أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


«يوم غضب» وطني

بقلم : عصام قضماني
30-12-2014 12:49 AM
القوى السياسية والنقابية الأردنية، قررت تنظيم « يوم وطني » للغضب لثني الحكومة عن توقيع إتفاقية إستيراد الغاز الاسرائيلي , وفي أحسن الأحوال تمكنت من جمع 9 آلاف توقيع رافض للاتفاقية , وهي ترفض بذات القدر رفع أسعار الكهرباء , لكنها في كل ما تطرح تغفل الاجابة عن السؤال المر وهو كيف يمكن إطفاء خسائر شركة الكهرباء التي بلغت نحو 7 مليارات دولار حتى الآن.
من حق هذه القوى بغض النظر سواء كانت تمثل عموم الشعب الأردني أو 1% من عديد المواطنين أن تبدي رأيها في القرارات خصوصا الاستراتيجية منها لكن من حقنا كذلك أن نستمع الى حلول من جانبها باعتبار أنها تمثل المعارضة سواء تلك التي في النقابات أو في البرلمان أو في الشارع.
ماذا تقول المعارضة في شعاراتها ؟.. الاتفاقية هي إرتهان لاسرائيل , وهي ستوقع مع عدو لا يؤتمن , كل هذه الادبيات وفوقها أكثر صحيحة 100% , ويمكن أن نضيف اليها عشرات الشعارات الأكثر تعبيرا وتحذيرا من مثل هذه الاتفاقية , ولكن ؟.
مع أي حل يقود الى عدم توقيع هذه الاتفاقية لكن شريطة أن لا يكون على حساب الاقتصاد , وتعرف هذه القوى وعلى رأسها شخصيات شاركت في فترة ما في صنع القرار عبر حكومات كانت فيها أن إرجاء الحلول في مسألة الكهرباء تعني مضاعفة المديونية , التي سيتولى أبناؤهم وأحفادهم مسؤولية سدادها فهل هذا ما يفضلون تركه للأجيال المقبلة من بعدهم ؟.
مرة أخرى سنحتاج الى المنطق في معالجة الأمور , والمنطق يقول أن الرفض ينبغي أن يرافقه مشروع وطني يمتلك الحل , فإن لم تتوفر المعارضة على مثل هذا المنطق فإن عليها أن تترك للحكومة ممارسة سلطتها ومحاسبتها على الإخفاق لا بل ومحاكمتها على الأخطاء..
لا يستطيع الأردن أن يبقى معلقا بأحبال مصدر وحيد للطاقة والوطنية تفرض على الحكومة تنويع الخيارات لجلب طاقة تضمن إنارة منازل المعارضة والموالاة في ذات الوقت , لكن الأهم هو إستمرار هذه الخدمة للمواطن البسيط غير المعني بكل هذه الصراعات.
الحديث عن لجوء الأردن للغاز من البحر المتوسط بواسطة شركة أميركية تسيطر على أباره خيار مهم لوقف سريع لخسائر الاقتصاد وحل عاجل لتحرير الكهرباء والصناعة من الضغط.
المعارضون لا يقبلون استيراد الغاز من البحر المتوسط بزعم أنه سيجلب منفعة لإسرائيل، وهم ضد عكس كلف الطاقة على الأسعار، والبدائل التي يطرحونها لا تتجاوز الاسباب السياسية التي تنطبق على ظروف كل مصادر الطاقة سواء كانت مصادر شقيقة أو صديقة أو عدوة من وجهة نظر البعض.
(الراي)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012