أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


أوركسترا أمنية

بقلم : جمانة غنيمات
19-05-2015 02:06 AM
القرارات المفاجئة بقبول استقالة وزير الداخلية حسين المجالي، وإحالة مديري 'الأمن العام' و'الدرك' إلى التقاعد، تمثل خطوة تحمل أكثر من رسالة.
فماهية العلاقة بين قيادات المؤسسات الأمنية والوزارة المسؤولة عنها، تكتسب اليوم تحديداً أهمية خاصة، في ظل تركيز صانع القرار على ملفين أساسين يشغلانه أكثر من أي وقت مضى، باعتبارهما الأهم وطنياً، وهما الاقتصاد والأمن. والأخير لن يكون في وضع صحي مطمئن طالما أن الخلافات تستعر بين أطراف المسؤولية، حد القطيعة أحيانا، والتناقض في القرارات، بما فيها الميدانية، في أحيان أخرى.
إذ تتعاظم أهمية عنصر الأمن في ظل الحالة الإقليمية المتغيرة والمتفاعلة، كما الحرب الخارجية التي يخوضها الأردن على الإرهاب، مع ما يتبع كل ذلك من تحديات داخلية، ليست تسمح بأقل من وجود 'أوركسترا أمنية' متناسقة ومنسجمة إلى أقصى حد، حتى تكون بمثابة الجسد الواحد الذي تتناغم كل حواسه ضمن هدف حماية أمن البلد.
التغييرات الأخيرة لم تكن مفاجئة تماماً للمطلعين، بل جاءت بعد سلسلة من التقصيرات على صعيد إنفاذ القانون، خصوصا أن الشكوى من الحكومة تكررت فيما يتعلق بضبط المعتدين على خطوط المياه والكهرباء، وكذلك القبض على المطلوبين من أصحاب السجلات الإجرامية، وبالمحصلة وقف التطاول على مؤسسات الدولة عموماً، وآخر أمثلة ذلك ما حدث من اعتداءات على إدارات جامعتين، فيما كانت أحداث معان قبل أيام بمثابة الخط الأحمر الأخير الذي أدى تجاوزه إلى تسريع التغيير، بعد أن وصل الاختلاف بين المعنيين حد إيقاع الضرر العام، والتأثير سلباً بمستوى أداء المؤسسات القائمين عليها.
الرسالة الأهم تلقاها المجتمع الذي لمس سلبيات ضعف دور المؤسسات المعنية، أو مبالغتها في استخدام السلطة أحيانا، فكان أن جاء الترحيب كبيراً من معان التي هُدمت منازل فيها، وكذلك من الرمثا التي دفنت الشاب عبدالله الزعبي بعد ما حصل له في مركز التوقيف. فالمطلوب، شعبياً كما رسمياً، تطبيق القانون، من دون تراخ أو مبالغة في تطبيقه.
أما الرسالة الأخرى التي تُقرأ من تفاصيل القرار، وهي الموجهة بالذات للمجتمع، فتتمثل في أن لا أحد فوق القانون. فكل أصحاب الأسبقيات الذين يزعجون المجتمع ويربكون أحواله، عدا عن ترويعه، سيتم القبض عليهم حتماً، إن لم يسلّموا أنفسهم، أو يتم تسليمهم من قبل المجتمع للأجهزة الأمنية، ليلقوا العقوبة التي تنص عليها القوانين.
فالاعتداءات على الممتلكات العامة في معان، وآخرها احتجاز سيارة لجهة أمنية ورفع علم 'داعش' عليها، هو سلوك فيه استقواء واستعراض مناف للقانون ابتداء، كما استفزاز ومحاولة تكسير مقصودة لهيبة الدولة من جهة أخرى.
مسؤولية المجتمعات المحلية، ومثال ذلك معان اليوم، هي أن تبادر إلى تسليم المطلوبين للجهات المعنية، لتكريس فكرة الدولة، وضرورة احترامها. لاسيما أن بقاء الخارجين على القانون طلقاء بين الأبرياء، لا بد أن يوقع ضررا لا يحتمله المجتمع ككل.
الرسائل، إذن، بأكثر من اتجاه واحد. وهي واضحة وضوح الشمس للمسؤولين؛ للقيام بالمهام المطلوبة منهم من دون قصور أو مغالاة، وفق رؤية تنسيقية تعكس روح الفريق وليس التنافس والاختلاف.
المطلوب من الأجهزة الأمنية تطبيق القانون وفرض هيبة الدولة، وهو ما لم يتم بحسب ما هو مخطط ومعلن ومطلوب، في أكثر من مناسبة، فبقي التطاول على القانون من قبل البعض، ولم يرتقِ تعاون الأجهزة المعنية إلى المستوى الضروري لتمكين الحكومة من تنفيذ ما هو مطلوب لاستعادة هيبتها أولا.
بالنتيجة، القصور في العمل، تماماً كما التطاول على هيبة الدولة، خطآن ثمنهما كبير، سيدفعه كل من يقترب من هذين المحظورين.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
19-05-2015 02:28 PM

نعم ، العمل بروح الفريق الواحد يكاد ان يشبه عزف لحن او (اوركسترا) – كما تفضلت الكاتبة – فمهما تعددت واختلفت الاصوات والمعازف والادوات و(العازفين) ولكنها في نهاية الامر والمطاف يجب ان تتناغم وتتناسق فيما بينها لانها تعزف (لحن) واحد وموحدّ وهو لحن وسيمفونيّة (الوطن) ...
العمل بروح الفريق علامة رقُيّ وتطوروحداثة ودلالة للفهم العميق ومؤشر على الإدارة الناجحة ...

2) تعليق بواسطة :
19-05-2015 02:28 PM

رُفعت ليلة القدر عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حين قدم عليه جبريل ليُعلِمه اي ليلة هي من شهر رمضان بسبب (نزاع) وشقاق وتلاسن بين اثنين من الصحابة رضوان الله عليهم ، لا لشيء ، وإنما ليكون درس وعبرة تبقى على طول الحياة تقول ان اجتماع القلوب والسكينة والتعاون والاحترام المتبادل فيما ابناء المجتمع والمحيط الواحد هي من اسباب وسمات النجاح والخلاص والقوة ...

3) تعليق بواسطة :
19-05-2015 03:28 PM

هذه الكاتبة تطلب من أهل معان أن يبادروا هم بتسليم المطلوبين ,فهل تطلب من أهل عمان مثلا أن يبادروا هم إلى تسليم المطلوبين ؟!
لم أرى مقالا لهذه المرأة إلا وتتحامل فيه على أهل الجنوب وترتكز فيه أحكامها على الرموت كنترول!وحتى وزير التربية الحالي صاحب الجهد المشكور لم يسلم من غمزها!

انظروا مقالاتها على مدى أربع سنوات وستجدونها تجور على هذه المناطق (الجنوب) التي لم يسبق لها أن زارتها حتى لو زيارة بينما تقف خرساء تجاه أحداث مشابهة في مناطق أخرى من المملكة.
للأسف ترأس تحرير صحيفة؟

4) تعليق بواسطة :
19-05-2015 06:09 PM

نعتذر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012