أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


رفع الخبز..أصل الحكاية

بقلم : فهد الخيطان
17-05-2015 01:25 AM
سواء كانت الحكومة جادة في كلامها عن رفع الدعم عن الخبز، أم أنها مجرد مناورة، كما يؤكد بعض المسؤولين، فإن ردود الفعل على التصريحات الرسمية بهذا الشأن هى ما يستحق التوقف عنده.
لقد كان لافتا بحق أن غالبية المعلقين من إعلاميين، وسياسيين، ومحللين اقتصاديين، قد عارضوا التوجه. أما على المستوى الشعبي، فإن التيار الكاسح، وقف ضد القرار.
لكن في الوقت ذاته، يعلم هؤلاء، أو غالبيتهم على الأقل، أن المقصود بقرار رفع الدعم، هو رغيف الخبز الكبير، وليس'الرغيف الصغير' غير المدعوم أصلا. ومعظم المواطنين يتناولون هذا النوع من الخبز، فيما قلة قليلة ماتزال تعتمد على 'الرغيف الكبير'. وهذه الفئة ستكون مستثناة من قرار الرفع من خلال بطاقة ممغنطة تؤمن لهم الحصول على الخبز بالسعر الحالي.
إذا كان المواطنون والمحللون يدركون هذه الحقائق، فلماذا إذن يعارضون قرار رفع لن يمس قوتهم، ولا جيوبهم؟
لا أعتقد أن المعارضة هي للقرار بحد ذاته؛ فالجميع يعلم حجم الهدر في الطحين، مثلما يعرف أن غير الأردنيين هم المستفيدون من سياسات دعم الخبز.
المعارضة لهذا القرار، أو سواه من القرارات الحكومية، تعود في الأساس إلى حالة انعدام الثقة، بكل خطوة تخطوها الحكومة؛ أي حكومة. أحيانا يكون القرار الحكومي في شأن من الشؤون العامة، إيجابيا، ويخدم مصالح الناس مباشرة، لكن نادرا ما يحظى بتقدير رجل الشارع. فعندما لايجد المواطن ما ينتقده في القرار، يكتفي بتعليق محمّل بالشكوك والظنون؛ 'الله يعلم شو هدفهم من القرار'.
وبسبب طغيان مزاج سلبي في الأوساط العامة، وتاريخ طويل من عدم الثقة المتبادلة، وسوء إدارة لملف العلاقة مع الجمهور، لم تفلح أية حكومة في بناء رصيد حقيقي من المصداقية، تستند عليه لتمرير قراراتها، وتكسب من ورائه الدعم لسياساتها.
وثمة ظاهرة تخص حكوماتنا، ليس لها مثيل من حولنا. الحكومات الأردنية يتيمة بكل معنى الكلمة، لا بل وعلى نحو أكثر تحديدا، يمكن القول إن مجلس الوزراء هو الميتم. لايجد من يدافع عن قراراته وتوجهاته، في الحلقات الوسطى من مؤسسات الحكومة، ولا في وسائل الإعلام. الوزير 'يباطح' دفاعا عن قرار ما في وزارته، بينما الأمين العام ومن هم على مستواه في الوزارة، يلوذون بالصمت، هذا إن لم يحرّضوا ضده.
ولهذا يصبح الوزير وحيدا في المواجهة، وبالضرورة يتحول إلى عدو للشعب، خاصة عندما يتعلق الأمر بقرارات رفع الأسعار.
ورغم مرور نحو ربع قرن على التحول الديمقراطي في الأردن، فإننا مانزال، دولة ومؤسسات، مجتمعا مدنيا، غير قادرين على إدارة حوار موضوعي وجاد حول السياسات والقرارات التي تخص شؤون حياتنا.
فيما يخص التوجه لرفع الدعم عن الخبز مثلا، ورغم النقاش الممتد حوله منذ سنوات، إلا أننا لم نشهد في وسائل الإعلام، أو منصات الحوار الكثيرة في البلاد، حوارا هادئا وعميقا حول الموضوع. كل ما يحصل هو تراشق بالكلام والاتهامات. فما يصدر من الأحزاب السياسية على سبيل المثال، لا يتعدى أن يكون خطابا شعبويا، يصب جام غضبه على الحكومة، دون أن يقدم رؤية ناضجة أو بديلا ممكنا.
والحكومات ليست أحسن حالا، فهى ولعلمها المسبق بعدم وجود ثقة بسياساتها، لا تعود مكترثة بشرح موقفها بطريقة مفهومة، وخلاقة، وما تزال متمسكة بوسائل التواصل والإقناع التقليدية.
المشكلة ليست في قرار رفع الدعم عن الخبز، إنما في منسوب الثقة المنخفض؛ فهذا الأخير يحتاج لقرارات جريئة لرفع مستواه، أولا.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
17-05-2015 08:11 AM

اخي فهد للاسف الشديد و الاغرب ان الحكومة عند التفكير باي حل اقتصادي ذا مردود مالي يكون على حساب المواطن الاردني من كل النواحي ولا يوجد ضمن حسابتها ان هنالك تقريبا" 5 مليون غير اردني مستفيدين من كل الدعم هؤلاء لا تشملهم اي تفكير من الحكومة حتى اصبح اي مشروع للدولة هو تكفير للمواطن وليس تفكير في المواطن .

2) تعليق بواسطة :
17-05-2015 09:15 AM

يا عموه يقول النسور ان رفع الدعم عن الخبز سيوفر 90 مليون واقول ماذا تساوي ال 90 مليون ؟هل ستسد المديونيه ؟هل ستدفع فوائدها ؟ هل ستدعم الموازنه وتحسن وضع المواطن ؟ انا وانت والكل نعرف ان كل اجابات ما طرحت هو لا .الاردن يا حبيبي بئره مكسور وثقبه اسود فلو اتانا 10 اضعاف المبلغ الذي سيوفر من الخبز لن تصطلح الامور .اذا الموظف العادي يرحب وياخذ الرشوه فكيف بعد موجه جديده من الغلاء .الخبز ليس كماليات حتى يستطيع الانسان الاستغناء عنها .الحكومه ومن يدعمها تدفع الناس للثوره .

3) تعليق بواسطة :
17-05-2015 09:19 AM

طيب العامل الوافد رايح يرفع اجرته ازا ارتفع الخبز وترجع تنعكس عالمواطن

4) تعليق بواسطة :
17-05-2015 10:17 AM

اذا بعض المواطنين يستهلكون الخبز الصغير غير المدعوم لايعني انه مؤشر على غناهم وعدم حاجتهم للدعم ربما يكون لعدم جودة الخبز الكبير المدعوم ، ثم مسالة الدعم والبطاقة الممغنطة الشعب له تجارب مريرة مع نصب وأحتيال الحكومات ، قدم دعم المحروقات ثم اوقف رغم انه كان ليس على مقدار حجم الاسعار ثم اوقف الدعم بدعوى انخفاض اسعار النفط عالمياً ثم عاد للأرتفاع ولم تعيد الحكومة الدعم معتمدة على ذاكرة الناس المخروقة سريعة النسيان ؟؟؟

5) تعليق بواسطة :
17-05-2015 10:19 AM

والمشكلة انهم يقولوا في نيتهم رفع دعم الخبز عن الوافدين ، اذا الآن يومية العامل المصري لرفع كمية رمل او اسمنت او تسوية حديقة او المساعدة على رفع خزان ماء ولوطلع لساعة واحدة يوميته خمسة عشر دينار وكثير منهم لايخرج الا بعشرين او خمسة وعشرين دينار وعندما يقال هذها كثير يقولوا والنبي الحياه هنا عندكم في الاردن غالية اوي ويدوب توفي معنا فكم ستكون يومية العامل اذا رفع دعم الخبز عنهم ؟؟؟

6) تعليق بواسطة :
17-05-2015 11:35 AM

سعر سندويشة الفلافل و الشورما و الأكلات الشعبية كلها سوف يرتفع.. أسأل الكاتب هل عمروه أفطر يوما في الصباح الباكر في محل شعبي.. ثم إن حجة المستفيد الغير أردني غير مقبولة لأنه نحن نسعى إلى إحلال العمالة الأردنية فكيف سنحل هذة المشكلة في المستقبل إذا نجحنا في الإحلال.. الحكومة تجعل ذلك مستحيل

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012