أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


لا تتركوا بلاد الحرمين وحدها..!

بقلم : حسين الرواشدة
04-05-2015 02:56 AM
اختارت المملكة العربية السعودية ان تصنع “ربيعها” بنفسها ، صحيح ان البعض فهم ما حدث من تغييرات في سياق تصويب المسارات ، وربما مواجهة النفوذ الايراني الذي اقترب كثيرا من الحدود السعودية ، لكن الصحيح ايضا ان القيادة السعودية الجديدة وجدت امامها عالما عربيا بلا قيادة، فبادرت للجلوس في “ قمرة “ القيادة ، واختارت ان تملأ الفراغ الذي اغرى البعض للتمدد وبسط النفوذ، وهي بالتالي تقوم بواجبها في لحظة حرجة غاب فيها “المشروع” العربي ، وسقطت فيها الحواضر العربية ، وانسدت امام العرب آفاق المستقبل لاسباب ذاتية وخارجية ، واصبحنا احوج ما نكون لصوت عربي يبادر وينتقل من الدفاع الى الهجوم ، ومن الصمت والانتظار الى الحركة والفعل.
كانت الشقيقة السعودية بحاجة الى ترتيب بيتها الداخلي لكي تباشر مهمتها “العربية” لمواجهة ما حدث في المنطقة من زلازل، وحين اطلقت “عاصفة الحزم” وبعدها “اعادة الامل” كانت تعوّل على اشقائها ان يقفوا الى جانبها ، لا للمشاركة في المجهود الحربي ، وانما لفتح الطريق امام آلة السياسة لكي تعيد اليمن الى ابنائه اليمنيين وتمنع الآخرين من من استبتاحتها كما استباحوا العراق وسوريا ، لكنها للاسف ابتلعت الخيبة حين اكتشفت انها تقف وحدها في الميدان ، ومع ذلك تجاوزت هذا الخذلان ، واستمرت في مهمتها ، وظل رهانها على اشقائها قائما لم يتزعزع ، حتى وان كان في الصدر بعض عتب.
تاريخيا، لم تتأخر السعودية الشقيقة عن الوقوف إلى جانب أشقائها العرب والمسلمين، ولم تبخل عليهم بالدعم والمؤازرة، ومن واجبها عليهم اليوم ، بعد أن ظلت القلعة الأخيرة في عالم عربي تفككت دوله الكبرى وسقطت عواصمه الواحدة تلو الأخرى، أن يقفوا موّحدين معها ، وأن يفتحوا لها الأبواب لإعادة حالة “التوازن” في الإقليم ، فهي بحكم مكانتها وإمكانياتها المؤهلة للقيام بهذا الدور ، ومن دونها سيجد العرب أنفسهم أمام قوى جديدة لا تريد لهذه المنطقة خيراً ، ولا تفكر إلا من خلال “ثقب” مصالحها فقط.
لدى المملكة السعودية ، اليوم، رؤية للتعامل مع بعض الملفات الساخنة في المنطقة، أهمها الملفان اليمني والسوري، ومن المفترض أن تحظى هذه الرؤية بإجماع عربي، وإذا تعذر ذلك فبدعم حقيقي من الدول العربية التي سبق أن تحالفت مع السعودية في مواجهة الأزمات الكبرى التي عصفت بالمنطقة ، ومن بين هذه الدول الأردن، ومع أن الأردن الذي انحاز للعمق العربي باستمرار يدرك أن علاقاته مع السعودية استراتيجية، إلا أن المرحلة الحالية تحتاج الى توثيق هذه العلاقة وتعميقها ، ليس فقط لأن السعودية تمثل الشريك التاريخي للأردن ، ومصدر الدعم الدائم له ، وإنما أيضا لأن المخاضات التي تشهدها الشقيقة تستوجب الوقوف الى جانبها ، ووضع ما لدينا من خبرات سياسية في رصيدها لتمكينها من تجاوز التحديات التي نهضت لمواجهتها ، لا على صعيد الداخل فقط وإنما فيما يتعلق بالملفات الإقليمية التي تتصدى لها نيابة عن العالم العربي.
لا يوجد أي خيار أمام العرب اليوم إلا خيار “التحالف” لبناء قوة عربية حقيقية، تتشكل من رأس يمتلك الحكمة والقدرة والمبادرة ، ومن جسد متماسك يتحرك بديناميكية وثقة ، وأعتقد أن الفرصة التي جاءتنا من الرياض يمكن أن تمنحنا كعرب “الأمل” لاستعادة جزء من العافية التي افتقدناها على مدى السنوات المنصرفة بسبب الحروب والصراع على المنطقة ، أو أن تمنحنا - على الأقل - لحظة لوقف هذا النزيف العربي ووضع حد للبراكين القادمة التي تهدد منطقتنا بالزوال وشعوبنا بالموت والدمار.
الرياض، الآن، تقف في “ مربع “ صعب تدافع من خلاله عن حدودها و حدود أشقائها ووجودهم ، ومهما اختلفت قراءاتنا لمواقفها السياسية ، فإن الشيء الذي لا يجوز أن نختلف عليه هو “انحيازنا “ لها لإنجاح مهمتها التي هي مهمتنا جميعا، فلا تتركوا بلاد الحرمين لوحدها ، ولا تخذلوها لأي سبب أو اعتبار ، فهي آخر “الكبار” في عالم عربي تحول الى “رجل “ مريض لم يخجل جيرانه التأهبيون للانقضاض عليه من إعلان انتظارهم لوفاته حتى يتقاسموا “التركة” ويتوزعوا الميراث.
فشروا لن يحدث ذلك..!


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
04-05-2015 08:25 AM

تحية الى الكاتب المحترم
نعم لا يجوز لمن يدعي القومية العربية الا ان يكون
في خندق السعودية ولا يجوز كذلك لظن ينادي بالاسلام الا ان يقف داعما للموقف السعودي
لان السعودية الان شئنا ام ابينا تمثل خط الدفاع الاخير عن الامة ،وانها لمنتصرة بحول الله رغما على
الطامعين .

2) تعليق بواسطة :
04-05-2015 08:31 AM

في هذه المرحلة المفصلية لا ينتقد السعودية الا جاهل او خائن .
اما كل من عنده غيرة على امته فيقول
ربنا واحد ودربنا واحد

3) تعليق بواسطة :
04-05-2015 08:34 AM

وين الملف الفلسطيني وقضية فلسطين والقدس واللاجئين المظلومين

4) تعليق بواسطة :
04-05-2015 09:43 AM

الى رقم 3
اخي الكريم هذا السؤال يوجه الى قاسم سليماني والى خامنئي .فيلق القدس يعيث فسادا في تكريت وديالى وصنعاء علما بان قوات سليماني موجودة في سوريا ولبنان اي على حدود فلسطيننا ولكنها تنتقم من قتلة الحسين واتباع يزيد ولا دخل لها بالصهاينة

5) تعليق بواسطة :
04-05-2015 09:51 AM

تصدر السعودية الانغلاق الفكري و الظلام و الرجعية من خلال المذهب الوهابي التكفيري الرافض للآخر و لكم أن تراجعوا مناهجهم التعليمية و تكفيرهم لعموم البشر و هم يحاولون نشر هذا الظلام في بلاد العالم بأموالهم.

السياسة السعودية لم تكن يوما داعمة للعرب أو الإسلام لكنها داعمة للاستعمار الأمريكي بالخصوص و للمذهب الوهابي بالذات لذلك من يتوسمون فيها الخير مخطئون.

ما زال شعبنا عاطفيا لا ينظر إلى العمق و لا يغوص و لا يختبر، و يكتفي بشعارات و قشور تحمل تحتها كوارث.

6) تعليق بواسطة :
04-05-2015 10:06 AM

لا تتركوا الاردن وحده !!!!، الاخطار التي يواجهها الاردن اضعاف اضعاف ما يواجهه غيرنا !!!!!!!!!!!!!!

7) تعليق بواسطة :
04-05-2015 10:42 AM

نعم كلام صحيح يجب سؤال خامنئي وقاسم سليماني عن ملف فلسطين
بما انه فلسطين والمقدسات ضاعت من ايدين ايران
ومن ايدين الشيعه الفرس الرافضه المجوس ابناء المتعه
هم من ضيعها وسلمها لاسرائيل

نعم صحيح كلامك وهم من هزم في كل الحروب مع اسرائيل والاقصى ضاع بسببهم

كلامك ذهب صافي ؟

8) تعليق بواسطة :
04-05-2015 11:13 AM

ستقسم وسيلوذوا بالفرار وستعود السقايه والرفادة وسيحج الناس الى بيت الله الحرام مجانا ..

9) تعليق بواسطة :
04-05-2015 11:16 AM

الى 3 7 دشروكوا من الصيد في الماء العكر هذا خطر يداهمنا وهو حليف استراتيجي لليهود وفكوكوا من مقولته الموت لاسرائيل الموت لامريكا كله ضحك على هبلنا

10) تعليق بواسطة :
04-05-2015 11:49 AM

نعم صحيح كلامك ايضا
الحياة لاسرائيل الحياة لامريكا
وكل الحب والمحبه لاصدقاءنا من الصهاينه
وساتركك في هبلك تنعم وتعيش حياه راغده وهنيئه
وخصوصا ان الشيعه الفرس المجوس ابناء المتعه الروافض اعداء الله واعداءنا
وتم ذكرهم في القران وليس اليهود قتلة الانبياء والرسل واعداء الله والمسلمين
نعم اؤيد كلامك

11) تعليق بواسطة :
04-05-2015 11:53 AM

اخر قلعة للعرب هي السعودية اخر دولة بالمعنى الحقيقي للدولة هي السعودية سنقف مع السعودية حتى اخر قطرة دم ولاعزاء للمخذلين والجهلة ومطايا الفرس وشكرا ياخالد الحباشنة ياعربي يا اصيل

12) تعليق بواسطة :
04-05-2015 02:03 PM

لفت إنتباهي عنوان المقال فقط لا غير
وسأحاول التعليق , وعندي يقين لن ينشر , ورغم ذلك سوف أسيس التعليق في محاولة الإلتفاف على مقص الرقيب
كلمتين لا أكثر
هو الريال لا غير
هو الدولار فقط لا غير
هي شهادة الزور في زمن الكلمة تقف بالزور والحلق
هو زمن الكلمة المأجوره
هو زمن عشاق إسرائيل
هو زمن تجار المتأسلمين
هو زمن من رجم إسرائيل خائن
ومن أحب إسرائيل وطني وقومي وإسلامي
هو زمن الأغنياء الأقوياء الأقوياء
هو زمن ليس فيه للشرفاء دور
هو زمن الاحرار في إعادة وترسيخ الإستعمار
هو زمن الشخ الاسلام نتنياهو

13) تعليق بواسطة :
04-05-2015 03:07 PM

قال تعالى( لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا) اليس من يؤله علي وفاطمة مشرك اليس من يقول بدل يا الله يا حسين مشرك دشرك من الهرطقه يا 10

14) تعليق بواسطة :
04-05-2015 05:59 PM

نعتذر

15) تعليق بواسطة :
04-05-2015 06:26 PM

نعتذر

16) تعليق بواسطة :
04-05-2015 08:18 PM

ما في واحد اله الحق بانه يقول عن مسلم انه مشرك او كافر
اذا داعش المجرمه والقاتله طلع الازهر ما كفرها ادان اعمالها ولكن لم يكفرها

مش فاهم كيف اي واحد بكون عنده الجرأه على الله بانه يكفر الاخر ويقول انه مشرك

على حد علمي الله ما اشرك بحكمه احد من خلقه
ولا اعطى وكاله لاحد من خلقه بحساب الناس

وطالما عقولنا الخربانه مشغوله بهاد مسلم كافر وهاد مسلم مشرك
وهداك مسلم نص نص

17) تعليق بواسطة :
04-05-2015 09:27 PM

مقالات تحت مستوى الوعي، ولا تستحق الرد، وكأننا نعيش في عالم الاوهام والمتناقضات.

لم أكن لأصدق أن تكون الصحافة ناطقة اعلامية باسم المؤامرات الدولية.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012