أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 08 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الأربعاء , 08 أيار/مايو 2024


محاكمة الرئيس مرسي

بقلم : د. رحيّل غرايبة
24-05-2015 11:54 PM
محاكمة الرئيس المصري المنتخب «محمد مرسي» أمر مشين على المستوى القيمي الإنساني وغير مقبول على مستوى العقل ولا المنطق الآدمي المجرد، وخارج عن أعراف البشر كل البشر مهما اختلفت أديانهم وأفكارهم وفلسفاتهم، وينبغي أن يكون محلاً للاستهجان والاستنكار الشديدين، من كل شعوب العالم بلا استثناء.
زعماء العالم كلهم، وخاصة العرب والمسلمين منهم، يتوجب عليهم بذل جهودهم في وقف هذه المهزلة التي تسيء إلى مصر وتسيء إلى الشعوب العربية والإسلامية، وتسيء إلى الضمير الإنساني ، بغض النظر عن الاختلاف أو الاتفاق مع الرجل، وبغض النظر عن كل ما قيل ويقال بشأن فكره ومنهجيته في إدارة الدولة وسياسة شعبها، ودون النظر إلى سلبياته وإيجابياته وجملة اخطائه ، وبغض النظر كذلك عن موقع الرئيس الجديد والطريقة التي أتى بها، ودون مناقشة لشرعيتها أوعدم شرعيتها، ودون الالتفات إلى مستوى العلاقة السياسية ومقدار الصداقة مع النظام الجديد؛ فهذا كله ليس موضع النقاش والحوار في هذه المقالة.
رئيس جاء إلى كرسي الحكم عبر انتخابات حرة نزيهة، وأصبح رئيساً للدولة بإرادة شعب مصر التي قررتها صناديق الاقتراع، تحت إشراف كل اللجان التي تمثل أطراف الشعب المصري، وتحت رقابة العالم وبصره، ومارس الحكم والسلطة بتفويض دستوري شرعي كامل غير منقوص، و كل ذلك ليس محلاً للطعن ولا مجرد الشبهة، وهذا هو الأمر الجوهري في موضوع الحوار المطلوب، وهو ما يتعلق بمبدأ المحاكمة ابتداءً، وما يجري في حقه من سجن خلف القضبان طوال هذه المدة.
المعني بنقد هذه الحالة على وجه التحديد و ما يجري بحق الرئيس مرسي بالدرجة الأولى هم الأحزاب والقوى اليسارية والقومية والعلمانية، قبل الأحزاب والقوى والحركات الإسلاميّة، لأن موضوع المحاكمة أمر يمس المنطق الإنساني، والعدالة المجردة، ويمس القواعد والمبادىء العامة التي تقع في مساحة التوافق والإجماع الذي لا يجوز أن تكون محلاً للتناقض والاختلاف.
الرئيس الشرعي المنتخب عندما يتخابر مع أي جهة، ويتواصل مع أي طرف خارجي أو دولي، لا يشكل مخالفة ولا يقترب من معنى المخالفة، حتى لو كانت الجهة الخارجية في خانة العداء، فضلاً عن كونها جهة صديقة أو محايدة، ولذلك فإن ما يجري بحق الرئيس يجب أن يصنف على خانة المساس بعالم القيم الإنسانية؛ بعيداً عن منطق التقويم لأداء الرئيس وإنجازاته، لإن إعلان الصوت باستنكار ذلك لا يمثل تدخلاً في الشؤون الخاصة للدولة المصرية بأي حال من الأحوال، لا سيما وأن حقوق الإنسان أصبحت مضموناً أصيلاً من مضامين القانون الدولي العام، ولم تعد أمراً سيادياً لأي دولة من الدول.
ولذلك ينتظر أن يكون هناك مبادرات من زعماء عرب ومسلمين، ومن رؤساء دول على مستوى العالم كله، بالإضافة إلى المؤسسات الدولية ولجان حقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني في كل دول العالم أن تهب لمنع الاعتداء على منظومة القيم الإنسانية، ومنع انتهاك القواعد العامة لحقوق الإنسان في الكرة الأرضية بشكل علمي موضوعي مجرد، وليس المطلوب منهم الدفاع عن الديمقراطية وإرادة الشعوب المستضعفة! فهذا أمر آخر يتعلق بمستوى متقدم من الحرية التي ما زال خاضعا للمنطق السياسي المصلحي الانتهازي؛ لم ترتق إليه الدول المتقدمة ولا غير المتقدمة !!
الدفاع عن المبادىء ينبغي أن لا يكون مقروناً بالأشخاص، والتمسك بالقيم يجب أن لا يضعفه الاختلاف الفكري والتباين السياسي والانتماء الديني والمذهبي، وصدق الله القائل في كتابه: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا)،فهذا خطاب إنساني عام لا يقتصر على المسلمين والمؤمنين بالله.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-05-2015 03:39 AM

١- الإخوان جماعة إرهابية بإمتياز. سوريا و مصر وليبيا أمثلة حاضرة.
٢- الإخوان يكذبون على الله بإدعائهم أن سياساتهم الإقتصادية و السياسية و غيرها ممهورة "بالحلال" وأنها من القرآن، وأن غيرها "حرام" و كفر.
٣- لا توجد لا في القرآن ولا في السنة سياسات إقتصادية أو سياسية أو غيرها، لطبيعة السياسات المُتغيرة، ومن يدّعي غير ذالك، مثل الإخوان، فهو كاذب.
٤- الإخوان جماعة تخلف و تفتيت بإمتياز. يتكلمون عن خلافة، و زكاة، و جزية، وأهل ذمة، وقطع أيادي وصلب، و"إسلام سني إخواني"!! مفهوم الوطنية غير موجود بتاتاً.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012