنيف الديني والتصريف السياسي، اما المسألة الاخرى فهي ان تحديد عنوان الحرب يقتضي اعتماد خطاب هذا العنوان كخطاب اساسي ومركزي، فيما يمكن الاستعانة بالخطاب الاخر كخطاب للاسناد ولمزيد من الاقناع والتأثير ، وللتوضيح اكثر فان اعتبار الحرب ضد «داعش» مثلا حرب سياسية تتولاها الدولة وتتعامل معها بمنطقها يفترض ان يكون خطابنا خطابا سياسيا في الاساس، فيما يبقى الخطاب الديني خطابا مساندا ويتوجب ان يكون موحدا ومنسجما اذا اردنا ان يكون ظهيرا للمواقف السياسي لا عبئا عليه.

هل يمكن ذلك؟ بالطبع نعم ، ولكننا نحتاج الى بلورة رؤية واضحة يشارك فيها خبراء معتبرون من علماء وسياسيين واعلاميين ، تكون مهمتهم اعداد مضامين خطط مدروسة لخطاب تتبناه الدولة ، ويحتشد خلفه المعنيون في كافة المجالات، بشرط ان يكون مقنعا ومؤثرا وقادرا على الوصول للمجتمع ، وممثلا لمنطق الدولة ومصالحها ، واحكام الدين ومقاصده، وحاجات المجتمع ومشاعره ايضا..


(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-12-2014 01:13 PM

يا استاذ حسين مهما حاولت تبرير هذه الحرب ديننا او سياسيا هذه حرب غير شرعيه وغير اخلاقيه لا ناقه لنا فيها ولا بعير والصحيح اننا اخطئنا البوصله لان عدونا الاساسي هو الكيان الصهيوني المحتل . هذا عدو الامه جمعاء ومن خرج عن هذا فهو خارج عن اطار الامه العربيه والاسلاميه واعلم ان الشعب الاردني الواعي يعرف تماما هذه التبريرات للضحك على الدقون ولا تقنع احد والى الذي لا يعرف الشعب الاردني عليه اجراء استفتاء سري ليرى كم النسبه من هذا الشعب معارضه لهذه الحرب

2) تعليق بواسطة :
28-12-2014 05:50 PM

قبل أن نواجه داعش علينا أن نحدد من هي داعش. المتابع للأخبار المتعلقة بهذا التنظيم يرى أنها تتناقض مع بعضها كثيرا لكأنك تتعامل مع تنظيمين مختلفين على الأقل أو أكثر. هل داعش التي تقتل وتقطع الرؤوس وتسبي النساء هي ذاتها من يدير مدينتي الرقة في سوريا والموصل في العراق بطريقة مدنية حديثة؟ هل داعش التي تقاتل قوات الأسد في محيط مطار دير الزور العسكري المطار الرئيسي الذي يستخدمه النظام في قصف المدن والقرى والأطفال والشيوخ والنساء هي داعش ذاتها التي تقاتل جبهة النصرة والجيش الحر أو ما تبقى منه؟!

3) تعليق بواسطة :
28-12-2014 05:55 PM

ثم إن هناك سؤالا آخر يطرح نفسه: إذا كانت داعش بالفعل مجموعة متوحشة، لم تحاول عشرات وسائل الإعلام شيطنتها بفبركة الصور والأخبار عنها؟ لقد ثبت للمتابع بالأدلة أن عشرات الأخبار التي نسبت لداعش ثبت بطلانها، وإن عشرات الصور ثبتت فبركتها! من يقف وراء ذلك ولماذا؟ عرابو الحرب على داعش يسوقون لتبرير تحالفهم ضدها جرائمها الوحشية، فهل تقل جرائم الأسد والمليشيات الشيعية في العراق عن جرائمها؟! لم نقاتل داعش وحدها إذا؟!! لمصلحة من تزيل داعش الحدود بين العراق وسوريا؟ أرجو أن لا يقول قائل إنني أدافع عن داعش.

4) تعليق بواسطة :
28-12-2014 05:58 PM

أنا لا أدافع هنا إلا عن الحقيقة، ولا أطالب هنا إلا بتجريد حملة ضد الإرهاب والتطرف بكل أشكاله أنى كان صاحبه سواء أكان نظاما كنظام الأسد، أو مليشيات دينية شيعية ثبت بكل دليل أنها تمارس التطهير العرقي والقتل على الهوية والتهجير والتدمير بحق السنة في العراق تحت عنوان الحرب على داعش. عندما نجيب على تلك الاسئلة، ونساوي المجرمين ببعضهم دون انتقاء ستنجح حربنا على داعش وعلى التطرف بأسره.

5) تعليق بواسطة :
28-12-2014 06:40 PM

اخي زعلان انا لا احاول تبرير الحرب ولااعطاءها الشرعية، هذه ليست وظيفتي ، وانماطرحت اسئلة وخيارات لكي نفهم ما جرى ونخرج منه بدل ان نبقى نتجادل حول المجهول وشكرا لك

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012