أضف إلى المفضلة
الأحد , 28 نيسان/أبريل 2024
الأحد , 28 نيسان/أبريل 2024


"داعش" يربح الحرب

بقلم : فهد الخيطان
23-05-2015 03:15 AM
لن يخفف كلام الرئيس الأميركي باراك أوباما، عن 'الانتكاسة التكتيكية' في الرمادي، من مرارة الحقيقة؛ تنظيم 'داعش' الإرهابي يكسب الحرب ولا يخسرها. ليس في العراق فحسب، وإنما في سورية أيضا.
والحقائق على الأرض تفيد بعكس ما يقول أوباما. 'داعش' هو الطرف الذي يتعرض لانتكاسات تكتيكية في بعض المناطق، لكنه لا يخسر الحرب، بل يربحها. التنظيم ما يزال قادرا على الاحتفاظ بالمناطق التي يريد أن يحتفظ بها، والتمدد إلى مناطق جديدة، بما يخدم استراتيجيته المرسومة.
في العراق، تمكن 'داعش' من إحكام سيطرته على الحزام السُنّي تقريبا، في وسط وغرب البلاد. وفي معركة الرمادي، أدرك قادة التنظيم أنه وفي ضوء موقف الحكومة العراقية المتردد حيال تسليح أبناء العشائر السُنّية، فإن الطريق مفتوحة أمامه للسيطرة على ما تبقى من مناطق، من دون مقاومة تذكر.
كلفة استعادة الرمادي، ومدن أخرى كثيرة في محافظة الأنبار، ستكون باهظة على العراق. وذلك يعني تأجيل خطط اقتحام الموصل هذا الصيف. وإذا ما استمر موقف الحكومة العراقية على حاله من تسليح أبناء العشائر، فإن فرص الانتصار على 'داعش' في مناطق شاسعة كالأنبار، تبدو ضئيلة جدا.
في سورية، لا يمكن للرئيس الأميركي أن يتجرأ على وصف سقوط مدينة تدمر الأثرية بيد 'داعش'، بأنها انتكاسة تكتيكية. إنها كارثة كبرى، تهدد كنزا عالميا بالدمار على يد تنظيم وحشي، لم يوفر التراث الإنساني في كل منطقة حل فيها.
وبسقوط تدمر في يد التنظيم، أصبح 'داعش' يسيطر على نصف مساحة سورية حاليا. ولا يحول دون تمدده لمناطق أخرى سوى حسابات ميدانية خاصة بالتنظيم، ليس من بينها القلق من ضربات التحالف، أو الخشية من مواجهة قوات النظام السوري والفصائل المسلحة الأخرى.
لقد أصبح تنظيم 'داعش' قادرا على التحرك والسيطرة في 9 محافظات سورية. وهو قريب من الفوز في معركة حلب الاستراتيجية. وقريبا من الحدود الأردنية-السورية، تشير التقارير إلى حضور متنام للتنظيم، ينذر بقرب اجتياح محافظة درعا الحدودية.
إن الاستراتيجية المتبعة من التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، لاحتواء 'داعش' والقضاء عليه، تسجل فشلا ذريعا على كل الجبهات؛ فهي تفتقر للقدرة على الاستجابة السريعة للتطورات الميدانية. إذ بالرغم من وجود حلفاء على الأرض في العراق، خلافا للحال في سورية، إلا أن قوات التحالف لم تتمكن من إنقاذ مدينة الرمادي، رغم التحذيرات المتكررة بقرب سقوطها. وما يزال القادة العسكريون في البنتاغون مصممون على نفس المقاربة التقليدية؛ حيث يحصل التدخل بعد وقوع الكارثة وليس قبلها.
الحاجة تبدو ماسة اليوم لمراجعة الاستراتيجية برمتها؛ ليس لفشلها في احتواء 'داعش' فقط، بل لأن استمرار الوضع الحالي ينذر بكوارث إنسانية. حياة الآلاف من الأشخاص تحت حكم 'داعش' في خطر محدق، وعشرات الآلاف مضطرون للنزوح عن ديارهم.
التدخل الاستباقي كفيل بحماية هؤلاء من الأخطار. وفي مدينة أثرية مثل تدمر، فإن أي عمل عسكري لإخراجهم بالقوة، يعني أن المواقع الأثرية ستكون مهددة بالقصف، كما قال مدير المتاحف والآثار في سورية مأمون عبد الكريم لوكالات الأنباء.
لقد كان بالإمكان تجنيب تدمر وتراثها العظيم هذه المخاطر. لكن المجتمع الدولي وقف متفرجا على 'داعش' وهو يجتاح 'لؤلؤة الصحراء'.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-05-2015 11:48 AM

كلام سليم .الحلفاء لا يقاتلون وداعش استولى على نصف العراق واكثر من نص سوريا وما هي الا ايام ويجتاح درعا وحينها سيكون هدفه التالي الاردن .المفرق وقراها شرقا واربد وقراها غربا .سيعمل داعش على تثبيت جزء هام من جيشنا على الحدود الشرقيه (العراق )في حين سيكون هجومه الرئيس شمال الاردن .على حكومتنا المسارعه والاستعداد والتنسيق حتى مع الجيش السوري .جيوش العراق وسوريا توشك على الانهيار وعليه وجب الاستعداد لمعركتنا .استفيدوا من امكاناتن المحليه ولا تعتمدوا على احد .

2) تعليق بواسطة :
23-05-2015 12:20 PM

الدول العربية المجاورة سوريا والعراق اصبحت تقترب من مفهوم الدول الفاشلة ،وليس مهما كثيرا لها خسارة مدينة او محافظة ،فالامر بالنسبة لها عادي جدا ،وضمن اليوميات المألوفة
ولكن بالنسبة لنا في الاردن ،الامر حساس ومختلف كثيرا ،ولايمكننا تصور اقتراب داعش من حدودنا ، وتهديدها للدولة ،فما العمل ؟؟
اعتقد ان التنسيق بين الجيش الاردني والسوري ،سيكون ايجابيا ومفيدا للطرفين ىويمكن ان يحقق نتائج سريعة على الارض ،وهذا اذا كانت هناك نية حقيقية لهزيمة داعش ، وليس كوسيلة لخلق ظروف مواتية لاعادة تقسيم المنطقة.

3) تعليق بواسطة :
23-05-2015 08:19 PM

داعش منا وفينا وحقها علينا , داعش تقاتل وسلاحها عقيدة صادقة وليست كالجيوش العربية السنية التي تجفل من صفير الصافر
انشر هذه المقولة ايها المحررالجبان ان كنت تؤمن بحرية الكلمة .

4) تعليق بواسطة :
23-05-2015 08:57 PM

سؤال برسم الاجابه ... من اين يحصل داعش على الاسلحة والعتاد لمواصلة الحرب والانتصار

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012