أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


"قولوله الحقيقة"!

بقلم : د.محمد ابو رمان
13-05-2015 02:34 AM
وزير المالية د. أميّة طوقان، لطيف، راقٍ ودمث. وهو شخصية ارستقراطية محبوبة، هادئ بطبعه، محترف في مجاله بما يخصّ 'لعبة الأرقام' والموازنات وضبط العجز، وتطبيق وصفة صندوق النقد الدولي.
يوم أول من أمس، وفي سياق دفاعه عن نهج الحكومة الاقتصادي، مع رئيس الوزراء وزملائه الآخرين، ترافع د. طوقان عن السياسات الحكومية الاقتصادية والإصلاحات التي تمت، والتي تصرّ الحكومة على أنّها أنقذت الاقتصاد الوطني من انهيار الموازنة. وذلك صحيح، مقارنةً بالخطر الذي كان يهدد الموازنة العامة سابقاً.
مرافعة طوقان تلت ردّ رئيس الوزراء على الانتقادات الأخيرة بشأن ارتفاع المديونية، بقوله إنّها كانت لتبلغ أكبر من ذلك بكثير لو لم تتخذ تلك القرارات المهمة؛ بالرغم من أنّ المديونية أصبحت بمقدار 80.5 % من الناتج المحلي الإجمالي.
كل ذلك يبدو في السياق الطبيعي والمنطقي. لكن ربما أن حماس طوقان لسياسات الحكومة زاد على الحدّ المقبول، بحيث وصل، من غير قصد، إلى مستوى استفزاز الشارع، عندما وصف الوزير الوضع العام للمواطنين الأردنيين بأنّه جيد وفي تقدّم؛ فذكر أنّ نمو الدخل زاد لكل مواطن (بالمعدّل) 7.5 % من السعر الحقيقي، وأنّ هناك تحسّناً 'بالخدمات التعليمية والصحية والأمن، وهي أمور يشعر بها المواطن بشكل واضح'.
بالتأكيد لا ينطق الوزير عن الهوى، فهو يعتمد على أرقام بين يديه (وإن كان من السهولة التلاعب بها والتحكم بنتائجها). لكنّه بالتأكيد لا ينظر إلى الأوضاع الحقيقية على الأرض لشريحة واسعة من المواطنين الأردنيين، الذين يعانون الأمرّين، ويصارعون الأسعار وكلف المعيشة اليومية!
وهو لا يعرف أنّ الطبقة الوسطى تقاتل من أجل البقاء والاستمرار، وتتعرّض لضغوط شديدة. وتضطر لدفع مبالغ كبيرة للتعليم وكضرائب مبيعات؛ والسبب تدنّي مستوى الخدمات في القطاع العام، لا ارتفاعه، على النقيض مما يدّعي د. طوقان!
ربما الأرقام تقول له كلاماً مغايراً؛ فهو يُنفق أموالاً على التعليم والصحّة والخدمات. لكن من الضروري ألا يعتمد على هذه اللغة وحدها، فهناك شيء اسمه 'نمو اسمي' في الدخل، وهناك أكثر من حسبة ومعادلة لمعالجة الأرقام؛ سواء بجعلها إيجابية ورائعة، كما تفعل الحكومة، أو بجعلها سيئة ومقلقة، كما يفعل خصومها. بل من الضروري أن يتفهّم الوزير أنّ ما يعني المواطن هو الحياة اليومية، التي تقول كلاماً مغايراً تماماً لما تنطق به الأرقام الرسمية.
أتمنّى على الوزير أن ينزل إلى الشارع، فعلياً، قبل أن يتحدث عن 'وضع المواطن'، ليتعرّف على ظاهرة جديدة في ليالي عمان؛ إذ سيشاهد رجالاً وأطفالاً يبحثون في النفايات عن بقايا طعام، أو ما يمكن بيعه للمصانع لإعادة تدويره من أجل قروش معدودة!
أتمنّى على الوزير أن يتابع حجم الشكاوى والصيحات من قبل المواطنين غير القادرين على تدريس أبنائهم في الجامعات، أو ما أعلنته وزارة التربية والتعليم عن وجود أكثر من 64 % من معلمات القطاع الخاص يتقاضين أقل من 190 ديناراً شهرياً؛ وعن ممرضين وممرضات وأطباء يعملون في القطاع العام ساعات طويلة ويتقاضون 500 دينار، وعن عمال مياومة اقتحموا رئاسات الجامعات أول من أمس، وطردوا نواب رئيس جامعة مؤتة بطريقة مذلة (مخجلة ومرفوضة) قتالاً من أجل العلاوة التي أوقفها رئيس الوزراء بحق؛ وعن بطالة أصبحت بمثابة شبح يهيمن على الشباب، على النقيض مما تقوله أرقام زميله وزير العمل. هي وقائع لا يهتم كثيرا د. طوقان، على الأغلب، بمتابعتها، لكن من المفيد أن يخبره بعض زملائه الوزراء شيئاً عنها.
لسنا سوداويين، والشريحة العريضة تتحمّل كثيراً الأعباء الاقتصادية القاهرة والقاسية. لكن من الضروري ألاّ يبالغ الوزير في تبهير السياسات القاسية، كي لا 'يحرق الطبخة'، هذا في الوقت الذي عاد الرئيس ليلمّح إلى قصة 'دعم رغيف الخبز' من جديد!
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
13-05-2015 06:00 AM

ومن سيقول له الحقيقة اعتقد انك انت من الذين يستطيعوا ايصال تلك الحقيقة له يادكتور بطريقة او بإخرى، حقاً انني كمواطن اردني لا ادري ماهي السبل لأيصال اي امر او شأن لوزير مختص لأن القنوات المتاحة محدودة لصفات ووظائف وليس متاحة لعامة الشعب ، لايستطيع الشعب حضور المؤتمرات او المنتديات او اللقاءات التي يدعى لها عليه القوم والمثقفين كأمثالك دكتور والكتاب والصحفيين فأنتم لسان حال الشعب والامل معقود عليكم وبارك الله بك ؟؟

2) تعليق بواسطة :
13-05-2015 06:46 AM

قولوله الحقيقه قولوله من اجل اﻻردن وحب اﻻردن تحملنا ولن نتخلى لعل الله يرزقنا من يشعر ب اﻻلم الذي نعانيه وقولوله بحبك يا وطني ومن اجل سنصبر ونصبر ونصبر ...

3) تعليق بواسطة :
13-05-2015 09:02 AM

لايوجد سوى رفع اسعار وسؤ المعيشه وفقر وبطاله والشعب يعاني من ادارات فاشله وكلام تنظير وتسويق كلام وخداع الشعب المهم ان يبقوا مسؤلين واصحاب دولة ومعالي وعطوفه ورعاية تجاراتهم الخاصه وحساباتهم في بنوك خارجيه ولهم شقق وفيلات في تركيا ولندن واميركا وعاش بيان العسكر

4) تعليق بواسطة :
13-05-2015 09:23 AM

اخالفك الراي بمعظم ما قلته في البند الاول فهو لم يكن مقنعا في اي منصب تولاه في يوم من الايام وكما قلت لعبة الارقام هي الشئ الوحيد الذي يبرع فيه اما الباقي فلا والاحرى هنا ان يتم البحث عن انسام متخصص ويعرف من اين تؤكل الكتف في العمل لا مجرد منظر على الورق لا يعرف ما يدور خارج مكتبه ببضع سنتمترات...الا اذا كان موضوعا يخصه

5) تعليق بواسطة :
13-05-2015 10:14 AM

اخي والله لا نريد لا اصلاح سياسي ولا اقتصادي ولا اجتماعي --- فقط بدي من حكومة الملك المعظم ان تحل مشكلة المرور وازمات السير داخل عمان وعلى شارع الأردن -- من بيتي جسر العلوم التطبيقية الى وزارة الداخلية بعز ازمة السير تاخذ عشر دقائق الى ربع ساعة --- اليوم ظننت ان هناك حادث او عملية ارهابية خرجت من منزلي باكرا الى عملي الساعة السابعه الا ربع وصلت الثامنة و 33 دقيقه لا يوجد حادث ولا يوجد شيء
الحكومة يوم الأحد سلّمت الملك برنامج وخطه لعام 2025 اقتصادية --- وهي لا تستطيع حل ازمة المرور بعمان - ارحمو

6) تعليق بواسطة :
13-05-2015 07:20 PM

ما تحدث عنه الوزير صحيح ولكن هناك اقتصادان من يعمل في المجالات التالية ادناه وهذا ما تقيسه الحكومة فمثلا قطاع الانشاءات جيد للمستثمرين قطاع الخدمات ايضا جيد ويشمل اعمال البنوك والقطاع الطبي الخاص ولكن ما يعاني هو القطاع الصناعي خاصة ارتفاع كلف الطاقة حيث لم يسمح باستعمال الصخر الزيتي بالحرق المباشر مثل الفحم كذلك اذات كنت تعمل بالهيئات فوضع جيد بعكس اذا كنت تعمل في الوزارات

SERVICES INCLUDING Healthcare Services and Life Science
Clean Technology
ICT Information and communications technology

7) تعليق بواسطة :
13-05-2015 07:37 PM

تكملة لما قبله مشكلة قطاع الانشاءات رغم انه يحقق ربحية جيدة للمستثمر الا ان مردوده على الاقتصاد اقل مما يجب وذلك لان معظم العاملين/المستخدمين هم من غير الاردنيين كذلك ان الممدخلات مستوردة وعلى راسها الطاقة التي من الممكن حلها عن طريق الحرق المباشر للصخر الزيتي الحكومة تفكر بالرافعات للاقتصاد الوطني الوارد ذكرها اعلاه وهذه تحتاج الى انفاق عالي غير متوفر على التعليم التقني حيث ان المخصصات للتعليم غير كافية لاحداث النقلة المطلوبة حيث يجب مقارنة ما ينفق على الطالب عندنا وما ينفق عليه في سنغفورة مثل

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012