أضف إلى المفضلة
الجمعة , 17 أيار/مايو 2024
الجمعة , 17 أيار/مايو 2024


داعشيون أكثر من داعش

بقلم : فهد الخيطان
24-02-2015 12:12 AM
بعد أيام قليلة على نشر تنظيم 'داعش' لشريط يصور جريمته بحق الطيار الشهيد معاذ الكساسبة، خرج من يدّعي أن الشريط مفبرك. وراجت على مواقع إخبارية عربية تحليلات منسوبة لأشخاص يدعون أنهم من العارفين بأمور التصوير والإخراج، يزعمون فيها عدم صحة الشريط، والواقعة من أساسها.
تكرر الموقف نفسه بعد صدور شريط الإعدام الوحشي لواحد وعشرين مصريا في ليبيا قبل نحو أسبوعين. بضعة أشخاص متحذلقين بدأوا حملة تشكيك بصحة الشريط، واجتهدوا في دحض الواقعة، والموقع الذي جرت فيه عملية قطع الرؤوس. وسمعنا في هذا المجال كلاما سخيفا وسطحيا من محللين سذج، لم تتردد بعض القنوات الفضائية في استضافتهم لتحليل الشريط فنيا، وكشف زيفه.
كان مبررا حصول مثل هذا الجدل مع الإصدارات الأولى من شرائط إعدام الرهائن بطرق وحشية؛ فقد بدا الأمر في حينه صعبا على التصديق من هول ما ظهر في تلك التسجيلات من مشاهد مروعة. لكن مع استمرار 'داعش' في ارتكاب هذه الجرائم، والتفنن في تنفيذها، سقطت مبررات مثل هذا الجدل.
واللافت في ما يدور من سجالات حول صحة التسجيلات من عدمها، هو أنها تأتي في ذروة الغضب الشعبي من جرائم 'داعش' وأفعاله الوحشية، وكأنها محاولة لاحتواء هذه الحالة، وتبييض سمعة التنظيم الإرهابي، من خلال التشكيك بصحة الجرائم المنسوبة إليه.
وتوفر هذه الشكوك، في العادة، الفرصة لأصحاب نظرية المؤامرة للقول بأن جهات استخبارية أجنبية تقف وراء مثل هذه الجرائم لتشويه صورة العرب والمسلمين.
ومن يتابع المناقشات حول أشرطة 'داعش'، سيلحظ ترابطا زمنيا بين التقارير المشككة بصحتها، والتحليلات التي تدّعي وقوف جهات أجنبية خلفها.
بيد أن لا أحد من المشككين بصحة تلك التسجيلات يسأل نفسه: إذا كان تنظيم 'داعش' بريئا من تلك الأفعال، فلماذا يصمت عليها ولا يخرج قادته لنفيها أو التبرؤ منها؟
هناك بالفعل من لا يستطيع عقله أن يصدق وجود بشر يرتكبون مثل هذه الجرائم. وهناك من لا يتصور أن هؤلاء كانوا يعيشون بيننا قبل أن يلتحقوا بآلة القتل الوحشي. وعندما اجتاح التنظيم مدينة الموصل الصيف الماضي، شكك العديد من السياسيين بصحة ما نسب إليه من جرائم بحق سكان المدينة، وما تزال تصريحات بعض هؤلاء الساسة ترن في أذني.
لكن في المقابل، فإن حالة الإنكار لدى بعض الأوساط والمحللين لتسجيلات 'داعش' تنطوي على خبث، ينم عن تعاطف مع التنظيم وفكره. ويرى هؤلاء، والذين ربما لا يتفقون مع بعض أساليب التنظيم الوحشية، أن من واجبهم مساعدته على تجاوز آثارها السلبية، وتقليل خسائره قدر الإمكان، والاحتفاظ بمخزونه من الزخم والتعاطف الذي يحظى به لدى أوساط من عامة الناس في بلدان عربية عديدة.
لقد لاحظنا قوة الصدمة على أنصار التنظيم في الأردن والخارج بعد التسجيل المصور لجريمة الشهيد الكساسبة، وقد عبروا عن ذلك بعبارات صريحة لوسائل الإعلام. ويمكنني هنا أن أعيدكم إلى تصريحات بعض قيادات التيار السلفي الأردني لموقع 'سي. إن. إن' العربي في اليوم التالي لجريمة الكساسبة.
لقد وجد المتعاطفون مع 'داعش' أن من واجبهم إنقاذ سمعة التنظيم من أفعال منتسبيه، عبر حملات التشكيك بتسجيلات تصور ما يقترف من جرائم. باختصار، إنهم داعشيون أكثر وأخطر من 'داعش'.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-02-2015 06:42 PM

يشهد رسول الله (ص)نفسه خطر التعصب والتشدد والتكفير فيقول"هلك المتنطعون"

لا شك أن الدواعش خطيرين، وتكفير الآخر خطر، ولكن الأخطر بصراحة، هم أعداء الدين فهم أعداء الحياة، هم أعداء الله، هم سبب وجود أمثال داعش وغيرها.

وأخطر من أعداء الدين،الذين يطهرون أنهم من المؤمنين والمسلمين، لكنهم يبطنون الكره لكل شيء اسمه دين، يجيدون فن الخداع لآخر لحظة، وحتى النخاع. يقول تعالى "المنافقون في الدرك الأسفل من النار"

الأجمل أن نقر بالدين ونحترمه.

2) تعليق بواسطة :
24-02-2015 09:11 PM

أعداء الدين وأعداء الله هم اللذين يقتلو ويذبحو ويحرقو البشر باسم الله والدين وهم اللذين ينتهكو الاعراض ويسبو النساء ويستعبدوهم جنسيا وييعوهم في سوق النخاسه بدون أي وازع من ضمير او دين أو اخلاق . ان من لا دين له ليس بالضروره ان يكون بلا ضمير او بلا اخلاق وهاهو شعب كاليابان مثلا لا دين عنده لكن عنده اخلاق وضمير وهم يدرسون مساق الاخلاق بالمدارس للاطفال والنتيجه انهم شعب متعلم وراقي وبلدهم متقدمه ونظيفه ونسبة الجرائم عندهم من اقل النسب في العالم ونادرا ما تجد عندهم فساد او اختلاسات او غيره..

3) تعليق بواسطة :
24-02-2015 10:07 PM

يا متابع، بلا معانده وبلا مكابره، من ليس له دين أفضل من هو صاحب دين؟

المتطرفون ليسوا بمعيار، هذا متفق عليه، لكن الذين يستهترون بدين الناس هم من يسبب التطرف الديني.

واليابانيون لديهم قواعد أخلاقيه متفق عليها عندهم وملتزمون بها، وهي تابعة لديانات محليه لديهم، نحترمها ونحترمهم.

المصيبة عندنا أن هناك من يكابر ويريد الاستهتار بالاسلام ويدعي أنه محترم، أي يستهتر بعقول أمته ودينه ويدعي أنه محق ومصيب، وهي حرية وديموقراطيه، هذه اسمها قلة أدب.

4) تعليق بواسطة :
24-02-2015 11:08 PM

تحليل موفق وجريء من الكاتب المحترم وانا اتفق معه , نعم كلهم دواعش فمن يتستر على فظائع عصابة داعش الوحشيه ومن ينكرها ومن يبررها ومن يتعاطف معها هو داعشي مثلهم .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012