أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


يريدون أن «يزرعوا» الألغام في طريق الإصلاح

12-03-2011 12:09 AM
كل الاردن -

حسين الرواشدة

فيما ترتفع أصوات المطالبين 'بالاصلاح' ، وتزداد سخونة 'المناخات' التي تدفع باتجاه تحريك 'قطاره' المتوقف منذ سنوات ، نتابع على الطرف الآخر الذي يتخوف من أي تحوّل نحو الديمقراطية حراكات مضادة ، تستهدف اجهاض عملية الاصلاح أو إعاقتها وتشويهها ، أو تحويلها الى 'مسارات' شكلية لا تغير من المشهد العام ولا تتغلغل في أعماق 'المشكلة' السياسية التي نبحث عن حلول حقيقية لها.

لا يمكن لهؤلاء بالطبع ان يشهروا 'عداءهم' للاصلاح أو ان يعلنوا عن مواقفهم الحقيقية تجاهه ، ولكنهم يتحركون بدهاء أحياناً وبشكل مكشوف ومستفز أحيانا اخرى لزرع ما يلزم من 'ألغام' في طريقه ، وصولاً الى 'اختزاله' في دوائر تخدم مصالحهم ، أو تخويف الناس من نتائجه وأثمانه الباهظة.

لم يكن صدفة أبداً ان تتزامن مواعيد الانطلاق نحو الاصلاح والتغيير مع مواعيد 'حراك' هؤلاء نحو التشكيك فيه واعاقته ، أو اشغال الجمهور بقضايا فرعية اخرى تستهلك طاقاتهم وتحولهم عن عناوين الاصلاح السياسي المطلوب الى عناوين 'المطالب' الخاصة ، او الاختلافات المتضادة على ما يجمعون عليه أصلا.

بوسعنا ان نرصد الكثير من هذه الرسائل المغشوشة التي انطلقت منذ ان هبت 'رياح' الاصلاح على منطقتنا وعلى بلدنا ايضاً ، خذ مثلاً محاولات 'البلطجة' التي شهدناها في 'مسيرات' الجمعة ، والتي ما تزال التحقيقات فيها مؤجلة الى اشعار آخر ، وخذ - ايضا - البلطجة الاخرى التي مارسها أحد 'النواب' حين وصف المشاركين في المسيرات بأسوأ الاوصاف والنعوت ، وخذ - ثالثا - الفزاعات المختلفة التي أصبح البعض يرددها لتخويفنا من نتائج الاصلاح ، تارة باسم 'الحرب الاهلية' وتارة باسم 'الوطن البديل' ، وخذ - رابعا - المحاولات التي تجري لزج مؤسسات عليا يحترمها الاردنيون كلهم في السجالات التي تدور ، والمحاولات الاخرى التي تعبث بأمننا الوطني وتريد 'احراج' عناصره واشغالها بما لا يفيد.

لا تتوقف 'الحراكات' المضادة للاصلاح عند هذه الرسائل والمحاولات ، وانما ثمة ما يشير الى 'ممارسات' تحدث في بعض مؤسساتنا التي تطالها دعوات 'التغيير' ، وهي 'ممارسات' تتنافى مع ارادة الاصلاح التي انطلقت ، وثمة 'معارك' صامتة يقودها 'المتضررون' من الاصلاح ويجندون فيها نفوذهم السياسي والمالي ضد 'دعاة' الاصلاح ، وضد المؤمنين به من الرسميين وغير الرسميين ، وثمة 'أيد' خفية تحرك بعض 'الملفات' لإحراج هؤلاء ودفعهم الى العودة للوراء ، أو حتى التمهل في نبش اخطاء الماضي ومحاسبة المسؤولين عنها.

باختصار ، أرجو ان لا نتوقع بأن 'الطريق' نحو الاصلاح معبَّد وخالْ من 'المطبات' وربما الالغام ، وأرجو ان لا نعتقد بأن أصوات دعاة الاصلاح 'اقوى' بكثير من 'أفعال' المتضررين منه ، وهذا - بالطبع - لا يجعلنا نستسلم لهؤلاء الذين لا يريدون الاصلاح أو يخيفنا من محاولاتهم ورسائلهم ومطالبنا ، على العكس من ذلك ، هذا يفترض ان يدفعنا لمزيد من الاصرار على مواقفنا ومطالبنا ، على ضرورة الانتباه والحذر من 'ألغامهم' ، وعلى الوقوف في صف ارادة الاصلاح التي انطلقت من الاعلى والاسفل معاً ، ومن الصعب أن تعود الى الوراء.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
12-03-2011 02:59 PM

المقال رائع لكن شعبنا بحب الجعجعة ولا يريد أن يقرأ أو يسمع إلا صدى صوت جهله

2) تعليق بواسطة :
12-03-2011 05:20 PM

علينا أخي الكاتب الانتباه ان الاصلاح حف بالمكاره وان الفساد حف بالشهوات وعلينا ان نبتعد عن كلمة الفساد ومكافحة الفساد بل ويجب أن نسمي الاشياء بمسمياتها بمعنى أن نتحدث عن الفاسدين والمفسدين بصراحة لأن الوقت لا ينتظر

3) تعليق بواسطة :
12-03-2011 05:30 PM

تكتب بلغة الاعلام النزيه الحر فليت الشعب كاملا يعي ما تكتب -كل الشكر لك ولابداعك في ستون دقيقة فقد وضعت يدك على مفصل حساس وهو الاعلام الحر ومدى انعكاسه على بناء الدولة المدنية بعيدا عن الماديات

4) تعليق بواسطة :
12-03-2011 05:39 PM

كل الشكر لابداعك المستمر فبلد كهذا يجب أن يفخر بك

5) تعليق بواسطة :
12-03-2011 07:45 PM

كان طرحك في ستون دقيقه رائعاً باتجاة الأعلام الحر النزيه

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012