أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


مصر بين ثورتين

بقلم : د. فهد الفانك
16-05-2015 12:53 AM
أعجبني قول لمحمد حسنين هيكل الذي يلخص طبيعة الثورات المصرية ، فهو يقول أن ما قام به جمال عبد الناصر في عام 1952 كان انقلاباً عسـكرياً انضم إليه الشعب ، وإن ما شهده ميدان التحرير في 2011 ثم 2013 هو ثورة شعبية انضم إليها الجيش.
يخطئ من يتعامل مع ثورة 30 يونيو 2013 على أنها ثورة مضادة هدفها إلغاء ثورة 25 يناير 2011 ، فعلى العكس من ذلك فإن الثورة الثانية جاءت لإنقاذ الأولى وتجديدها وحمايتها من الذين ركبوا موجتها تحت شعارات دينية.
هناك تشابه يقترب من حد التطابق بين الثورتين ، ففي الحالتين تحركت الجماهير بالملايين ضد نظام قائم حتى أن ميدان التحرير أصبح رمزاً عالمياً ودخل اللغة السياسية لشعوب العالم ، تمامأً كما دخلت الانتفاضة الفلسطينية من قبل دون محاولة لترجمة الكلمة إلى اللغات المختلفة.
في الحالتين كان يمكن للثورة الشعبية أن لا تنجح في إسقاط النظام ، فمصير المتظاهرين أن يمـّلوا ويعودوا إلى بيوتهم. ما أسقط النظام في الحالتين هو أن الجيش تخلى عن النظام ورفض أن ُيستعمل لضرب (المتمردين) تماماً كما حدث في تونس.
ثورة 2011 اختطفها الإخوان المسلمون مع أنهم لم يبدأوها ، وتأخروا في الانضمام إليها لأنهم كانوا يتفاوضون مع عمر سليمان لعقد صفقة على حساب الثورة.
لكن الثورتين مختلفتين من حيث النتيجة النهائية ، فالأولى لم يبرز فيها قائد معين وتسلمها تنظيم هو الإخوان المسلمون الذين فشلوا في إدارة الدولة وأخذوا في خوننتها ، والاستئثار بالسلطة ، في حين برز في الثانية عبد الفتاح السيسي الذي لا يمثل حزباً او تنظيماً سياسياً ، ولكنه يعتمد على شعبيته ولذا فإنه الأقرب إلى التحول الديمقراطي.
الإخوان لم يطرحوا برنامجاً للدولة ، باعتبار أن وجودهم على رأس السلطة يعني أن كل شيء سوف يسير تلقائياً بالاتجاه الصحيح. أما السيسي فقد طرح خارطة طريق إلى الديمقراطية أساسها الرجوع إلى الشعب ، والتزم بها.
حكم الإخوان كان يتجه لإقامة دولة دينية كما تدل صيغة الدستور الذي وضعوه للدولة والمستمد من أدبيات الفقهاء عبر التاريخ ، اما الحكم الحالي فيتوجه لإعادة إنتاج مصر كدولة مدنية قوية اقتصادياً وسياسياً ، تلعب دوراً عربياً وإقليمياً أساسياً ، وتشكل رافعة لقضايا الأمة العربية.
(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
16-05-2015 01:15 AM

في كلا الحالتين سرق الجيش الثورة لتستمر جمهورية الضباط في حكم مصر ونهب خيراتها لصلح شريحة محدودة من المصريين هم الجيش والأجهزة الأمنية وجهاز القضاء المسيس والمنتفع من العسكر والجهاز الاعلامي المطبل والمبرر لاخطاء وجرائم العسكر،ولتستمر أم الدنيا ترزح تحت ثقل الديون والفساد والتخلف في كافة المجالات.......

2) تعليق بواسطة :
17-05-2015 12:31 AM

هل تسمي نظام قام بسجن رئيس منتخب وحكم عليه بالاعدام وقمع المعارضة واخراج رئيس اذل المصريين عقود ونهب خيراتهم وقتل العشرات امام مرئى العالم بنظام حمى الثورة ، امثالك هم من يصنعون الفرعون ويصورون له انهه نظام ثوري و ديمقراطي ، سحقا لكم...

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012