أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


قمة "كامب ديفيد".. توقعات متواضعة

بقلم : د.محمد ابو رمان
14-05-2015 12:49 AM
ليس لدى الإدارة الأميركية الكثير لتقدمه لحلفائها الخليجيين الغاضبين من سياساتها في الشرق الأوسط. في مقابلة مع صحيفة 'الشرق الأوسط' السعودية، عشية القمة المرتقبة في 'كامب ديفيد' اليوم، حاول الرئيس الأميركي باراك أوباما تبديد شكوك قادة دول الخليج حول التزام بلاده بأمن ومصالح دولهم، لكنه جدد تمسك إدارته بمواقفها المعلنة التي لا تتوافق مع سياسات دول الخليج.
أكثر ما يقلق دول الخليج الاتفاق مع إيران حول برنامجها النووي. وبالنسبة لأوباما، يشكل هذا الاتفاق نجاحا استراتيجيا يتيما لسياسته في الشرق الأوسط، لا يمكن التخلي عنه، بصرف النظر عن كون إيران 'دولة راعية للإرهاب' في المنطقة، حسب وصف أوباما.
الإدارة الأميركية تشاطر دول الخليج قلقها من دور إيران في سورية ولبنان واليمن، وتدخلها في شؤون بعض الدول الخليجية. لكنها، في الوقت نفسه، تفضل الحلول الدبلوماسية على المواجهة العسكرية لتسوية هذه الملفات.
المقاربة الأميركية حول سورية لا ترضي دول الخليج كثيرا؛ فهي وإن كانت لا ترى دورا لبشار الأسد في مستقبل سورية، إلا أنها تتمسك بالحل السياسي، وترفض الحل العسكري للأزمة.
الولايات المتحدة تمنح في الوقت الحالي الأولوية لدحر تنظيم 'داعش' الإرهابي، قبل التفكير بإسقاط نظام الأسد. برنامج تدريب مقاتلين سوريين معتدلين، والذي تديره واشنطن بالتعاون مع الأردن والسعودية وتركيا وقطر، موجه أولا وقبل كل شيء لإنهاء سيطرة 'داعش' في سورية.
دول الخليج، وإن كانت تدعم هذا البرنامج، إلا أنها تطمح إلى توسيع قائمة الأهداف لتشمل نظام الأسد. وقد راجت دعوات واسعة في عواصم خليجية للقيام بـ'عاصفة حزم' في سورية، شبيهة بتلك التي تشنها السعودية في اليمن.
وفي العراق، تعول إدارة أوباما على التعاون مع حكومة حيدر العبادي؛ للقضاء على 'داعش'، وتبني سياسات تصالحية مع سُنّة العراق تعيدهم إلى ركب الحياة السياسية. القيادات الخليجية غير متحمسة لهذا التوجه، وما تزال ترى في حكومة العبادي الوجه الآخر لحكومة المالكي، وبأن العراق برمته 'محتل' من قبل إيران، كما درج أكثر من مسؤول خليجي على القول.
في جعبة الإدارة الأميركية سلة مليئة ببرامج الدعم العسكري والأمني لدول الخليج، تريد الولايات المتحدة من خلالها تأكيد التزامها بأمن المنطقة في مواجهة التهديدات الإيرانية المحتملة.
تعتقد إدارة أوباما أن ما تعرضه من خطط لنشر نظام صاروخي لحماية أمن دول الخليج، كفيل بتبديد مخاوف قادتها من اتفاق مع إيران 'يأتي على حسابنا'، مثلما يردد مسؤولون خليجيون.
إلى أي حد سيكون العرض الأميركي كافيا بالفعل لتطمين دول الخليج، واحتواء حالة التوتر في العلاقة مع واشنطن؟
مستوى التمثيل في القمة، وتصريحات بعض المسؤولين الخليجيين، إضافة إلى ما تنشره وسائل الإعلام الخليجية، توحي مجتمعة بأن التناقضات في المواقف أكبر من قدرة الإدارة الأميركية على احتوائها بهذا العرض.
ولهذا، فإن سقف التوقعات حول نتائج قمة كامب ديفيد يبدو متواضعا، بالنظر إلى التباين في مواقف الطرفين حيال مسائل أساسية.
التحالف الأميركي مع دول الخليج سيظل وثيقا، بصرف النظر عن الخلافات القائمة. لكن الطرفين في طور إعادة تعريف العلاقة من جديد. قمة 'كامب ديفيد' هي البداية المشحونة لعهد جديد.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-05-2015 02:19 PM

فكرك لو ان الولايات المتحدة وجدت نفسها امام وضع معقد ومتشابك وملتبس ولابد لها من اما التفريط بالسعودية وأما بإيران فبأيهما تفرط وبأيهما تتمسك ؟؟؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012