أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 15 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
نكبات متتالية.. تهجير وشهداء وثكلى وآلام لم تنتهِ بعد انطلاق العمل بمشروع إعادة تأهيل شارع مادبا لا أردنيين بين ضحايا ومفقودي فيضانات إندونيسيا الملك يصل البحرين للمشاركة بالقمة العربية الملك ورئيس وزراء إيرلندا يبحثان هاتفيا الأوضاع الخطيرة بغزة الملك وولي العهد يحضران الجلسة الرئيسية للقمة الإقليمية للمحيطات أب يحرق طفلته بالمياه الساخنة في إربد .. والأمن يحقق بعد وفاتها الأمن يحذر السائقين من الاحتيال عبر حوادث السير المفتعلة مصدر مسؤول: إحباط محاولة تهريب أسلحة إلى المملكة في آذار الماضي الأمانة: ترصيد غرامات ضريبة الأبنية المدفوعة والمشمولة بالعفو للعام المقبل ضبط 621 متسولًا والحاق 35 طفلا بدور رعاية وحل 73 جمعية في نيسان نصائح من الامن للأردنيين خلال فصل الصيف صحة الزرقاء: استمرار أعمال الصيانة والتوسعة للمراكز الصحية ارتفاع أسعار الذهب محليا إلى 40 قرشا للغرام نصف مليون طالب استفادوا من مشروع التغذية المدرسية
بحث
الأربعاء , 15 أيار/مايو 2024


أبدعتم! هذا ما يريده "داعش"

بقلم : د.محمد ابو رمان
11-02-2015 12:34 AM
بدأت نبرة خطاب تنتشر في أوساط ثقافية وسياسية وإعلامية، زادت حدتها بعد استشهاد معاذ الكساسبة؛ تخلط الحابل بالنابل، وتوسّع نطاق الحرب الدائرة ضد التنظيم على الصعيد المحلي، لتشمل الشريحة الكبيرة الواسعة من التيار المتديّن اليوم، وتلغي المساحة الواسعة الفاصلة بين الحرب الراهنة مع هذا التنظيم وقضية الإصلاح الديني المطلوب!
أصبح موضوع 'داعش' أقرب إلى حالة الهلوسة أو الوسوسة، لدى هذه النخبة. فأصبح الحديث ضد التنظيم مرتبطاً بتغيير جذري في المناهج، ومراقبة خطب الجمعة. وبعضهم يتحدث عن إلغاء كليات الشريعة، وآخرون يهاجمون فتاوى فقهية معروفة ومنتشرة، باعتبارها امتدادا لداعش.هذا الخلط يحدث، أحياناً، بحسن نيّة، لكن مع جهل وعدم إدراك للفرق الكبير بين المعركتين؛ المواجهة الراهنة مع 'داعش' والإصلاح الديني. وأحياناً أخرى، تقف وراءه أجندات وتوجهات أيديولوجية وشخصية، تزيد الأمر سوءاً وتقلب وجه المعركة الراهنة؛ فبدلاً من أن تكون معركة وطنية يتوافق فيها الجميع على المواجهة مع تنظيم 'داعش' وأنصاره داخلياً وخارجياً، تتحول إلى انقسام وانشطار داخلي عنيف، بين تيار متديّن عموماً كبير وممتد، وبين نخب معادية له. وهذا أخطر ما في الأمر، وأفضل هدية تقدم لتنظيم 'داعش' في هذه اللحظة التاريخية الراهنة!
ما هي الدعاية السياسية لداعش؟ هي أنّ التنظيم يخوض حرباً دفاعاً عن الإسلام السُنّي في مواجهة أعدائه من العلمانيين والقوى الدولية والأنظمة العربية. وعندما تأخذ المعركة بعداً معادياً لكل الثقافة الإسلامية السائدة والمنتشرة اليوم، ذات الطابع المحافظ دينياً واجتماعياً وفقهياً، فإنّ هذه المعركة تخدم دعاية 'داعش' وأجندته، وتعززها. وعلى المدى المتوسط، ستقنع شريحة من الشباب بأنّها فعلاً حرب على الثقافة الإسلامية عموماً!من الضروري، إذن، أن نفرّق بين مستويين رئيسين؛ الأول، هو تنظيم 'داعش' في الخارج، باعتبار أنّنا في حالة حرب معه، وتنظيم 'داعش' وشبكته في المنطقة، الذي يتبنّى أيديولوجيا واضحة تقوم على تكفير الأنظمة والدساتير، وتبني الطريق المسلّح في التغيير. وهو تيار من المفترض اجتراح طريق مثلى لمواجهته داخلياً عبر المسار القانوني والثقافي والمجتمعي. أما المستوى الثاني، فهو معركة الإصلاح الديني والتنوير والثقافة والمناهج. وهي معركة ضرورية، بلا ريب، ومهمة، لكنّها بعيدة المدى، تحتاج إلى نَفَس طويل وعملية متدرجة، يقودها فقهاء وعلماء مستنيرون، لأنّها ترتبط ببنية فقهية ثقافية شعورية موروثة.
هناك اتجاه فقهي كبير يقدّم فتاوى سائدة ومهيمنة على ثقافة الناس الدينية، تحرّم الموسيقى والفن، وتأخذ موقفاً متحفظاً من الحداثة والتعددية الدينية، وترفض الاختلاط. وهناك فتاوى وآراء دينية أخرى تختلف معها، لكن ليس من السهولة تغيير قناعة هذا الاتجاه الفقهي العريض الذي يمتلك حضوراً وتأثيراً اجتماعياً كبيراً، بخاصة في السنوات الأخيرة، عبر الهجوم المباشر والنبرة الحالية، بل ذلك سيدفع به وبتلك الشريحة الواسعة إلى موقف دفاعي وشعور بالتهديد، وهذا أخطر ما في الأمر!
من ناحية أخرى، صحيح أنّ الثقافة الفقهية تساهم في نمو الأيديولوجيا المتطرفة وبنائها، لكنّ العامل الثقافي يبقى ثانوياً مع الشرط السياسي المجتمعي. فنمو 'داعش' ليس لأسباب متعلقة بالمناهج أو الثقافة في كل من سورية والعراق، بل لوجود ظروف استثنائية قاهرة، خلقت شعوراً لدى السُنّة بالتهديد والقلق الوجودي مع بروز النفوذ الإيراني والتلكؤ العالمي، ما أعطى مصداقية لخطاب 'داعش' ودعايته السياسية التي تقوم على هذه الثيمة الأيديولوجية. فقبل ذلك لم يكن السوريون ولا العراقيون أنصاراً ولا متعاطفين مع هذا التنظيم، وما دفع بنسبة كبيرة منهم إلى هذا الخيار هو ظروف الحرب الداخلية القاهرة.
نعم، نحن بحاجة إلى إصلاح ديني عميق؛ إلى غربلة المدونة الفقهية؛ إلى إعادة نظر في المناهج؛ إلى تطوير ثقافة الناس الدينية. لكن كل ذلك عملية بعيدة المدى هادئة، بعيداً عن قروع طبول الحرب على تنظيم 'داعش'، حتى لا نخسر المعارك جميعاً!
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-02-2015 11:53 AM

أخي الكريم أقتبس منك:

"فأصبح الحديث ضد التنظيم مرتبطاً بتغيير جذري في المناهج، ومراقبة خطب الجمعة"

"صحيح أنّ الثقافة الفقهية تساهم في نمو الأيديولوجيا المتطرفة وبنائها، لكنّ العامل الثقافي يبقى ثانوياً مع الشرط السياسي المجتمعي. فنمو 'داعش' ليس لأسباب متعلقة بالمناهج أو الثقافة في كل من سورية والعراق، بل لوجود ظروف استثنائية قاهرة، خلقت شعوراً لدى السُنّة بالتهديد"

ردي هو: هذه الظروف عند كل أمم الأرض، فقط نحن لدينا داعش.

قصدي هو: مشكلتنا في الفقه و المناهج، يجب تغيرها و نبذ خطاب الكراهية.

2) تعليق بواسطة :
11-02-2015 02:14 PM

ما تحدث عنه الكاتب الفاضل يمكن ادراجه وتفسيره على انه يجب ان تكون قرارات الدولة والمجتمع لا تنضوي تحت عباءة (ردود الافعال) ...
لن اقول انه كان يجب ان فعلنا كذا وكذا ولكن سأقول يجب ان لا (يظهر) للناس ان تحرك الدولة والمجتمع - الان ومستقبلا - كان ضد فكر (داعش) هو رد فعل (عنيف ) مساو له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه - من حيث الايدولوجيا - بقدر ما يجب ان يكون (اسلوب) الدفاع هو اظهار (اجمل) ما لدى اسلامنا المعتدل ووسطيّة الفكر ويرافق كل ذلك العمل بحكمة ورويّة (هدوء) ...

3) تعليق بواسطة :
11-02-2015 02:17 PM

قبل ساعات خلال مؤتمر اعلان نتائج الثانوية العامة اعلن وزير التربية والتعليم الغاء تخصص الشريعة ؟؟؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012