أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
العدوان: 31 تموز الموعد المتوقع لفتح باب الترشح للانتخابات النيابية الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أي إصابات بالملاريا وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب
بحث
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


كتابة التاريخ بالنكاية

بقلم : د.باسم الطويسي
30-05-2015 12:38 AM
شهد الأسبوع الماضي الكشف عن انضمام قائد أمني رفيع المستوى من طاجكستان، إلى تنظيم 'داعش'، هو الكولونيل غول مراد حليموف، قائد القوات الخاصة في الشرطة الطاجيكية، التي كانت تنفذ عمليات ضد مجرمين ومتشددين إسلاميين.
هذ القائد الذي تلقى تدريبا متقدما في الولايات المتحدة، اختفى أواخر نيسان (أبريل) الماضي، ليظهر نهاية الأسبوع الماضي في شريط فيديو يعلن فيه انضمامه للتنظيم. والأمر الذي فهمه خبراء من الشريط، ومن خلفية الانشقاق، أن القائد الطاجيكي قد هرب نكاية بالنظام الأمني في بلاده، نتيجة حجم التعسف والتشدد الذي تواجه به التيارات الدينية.
قراءة الخطابات التفسيرية لحالات الانشقاق والانضمام للتيارات والتنظيمات الدينية المتطرفة، أو تفسير التدفق الغامض والمستمر لآلاف المقاتلين لتنظيم 'داعش'، أو تفسير إعلانات البيعة لهذا الأخير من قبل تنظيمات دينية مسلحة في أكثر من بلد عربي يشهد اضطرابات؛ تفسير جميع تلك الخطابات، لا يتجاوز فكرة النكاية والسلوك الانتقامي من النظم السياسية والأمنية القائمة.
ينسحب على هذه المسطرة مراجعة السير الذاتية للعشرات من قادة التنظيمات الدينية المتشددة الذين نجدهم عمليا قد تخلوا عن قضيتهم في أوطانهم، وذهبوا إلى سورية أو العراق أو أفغانستان تحت ذريعة كونية المعركة التي يخوضونها، فيما كانت بدايات تشددهم وسلوكهم مسلك الذبح والنحر، نكاية وانتقاما، يبدأ من النظم السياسية والأمنية، ثم يتحول إلى انتقام ونكاية من المجتمع. وتستقيم هذه المسطرة على مئات الشباب المسلم القادمين من المجتمعات الغربية، والذين يشكلون اليوم المخزن الذي يزود هذه التنظيمات بمقاتلين جدد، وبخبرات متنوعة، كما هي الحال في تفسير قصة ما يسمى الحاضنات الاجتماعية في كل من العراق وسورية، التي تعايشت مع هذه التنظيمات وزودتها بأسباب الاستمرار والبقاء. ألم يكن الأمر في بداياته نكاية وانتقاما من نظام نوري المالكي وطائفيته في العراق؟ وفي سيناء، ألم تكن بيعة 'داعش' البدوية نكاية وانتقاما من التجاهل والتهميش، إلى جانب فراغ أمني وفساد؟
تحتاج ظاهرة النكاية والانتقام إلى المزيد من المراجعات، للكشف بالفعل عن حجم مساهمتها في خلق ظاهرة التدين القتالية المفصولة تماما عن السياق المعرفي والديني للإسلام، وهل بالفعل يصل الأفراد والجماعات إلى اللحظة التي يبحثون فيها عن مشجب يعلقون عليه عذاباتهم، نتيجة للاستبداد والفساد؟ تبحث ردود الأفعال عن القوة والرمز معا، وهما لا يتوفران في هذه المجتمعات إلا في التنظيمات الدينية.
يروي الزعيم الكوبي فيدل كاسترو أنه كان في شبابه المبكر كاثوليكيا مؤمنا. لكن ما دفعه إلى الشيوعية والتطرف في محاربة الغرب، هو التطرف الذي مارسته الولايات المتحدة ضد كوبا.
سيُقرأ 'داعش' في يوم ما على أنه أكبر ظاهرة شاذة في التاريخ المعاصر، خدمها أعداؤها؛ ليس فقط بالجيوش الهشة التي تركت سلاحها في أرض المعارك من دون أي قتال، بل وبالتطرف الآخر الذي تمارسه النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية؛ أي الاستبداد والفساد ولا غيرهما.
(الغد)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012