أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
العدوان: 31 تموز الموعد المتوقع لفتح باب الترشح للانتخابات النيابية الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أي إصابات بالملاريا وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب
بحث
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


المشروع الوطني الأردني ولحظة الاستحقاق التاريخي

بقلم : د. رحيّل غرايبة
20-04-2015 01:04 AM
الحراك المشتعل داخل الحركة الإسلامية والخلاف الذي وصل إلى الذروة ومفترق الطرق، هو تطور طبيعي حتمي للصيرورة التاريخية، لأن الحركة الإسلامية تمثل الجسم السياسي الأكبر الذي يمثل أحد أهم ألوان التعبير السياسي والوطني للشعب الأردني بكل مكوناته وشرائحه، ويجب أن يفهم هذا الحراك الساخن بطريقة علمية موضوعية، بعيداً عن حساسيات الاختلاف الشخصي من جهة، وبعيداً عن محاولات الإعلام بجر الرأي العام إلى ظواهر سطحية تفتقر إلى العمق والنظرة التحليلية الصائبة من جهة أخرى.
المنطقة برمتها تتعرض إلى زلزال سياسي عميق له ارتدادات عديدة وانعكاسات مختلفة تمس كل شعوب المنطقة وأفكارها، وتمس بشكل حتمي جميع القوى السياسية الفاعلة وغير الفاعلة، والأحزاب الوطنية الكبيرة والصغيرة على حد سواء، ولكن القوى والجماعات السياسية الكبرى أكثر تأثراً بهذا الزلزال السياسي، لأنها معنية بالاستجابة للتغيرات الطارئة على المنطقة، ومضطرة للتعامل معها وتحمل المسؤولية التاريخية إزاءها بالطريقة المناسبة؛ التي تعبر عن حجم استيعابها للمشهد السياسي ومدى قدرتها على قراءة المعادلات السياسية الدولية والإقليمية والمحلية.
القراءة في مستقبل الخلاف المشتعل داخل الحركة الإسلامية ينبغي أن تستند إلى استقراء المشروع السياسي الذي يحمله الفرقاء، ويمكن الوقوف على عوامل النجاح والفشل من خلال قدرة الفريقين على بلورة المشروع الوطني، المعبر عن آمال وطموحات الشعب الأردني المستقبلية، في بناء دولته الحديثة التي تملك مقومات البقاء والديمومة، وتملك القدرة على مواجهة المشاكل والعوائق التي تكتنف مسيرتها في ظل التحولات السياسية العميقة التي تطال بنية الدول والأنظمة القائمة شاءت أم أبت.
لقد وصل الخلاف التاريخي المحتدم منذ سنوات طويلة في صفوف الحركة الإسلامية، إلى لحظة الاستحقاق الجراحي التي تم تأجيلها مرة بعد مرة، ولكن حراك الشعوب العربية السياسي الذي استطاع أن يطيح ببعض الأنظمة، واستطاع أن يحدث تغيراً هائلاً في مساراتها، أدى إلى إحداث مراجعات عميقة في برامج الحركة ورؤاها السياسية، وكوادرها وشبابها وقياداتها على اختلاف مستويات مواقعها من المسؤولية، وأدى إلى التقدم الحاسم نحو خطوات في غاية الجرأة وتحمل قدراً كبيراً من المفاجأة.
عقم القيادة القائمة في الحركة وعجزها عن مراجعة التحولات الجارية، وعجزها عن قراءة تطورات المشهد الخطيرة، أدى بشكل حتمي إلى هذا التفاقم و التسارع في الخطوات التي ربما شابها بعض الأخطاء، والاستعجال في الخطوات، ولكنها كانت تمثل نتيجة حتمية لا مناص منها؛ في ظل عدم الدعوة إلى إجراء حوارات داخلية معمقة ومراجعات جادة، تقود إلى تفاهمات وتسويات داخلية سليمة مرتكزة إلى أسس ثابتة ورؤية شاملة تتصف بالحكمة وبعد النظر.
الربيع العربي ومآلاته الخطيرة يفرض بطريقة قاطعة لا تقبل الجدل والتردد بالشروع في إنجاز ملامح المشروع الوطني، الذي يحظى بالتفاف الشعب الأردني ويمثل طوق النجاة في هذه الظروف الإقليمية الملتهبة، وينبغي أن يكون هذا المشروع معبراً عن التوجهات الشعبية الحقيقية ويمثل جميع المكونات والشرائح وكل القوى والاتجاهات السياسية بلا استثناء.
المشروع الوطني الواضح الذي تشارك به كل الأطراف، ينبغي أن يكون قادراً على إجابة كل الأسئلة والاستفسارات المتعلقة بالقضايا الجوهرية على مستوى العلاقة الأردنية - الأردنية، والعلاقة الأردنية - العربية، والعلاقة مع المجتمع الدولي، والعلاقة مع كل دول الجوار، ومعالجة مشكلات الحدود بطريقة سياسية مدروسة بعناية، كما ينبغي على هذا المشروع أن يقرأ المعادلات الدولية والإقليمية بذكاء، وضرورة التعامل معها بدهاء، بعيداً عن الانفعالات والخطابات الغوغائية.
المشروع الوطني يفرض على كل الأطراف الداخلية اتخاذ موقف واضح لا لبس فيه، ويقتضي في لحظات حاسمة التخلي عن المواقف الضبابية، والسياسات المزدوجة التي كانت تخضع أحياناً لمنطق المصالح الضيقة والمؤقتة، وتبتعد بشكل ضروري عن منهج المماطلة والتأجيل والتسويف؛ مما جعلها مكشوفة أمام اللحظة التاريخية الحاسمة التي تم تأجيلها سنوات وعقود هروباً من الموقف المسؤول!
الشعب الأردني قادر على إنجاز مشروعه الوطني، وقادر على بناء دولته الحديثة وقادر على حمايتها بكل عزم وقوة بطريقة تشاركية توافقية تعاونية، وعلى كل القوى السياسية الوطنية الانصياع لهذه اللحظة التاريخية برجولة ومسؤولية وروح وطنية، تبتعد كل البعد عن المواقف الصغيرة، والمناكفات السطحية التي تلحق الضرر بمستقبل الأجيال، وتعيق بلورة المشروع الوطني الذي يمثل ضرورة ملحة لا تحتمل مزيداً من التأجيل والإعاقة.
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
20-04-2015 11:02 AM

اليم تتجه المنطقه لما يشبه ايام صلاح الدين ---توحيد المشرق بدوله واحده قادوه على تحرير المسجد الاقصى وباء نواة الدوله الاسلميه العالميه---حط على غمرك حجر--وحجرين على غمر الاردنه

2) تعليق بواسطة :
20-04-2015 07:32 PM

كلام مسؤول بمنتهى العمق والصدق والاتزان فالمواقف الضبابية تؤدي إلى تراكم المشاكل وتعقيدها فلم يعد من الحكمة الهروب إلى الأمام والتأجيل الدائم لطرح الحلول فالجراحة قد تكون مؤلمة لكنها قد تنهي الألم وتحسم المشكلة لذا نأمل من د. رحيل ورفاقه أن يكونوا على قدر المسئولية واثبات انهم قادرون فعلا على تسوية الامور بمبضع الجراح لا بأدوية التخدير وتسكين الألم حتى النهاية خاصة أنهم من ذوي الفكر الذي نحترمه وطنيا واسلاميا وانسانيا لا متشنجا ولا متطرفا شكرا.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012