أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
مستقلة الانتخاب: 9 أذار هو التاريخ الفاصل لقبول طلب الترشح عن القائمة الحزبية أورنج الأردن تعلن عن فتح باب التسجيل للمشاركة في هاكاثون تطبيقات الموبايل للفتيات تصنيف المناطق في الدوائر الانتخابية المحلية وعدد مقاعدها القوات المسلحة الأردنية تنفذ 5 إنزالات جوية لمساعدات على شمال غزة - صور الكنائس تقتصر الاحتفالات بالفصح على الصلوات نتنياهو: لا يمكن قبول إنهاء الحرب والانسحاب من غزة ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 34683 شهيدا و78018 مصابا الملك يعزي بوفاة الأمير بدر بن عبد المحسن الداخلية تعلن إحالة ‏عطاء إصدار جوازات السفر الأردنية الإلكترونية امن الدولة تُغلظ عقوبة 5 تجار مخدرات وتضعهم بالأشغال المؤقتة 20 عاما الحكومة تحدد سقوفا سعرية للدجاج الطازج لارتفاعه بشكل غير مبرر محمد هيثم غنام.. مبارك تخرجك من جامعة إلينوي الأمريكية تدهور مركبة خلاط تغلق مسربا على الصحراوي 46.8 دينارا سعر غرام الذهب في الأردن وفيات الأحد 5-5-2024
بحث
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


"شي كاب" تكشف عيوبنا

بقلم : جمانة غنيمات
14-03-2015 01:09 AM
لاقت المادة الصحفية التي أعدتها الزميلة منى أبو حمور عن فكرة سائقات تاكسي خاص بالسيدات، ونُشرت في 'الغد' يوم الخميس الماضي، ردود فعل كبيرة، بين مؤيد ومعارض، لاسيما بعد أن تم تداولها على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد فاق التوقعات التفاعل مع الفكرة التي ما تزال تنتظر التمويل، ومن ثم التنفيذ الفعلي، بعد أن فازت المبادرة التي تحمل اسم 'شي كاب تاكسي'؛ أطلقتها أربع طالبات ما يزلن على مقاعد الدراسة، وتؤهل نساء لقيادة التاكسي، على جائزة أفضل مشروع لتمكين المرأة، في الولايات المتحدة الأميركية.
فكرة المشروع، إذن، تتمثل في تمكين النساء، وخدمة وتقوية دور المرأة في المجتمع. بيد أن التعليقات الواردة عليها جعلتنا، ومن حيث لا تعلم صاحباتها، في مواجهة قوية مع عيوب عميقة نتعايش معها يوميا.
وبصورة عامة، يدلل معظم الملاحظات والتعليقات على النظرة القاصرة تجاه النساء، والتقليل من شأنهن لناحية صحة الفكرة، من حيث المبدأ وسواه.
ما الذي قالته الفكرة والتفاعل معها؟
بداية، يبدو الاستثناء اللافت أن البعض رفض 'شي كاب' ليس من باب التقليل من شأن النساء، وعدم قدرتهن على تنفيذ الفكرة، بل انطلاقاً من دعوة صادقة بضرورة تمتع النساء بحرية مصانة من خدش لها على يد البعض بسبب تردي أخلاقه، وذلك بالتطاول على المرأة باعتبارها مستباحة، وإلا فتقييد حريتها لتجنب ذلك.
هذا الفريق لا يرى الحل في الفصل بين الجنسين، بعد أن شاع هكذا 'حل'؛ إذ نجد أيضا مقهى للنساء فقط، ولا نعلم في أي مناح ومسارات أخرى سيأخذنا هذا الأسلوب من التفكير بالفصل بين الجنسين لحماية النساء!
ظاهرة التحرش الجنسي في مجتمعنا وصلت حدودا متقدمة، يدركها المجتمع. لكن إذ ما يزال مسكوتاً عنها، فإنه يمكن فهم التأييد القوي لأسلوب 'الفصل'، حماية للسيدات.
وقد أدى اتساع ظاهرة التحرش، متزامنة مع مسلكيات معيبة من بعض (وحتما ليس جميع) سائقي التاكسي، إلى زيادة حرص الأهالي على بناتهم، وبشكل أضعف فرصهن المهنية والعلمية. إذ يؤكد الأهل في ردودهم صراحة أنهم يمنعون بناتهم من العمل الليلي في بعض الحالات، رغم أنهن يؤدين مهام إنسانية راقية، بل وضرورية للمجتمع ككل، من مثل التمريض والطب.
في مقابل ما سبق، يظهر استمرار سيطرة النظرة الذكورية في مجتمعنا برفض ممارسة الفتيات لمهنة سائق التاكسي، بدعوى أنه لا يجوز للمرأة العمل في هذه المهنة 'الرجالية'، مع تأكيد أصحاب هذا الرأي أن الأردن بمجتمعه الشرقي له عاداته.. والتي يفضي الخروج عليها إلى آثار سلبية على 'الست الهانم الشفير' أولا، وعلى المجتمع بكامله ثانيا. فمن تريد العمل بهكذا مهنة، عليها تلقائياً، برأي هذا الفريق، إلغاء فكرة الزواج وتكوين الأسرة من دفتر أحلامها، وفتح صفحة العنوسة.
هكذا يبدو التباين، وأهم منه التناقض، واضحا. فإذا كان المجتمع الأردني محافظاً، تحكمه منظومة تقاليد وأخلاق تجاه وضع النساء فيه، فلماذا تضاعفت ظاهرة التحرش بهن؟ هذا يعكس انفصاما مجتمعيا على صعيد التعامل مع النساء.
'شي كاب' فكرة مميزة. بيد أن مواجهة مشكل النساء، بل الأدق مشكلة اعتقاد البعض بحقه في استباحتهن، ولو بنظرة جارحة أو ألفاظ نابية، لا يكون بحلول تقوم على التمييز الجندري، والتأكيد على خصوصية أحوال النساء وأساليب التعامل معهن؛ بل الحلول تكون بالارتقاء بالمنظومة الأخلاقية المجتمعية الشاملة، لتكون بمثابة مظلة تضم تحتها آداب التعامل مع النساء، واحترام حريتهن وكرامتهن. تستذكر أمهاتنا زمن شبابهن وصباهن، حين لم تكن مظاهر التدين طاغية أو حتى بارزة، لكن كانت الأخلاق تغمر مجتمعنا، وكانت أوضاع النساء أفضل. أما اليوم، فلا يمكن الجدل بأن الصورة انقلبت تماماً.
(الغد)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012