أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


الخط الأحمر يا حكومة!!

بقلم : ماهر ابو طير
13-05-2015 02:32 AM
لدينا الف خط أحمر، كلها يتم كسرها، والقفز عنها، ومن كثرة ماسمعنا عن الخطوط الحمراء، بتنا نرى البلد، أحمرَ في الليل وفي النهار.
الوحدة الوطنية خط احمر، سمعة الحكومة خط احمر، القانون خط أحمر، علاقاتنا العربية خط احمر، التعليم خط أحمر، الصحة خط احمر، القضية الفلسطينية خط احمر، هيبة الدولة خط احمر، البرلمان خط احمر، وآخر الخطوط الحمراء يتعلق بسعر الخبز.
ما من خط أحمر سمعنا عنه في حياتنا إلا ورأينا القفز عنه على يد اكثر الذين يهددوننا بذات الخط الأحمر، بوسائل كثيرة، وفي كل مرة يقنعون هذا الشعب أن لديه مشكلة في قرنيته الوطنية وبصيرته القومية، وانه يعاني من تداخل الالوان.
الحكومة تتحدث عن رفع سعر الخبز، وتقول رفع الدعم عن سعر الخبز، وتوجيهه الى المستحقين فقط، بمعنى التعويض النقدي، بحيث يصل سعر الكيلو في بعض التقديرات الى اربعين قرشا، والخط الاحمر، لم يعد خطا احمرَ.
على الحكومة ان تبحث عن حلول عن مشاكلها بعيدا عن سعر الخبز، لان اليات التعويض منذ الان لن تكون عادلة، واغلب العائلات الاردنية فقيرة، ويأكل ابناؤها في المتوسط كميات من الخبز مع قليل مع الطعام، لاشباع الجوع، كما ان الثقة باليات التعويض ذاتها معدومة، والدولة عوضت المواطنين نقدا مرارا ثم توقفت ومنذ منتصف التسعينيات وهي ترفع وتدفع ثم تتوقف عن الدفع بشأن الخبز والنفط وقضايا كثيرة، ولاضمانات اصلا الا يتوقف التعويض النقدي بعد عام، فقد خبرنا كل حكومة تلعن سابقتها، وتقول، ان لاعلاقة لها بسياسات سابقة، كما ان الخديعة الكبرى تتعلق بسقف دخل الذين لايستحقون الدعم من الاردنيين وهؤلاء ايضا تم تشليحهم ملابسهم بذريعة عدم استحقاقهم للدعم، فيتم شويهم بالاسعار، واسقاطهم من الطبقة الوسطى الى الطبقة الفقيرة.
ثم اننا نقع في خطأ كبير في عز الدفاع عن الرغيف المستدير الذي تم صنعه مستديرا ليبدو مثل دولاب سيارة يلاحقه الناس، فلا يمسكونه، والخطأ هنا يقول، ان من حق الاردنيين ان يعيشوا، فلا تصير حياتهم كلها خبزا في خبز، وكأنه قضيتهم الاساس، بكونهم لايحتاجون شيئا آخر، وتكفينا تلك الارقام عن ان خمسة وسبعين بالمئة من الاردنيين لايتمكنون من تعليم ابن واحد في الجامعة، وبقية الارقام صادمة في حياتنا.
باتت الكتابة الصحفية مثل من ينحر عنق الناس، بكثرة تنفيرهم واثارة السلبية في صدورهم، لكن حكوماتنا لاتتوقف، تتسلل الى حياتنا وتتذاكى علينا، خطوة وراء خطوة، وكأن هذه الحكومات تحسدنا على أنْ لا فوضى شعبية عندنا، وكأنها ايضا تستدعي الفوضى، ونحن نبدو اعقل منها ونقاومها، خوفا على بلد عزيز يحبه كل ابنائه من شتى مشاتلهم، ولا يحب احد عاقل ان يرى فيه صورة من صور الجوار.
نتمنى لمرة واحدة ان نسمع عن حكومة تستيقظ صباحا لتقول لنا، انها قررت اصدار اي قرار يثير الفرحة والبهجة في هذا البلد، وبين اهله الطيبين.
لولا لطف الله بهذه الارض المقدسة، وحمايتها، من الشرور والفوضى، لانفجر الناس غضبا، لكنها تقديرات الله وحكمته ولطفه الذي يتنزل على هذا البلد، وليس للحكومات اي علاقة بحفظ الاستقرار، او تبريد غضب الناس، مع هكذا قرارات يتم اصدارها، لكنها عين الله التي لاتنام، وتريد لهذا البلد ان يبقى وسط بحار الدم في الجوار، جزيرة آمنة، فيما اربابها يصرون على الحاقها بالآخرين لكن تحت وطأة الجوع والحاجة.


(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
13-05-2015 05:51 AM

حقاً انني احبك استاذ ماهر ابو طير لعقلك النير وقولك الحق نعم كل ماقلت عين الحقيقةالحكومة توقفت عن دعم المحروقات بذريعة انخفاض اسعارها وعادت الحكومة الى رفع الاسعار عدة مرات وأصبحت كما كانت ايام الدعم ولم تعيد الدعم وهكذا سيكون الحال بموضوع الخبز سيكون دفع لعدة اشهر ثم تتوقف وعندها ستجد ذريعة اخرى لوقف الدعم ان المواطن ليس بحاجة الى دعم مع ان مقدار الدعم لايساوي مقدار الرفع في الاسعار وسيكون الدعم لكميات محدودة للفرد بحيث لايستطيع الشبع من الخبز وهو غذاء المعدمين الوحيد !!!

2) تعليق بواسطة :
13-05-2015 08:15 PM

الخبز قد يكون الشرارة التي تؤدي إلى الفوضى و الاضطرابات. يجب التروي و الحذر قبل اتخاذ مثل هكذا قرار.

3) تعليق بواسطة :
14-05-2015 12:30 AM

اكثر واخطر ثورات الشعوب بالعالم هي ثورات الخبز .الخبز هو عصب حياة الفقراء و90 بالميه من الاردنين من هذه الفئه .المصيبه ان ما يرد للاردن هو اكثر من موازنة الدوله المعلنه فاين تذهب الاموال وكيف تحصل العجوزات وكيف تزداد المديونيه .هناك ثقب اسود يبتلع كل مقدرات الوطن واظن ان الوقت مناسب لوضع النقاط على الحروف وتحديد خط التوقف النهائي .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012