أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 15 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
انطلاق العمل بمشروع إعادة تأهيل شارع مادبا لا أردنيين بين ضحايا ومفقودي فيضانات إندونيسيا الملك يصل البحرين للمشاركة بالقمة العربية الملك ورئيس وزراء إيرلندا يبحثان هاتفيا الأوضاع الخطيرة بغزة الملك وولي العهد يحضران الجلسة الرئيسية للقمة الإقليمية للمحيطات أب يحرق طفلته بالمياه الساخنة في إربد .. والأمن يحقق بعد وفاتها الأمن يحذر السائقين من الاحتيال عبر حوادث السير المفتعلة مصدر مسؤول: إحباط محاولة تهريب أسلحة إلى المملكة في آذار الماضي الأمانة: ترصيد غرامات ضريبة الأبنية المدفوعة والمشمولة بالعفو للعام المقبل ضبط 621 متسولًا والحاق 35 طفلا بدور رعاية وحل 73 جمعية في نيسان نصائح من الامن للأردنيين خلال فصل الصيف صحة الزرقاء: استمرار أعمال الصيانة والتوسعة للمراكز الصحية ارتفاع أسعار الذهب محليا إلى 40 قرشا للغرام نصف مليون طالب استفادوا من مشروع التغذية المدرسية الاعفاء من غرامة المسقفات والمعارف في عمان اصبح الكترونيا ..وقيمة الاعفاءات أكثر من 50 مليون دينار
بحث
الأربعاء , 15 أيار/مايو 2024


تنازلات بحجم معاذ

بقلم : جمانة غنيمات
03-02-2015 12:59 AM
منذ اليوم الأول لأخذ الطيار معاذ الكساسبة رهينة من قبل تنظيم 'داعش' الإرهابي، بدأ الأردن التحرك، وعلى أعلى المستويات، لإطلاق سراحه. المفاوضات عبر القنوات غير المباشرة بدأت مبكرا، وركزت جميع المساعي على استعادة الطيار سالما لا يلحق به أي أذى.
قبل التطورات السريعة التي تداخلت بقضية معاذ، ممثلة في مصير الرهينتين اليابانيين، كان الأردن قد بعث برسائل واضحة للتنظيم، جوهرها التأكيد على درجة أهمية حياة الطيار معاذ وسلامته بالنسبة للأردن، وأن أي مساس به ستتبعه تداعيات كبيرة على المستويين الرسمي والشعبي.
وقبل التطورات الخطيرة التي شهدتها الأيام القليلة الماضية، كان التفاوض في الخفاء، من دون إعلان للتفاصيل. بيد أن التهديدات الأخيرة من قبل 'داعش'، والصفقة التي قدمها للأردن، جعلت المسؤولين يخرجون عن صمتهم، إنما بالقدر الذي يضمن عدم الإضرار بالتفاوض من أجل استعادة طيارنا. والهدف هو طمأنة المجتمع الذي وقف بفئاته وشرائحه كافة خلف شعار 'كلنا معاذ'.
وزير الإعلام د. محمد المومني كان حلقة الوصل بين الإعلام و'خلية الأزمة'، وبذل جهودا كبيرة ومكثفة في جعل الإعلام جزءا من هذه 'الخلية' المعنية بقضية وطنية على الجميع تحمل مسؤوليته بشأنها، بما في ذلك الإعلام. وقد كان التواصل ساعة بساعة، لنشر المعلومات الصحيحة التي تخدم قضية معاذ ولا توقع الضرر بها.
العمل لم يتوقف حتى اللحظة، وقنوات التفاوض ما تزال تشهد حراكاً مستمرا، رغم انتهاء مهلة 'داعش' مع غروب شمس يوم الخميس الماضي.
حتماً، العملية لم تكن سهلة، بل هي في غاية التعقيد؛ إذ تتداخل فيها أطراف داخلية وخارجية متعددة. رغم ذلك، فقد أديرت العملية بحساسية شديدة، وتوازن مدروس وذكي، تماما كمن يمشي على حبل مشدود.
خارجيا، كانت العلاقة مع الحليف الأهم؛ الولايات المتحدة، على المحك. إذ تحفظت هذه الأخيرة، والتي تقود التحالف الدولي ضد 'داعش'، على مضي الأردن في مفاوضات غير مباشرة مع التنظيم الإرهابي. الأمر الذي أثار جدلا طويلا بين النخب الأردنية، بشأن ما بدا ازدواجية أميركية؛ إذ سبق للولايات المتحدة أن تفاوضت، بنجاح، مع حركة طالبان الأفغانية الموسومة بالإرهاب أيضاً، لاستعادة خمسة جنود أميركيين في قبضتها.
أما الأردن الرسمي، فقد بقي على تقديره المبدئي بأن حياة مواطنيه، ممثلة بمعاذ، أهم من معايير الولايات المتحدة، إلا إذا كانت حياة الأميركي أهم من حياة الأردني، وهو الأمر الذي رد عليه الأردن بقوة، وإن جاء ذلك من دون إعلان رسمي.
القصة أو المعضلة الأخرى ارتبطت بعلاقة التعاون التاريخية مع دولة اليابان. وقد برزت حساسية الموقف الشديدة مع وضع الأردن على المحك للاختيار بين حياة معاذ وحياة الرهينة الياباني كينجي غوتو. لكن هنا أيضاً بقي الخيار المبدئي والاستراتيجي بلا أدنى تبدل؛ بأن حياة معاذ هي الأهم.
مع ذلك، لا يمكن القول إن الاختيار كان سهلاً. إذ حتماً كان الأردن يتمنى إنقاذ معاذ وغوتو في الآن نفسه. لكنه إذ أُجبر على الاختيار بين الاثنين، فإنه جعل حياة معاذ هي الأولوية. ومع الحزن والأسى على عدم النجاح في إنقاذ الرهينة الياباني، إلا أنه تسنى للأردن، مرة أخرى، إثبات أن حياة مواطنيه تتقدم على كل الآخرين.
ولأجل معاذ، كذلك، كان التواصل مع دول تعاني العلاقة معها فتورا مزمنا. إذ ثمة مساع مع تركيا التي تمتلك قنوات مفتوحة مع 'داعش'، على أمل الحصول على نتيجة إيجابية. إلا أن المعلومات تشير إلى أن هذه المحاولات والمساعي لم تتطور مع الجانب التركي، ما اضطر الأردن إلى التواصل بطرقه الخاصة غير المباشرة.
ما سبق تنازلات وتضحيات مهمة من الأردن؛ الدولة الصغيرة التي طالما اعتمدت على المساعدات الخارجية للخروج من أزماتها. لكنها في وجهها الآخر والأبرز، قدمت تنازلات وتضحيات تجسّد مكانة الأردني الذي يظل الأغلى والأهم ضمن أي معادلة.

(الغد)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012