أضف إلى المفضلة
الخميس , 16 أيار/مايو 2024
الخميس , 16 أيار/مايو 2024


الحملة السورية على الأردن

بقلم : فهد الخيطان
11-02-2015 12:24 AM
في الوقت الذي كان فيه الأردنيون يشتعلون غضبا بعد الجريمة النكراء التي ارتكبها تنظيم 'داعش' الإرهابي بحق الطيار الشهيد معاذ الكساسبة، وبينما كانت المقاتلات الأردنية تقصف معاقل الإرهابيين في الرقة ودير الزور والموصل، شن أركان النظام السوري هجوما عنيفا على الأردن. مرد الهجوم أن جماعات من المعارضة المحسوبة على الأردن في جنوب سورية، بدأت تحركا ضد الجيش السوري في خربة غزالة، وغيرها من المناطق، يمهد حسب تقديراتهم لتشديد الحصار على دمشق.
سبق الهجوم الدبلوماسي السوري، حملة شرسة في وسائل إعلام محسوبة على النظام السوري ضد الأردن، استهلها رئيس تحرير صحيفة 'الأخبار' اللبنانية المقربة كثيرا من دمشق وطهران، ابراهيم الأمين، بافتتاحية نالت من كرامة الأردنيين وجيشهم وملكهم، في لحظة كان العالم كله يقف تضامنا مع الأردن.
لهجة الأمين وسواه من كتاب النظام السوري اتسمت بالخسة، وقلة الأدب، والكراهية الدفينة تجاه الأردن وشعبه. ولا تقل عنها تعليقات وليد المعلم البلهاء والسطحية حيال دور الأردن في الحرب على الإرهاب. لقد كان لافتا لغة التشفي بالأردن بعد جريمة 'داعش' بحقنا، ومن قبل كُتّاب يدّعون العداء للإرهاب وجرائمه.
بالنسبة لي وللكثير من المتابعين للأوضاع في سورية، يبدو أمرا مستهجنا بالفعل أن يقدم الأردن على فتح معركة مع النظام السوري، أو دعم قوى مناوئة له، في الوقت الذي يخوض فيه مواجهة مفتوحة مع الإرهابيين في سورية، حشد ويحشد لها كل ما يتوفر من قدرات عسكرية ولوجستية.
لقد عبر مسؤولون كثر عن استغرابهم الشديد من هذه الاتهامات؛ فمن يصدق أن مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية المنهمكة على مدار الساعة في جهد عملياتي مكثف لمواجهة مخاطر الإرهابيين، وإدارة الحرب مع 'داعش'، تملك ترف إضاعة الوقت في تحريك فصائل معارضة جنوب سورية، وفتح معركة مع النظام السوري.
ثمة مواجهة حقا في درعا وجوارها، وعلى امتداد المناطق المحيطة بالعاصمة دمشق. لكنها تحركات ليست مفاجئة؛ بعضها موجه ضد الجيش السوري، وضد مراكز النظام السيادية في دمشق، وبعضها الآخر بين جماعات مسلحة تصفي حسابات فئوية ومصلحية فيما بينها، يعرف النظام السوري تفاصيلها أكثر من الآخرين.
لقد حدد الأردن، وبشكل قاطع، أولوياته في سورية قبل جريمة 'داعش' بحق الطيار الشهيد. فقد أكد الملك عبدالله الثاني قبل أسابيع قليلة فقط، وللمرة الثانية، أن التصدي للتهديد الذي تمثله الجماعات الإرهابية في سورية يشكل أولوية بالنسبة للأردن. ويعلم أركان النظام السوري كم كان حجم الضغوط التي قاومها الأردن لتسهيل عمليات دخول المقاتلين والأسلحة إلى سورية. ويعلمون أنه لو استجاب لتلك الضغوط لما كانت الحال كما هي في دمشق اليوم.
ليس سرا علاقة الأردن الوثيقة بمجموعات من المعارضة في جنوب سورية. لكن لهذه الصلات وما يترتب عليها من دعم، اعتبارات تتعلق بالمصالح الأمنية الأردنية، وليس بمجريات الصراع الدائر في سورية.
أما إذا كان الهدف من الهجوم المكثف على الأردن دفعه لإعلان تحالفه مع دمشق، فإن الوسيلة التي اختاروها لتحقيق هذه الغاية بدائية بحق، وتنم عن جهل مستوطن في قواعد التحالفات والعلاقات الدولية، والاصطفافات القائمة في المنطقة. وفي أحسن الأحوال هي دعوة مبكرة جدا لم يحن أوانها بعد.
كان على رجال النظام السوري وإعلامييه أن يتركوا الأردن وشأنه ليواجه التحدي، ويتفرغوا لمصائبهم؛ فقد غمرونا بحكمتهم ونصائحهم، والتي من دونها لم نكن لنحلم بأن تقصف طائراتنا الرقة ودير الزور.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-02-2015 10:12 AM

انت مين عندما تتحدث عن قامة مثل المعلم العروبي والقومي ............ هذا العملاق انتم .....امام عظمة سوريا والقيادة السورية العروبية والوطنية والقومية ......... .. سوريا ستنتصر وكل من تامر عليها سيولي الادبار هاربا ساعة الحساب اقتربت ايها العربان المتامرين ..

2) تعليق بواسطة :
11-02-2015 10:16 AM

لو سمعتوا ماذا تكلم هذا الفهد على قناة الميادين لضحكتم عجبا ولخرجتم من شعبان لتدخلوا رجبا.
كل ما يقوله هنا أو كل ما قاله هناك يناقض ما قاله هنا.
طيب يا فهد، الإفراج عن قيادات النصره في الوقت الحالي ماذا يعني؟...ما دورنا بتصميم مشابه لسعد حداد بمحاذاة الجولان كمنطقة عازلة للكيان الصهيوني -نصره وجيش حر واجهزة استخبارات دوليه؟.
ما هي علومك حول الطموحات التاريخية للبعض في سوريا والعراق، وهل قبل السوريون والعراقيون بنا سابقا حتى يقبلونا اليوم؟.
هل سيتحمل الاردنيون ثمن مشاريعهم الكبرى ولماذا؟.

3) تعليق بواسطة :
11-02-2015 10:27 AM

امريكا لاتحمي حلفائها ولو امريكا تحمي حلفائها وابنائها لقامت بحماية شاه ايران وحسني مبارك وزين العابدين وغيرهم تركوهم لمصيرهم المختوم ..سوريا هي من سينتصر والرئيس بشار الاسد هو من سيقود الحقبة العربيه باكملها وهو من سيكون السيد والقائد الاوحد وان غدا لناظره لقريب .. ولن تكون هناك اي حكومة عربية تشكل الا بموافقة دمشق ..

4) تعليق بواسطة :
11-02-2015 11:25 AM

قالوا له الأمريكان اكتب هذا... كما اخبره جماعة واشنطن بعمان بذلك --- هذا يناقض نفسه في المقال الواحد وفي الأسبوع أكثر من مائة مرة ---- جماعتنا تحالفوا مع النصرة في الجنوب السوري ومع جيشك الحر وسفالاته ويحاربون داعش --- فهوّد كيفك حبيبي تذكر محمد الذهبي

5) تعليق بواسطة :
11-02-2015 11:47 AM

يتكلمون عن الإرهاب
و عندما يقصف الأردن الإرهاب يتهمون الأردن بالإرهاب
و لا يسأل عاقل منهم نفسه السؤال:
لماذا لم تقصف طائرات الأسد داعش في الرقة؟

هل يجيبون على السؤال، طبعا لا، فالأسد وحده لديه الجواب.

نتمنى عودة سوريا الحبيبة و توقف هذا الجنون!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012