أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


كلمة السر: "حقوق مكتسبة"!

بقلم : د.محمد ابو رمان
04-06-2015 01:10 AM
على غرار ما حدث من تنمّر على الدولة وتطاول على القانون والحق العام، خلال الأعوام الماضية، في مجالات متعددة، فإنّ وزارة الزراعة أحصت قرابة 12 ألف اعتداء على الأراضي الحرجية غير المزروعة؛ عبر الاستملاك ووضع اليد وإقامة المنشآت عليها، كما كشفت وثائق نشرتها 'الغد' الشهر الماضي.
3 آلاف اعتداء خلال الأعوام الخمسة الأخيرة فقط؛ منذ العام 2010. وهي حالة ناجمة عن تراخي الدولة ومؤسساتها في تطبيق القوانين وفرضه على الجميع؛ كما حصل في الفترة نفسها بشأن امتحانات الثانوية العامة 'التوجيهي'، وبشأن المياه الجوفية وسرقة المياه، حتى رأينا شجاعة من وزيري التربية والتعليم د. محمد الذنبيات، والمياه والري د. حازم الناصر، في مواجهة تلك الانحرافات الكبيرة، والاشتباك مع المافيات التي تقف وراءها.
الأمر نفسه يظهر في وزارة الزراعة اليوم، كما يبدو من تصريحات سابقة للوزير د. عاكف الزعبي، الذي يجد أمامه ملفين مرعبين ومقلقين. الأول، متعلق بتلك الانتهاكات والتجاوزات الكبيرة. والثاني، خاص بالمافيات التي تشكلت في الوزارة، عبر استثمار البعض وظائفهم ومهماتهم بصورة غير مشروعة.
المهمة ليست سهلة، بل هي صعبة ومعقدة؛ فهناك اليوم تراكمات ومصالح عقدت على وقع هذه الانتهاكات للأراضي الحرجية. والدخول في معركة مع جميع المخالفين مرّة واحدة، أشبه بفتح جبهات داخلية بين الأمن والشرطة من جهة والمعتدين المتمسكين بتلك الأراضي على قاعدة باطلة اسمها 'الحقوق المكتسبة'، من جهة أخرى.
المعضلة الحقيقية التي تواجه تطبيق القانون في هذه الحالات، تتمثّل في التشريعات والقضاء. فعقوبة الاعتداء على الأراضي الحرجية في قانون العقوبات لا تتجاوز غرامة سخيفة يدفعها المعتدي، بينما يُلزم قانون الزراعة الحاكم الإداري بإزالة الاعتداء فوراً على تلك الأراضي. وتبدو المفارقة أنّ أغلب القضاة يطبقون قانون العقوبات بدلاً من قانون الزراعة، ما يعني 'شرعنة' غير مباشرة لتلك الانتهاكات.
مثلما نتحدث عن تطبيق القانون وهيبة الدولة ورفض منطق الاستقواء والتنمّر على النظام العام والمال العام ومؤسسات الدولة في المجالات المختلفة، فإن الأمر نفسه مطلوب عند الحديث عن هذا الملف المهم والكبير. والمطلوب أن تقف مؤسسات الدولة وراء تطبيق القانون مع الوزير الحالي، كي نجد ترجمة حقيقية لذلك في الأراضي، كما كانت الحال في التربية والتعليم والمياه سابقاً. وهي معركة ليست مهمة ووطنية وضرورية فحسب، بل هي بمثابة خطوة أساسية وشرط جوهري لإنقاذ المجتمع والدولة من انتشار قيم وثقافة الخروج على القانون، عبر استشعار المواطنين بأنّ هناك استرخاء من قبل الدولة ومؤسساتها، بل محاباة وتغاضيا عن انتهاك القانون والنظام العام والتنمّر عليهما!
والسياسات نفسها؛ أي استعادة القانون، من المفترض أن تطبق بصرامة وقوة في موضوع سرقة الكهرباء، وهي الظاهرة التي ما تزال الدولة تتغاضى عنها في مناطق معينة ومعروفة للجميع. بل هناك محاولة لتشريع هذه الظاهرة عبر إعطائها مصطلحات غير صحية، كما يعرف المراقبون، مثل خط كذا وكذا، وما هي إلاّ سرقة علنية في وضح النهار، على سمع وبصر الدولة والجميع.
من الطريف أنّ هناك مسؤولين مرعوبين، وسياسيين انتهازيين، ووجهاء متواطئين، أصبحوا يعطون هذه الانتهاكات عنواناً شرعياً في كل مجال، هو 'الحقوق المكتسبة'! وهذا المصطلح ما هو إلاّ 'اسم حركي' لانتهاك القانون وضرب قيمتي العدالة والمواطنة في جذورهما! فربط الجامعات بالجهوية في التعيين والمواقع العليا حقوق مكتسبة! والصوت الواحد، والبسطات غير القانونية، وسرقة الكهرباء والأراضي والمياه والكوتات الجامعية، كل هذه التجاوزات والاختلالات تمرّ عبر كلمة السرّ: حقوق مكتسبة!
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
04-06-2015 09:29 AM

كل من استولى على شيء دون حق.. هو تزوير ونهاب واجب الإلغاء
كل من وملكة اراضي الدوله تزوير..
كل من حصلو على تجنيس وهم أكثر من3 مليون.. تزوير

2) تعليق بواسطة :
04-06-2015 01:54 PM

موضوع الحقوق المكتسبة اصبح (ثقافة) منتشرة ومبرر للكثير من السلوكيات الخاطئة و(دليل) كبير على ضعف الدولة في بسط هبيتها وتطبيق القانون على الجميع ...
ما اشار له الكاتب – الفاضل – في المقال في موضوع (تطبيق) العقوبة او قانون العقوبات وترك الجانب الآخر من الموضوع وهو تطبيق (الشق) الآخر من القانون وهو قانون (الاختصاص) الذي يخص كل وزارة او مؤسسة بعينها ، وهذا موضوع في غاية الاهميّة ويغفل او (يتغافل) عن الانتباه اليه كثير من المسؤولين في الاردن ...
في تطبيق قانون الزراعة والاعتداء على اراض الدولة لا يكفي فقط وضع الغرامات او احكام الحبس لاسابيع لانهاء الموضوع وطي صفحة الملف ، ينبغي (ازالة) الاعتداء ..

3) تعليق بواسطة :
04-06-2015 01:54 PM

تصديقا لهذا الامر قال لي احد الاصدقاء ان يفضل في حالة مواضيع (البناء) والاعتداء على الارصفة معاقبته بدفع (غرامة) مالية تعتبر في نهاية الامر شبه حالة (ترخيص) لذلك الاعتداء على حجم السكن بالنسبة للارض او في حالة الاعتداء على الرصيف ...
المشكلة كما تفضل الكاتب اصبحت تشبة مواضيع (وضع اليد) او حقوق مكتسبة – كما سمّاها الكاتب – وانا اريد ان اسميّها (ترحيل) ازمات ورخاوة في تطبيق القانون وغياب (مرجعيّة) التنسيق فيما بين العقوبات والاختصاص في الامور ، لا ينبغي ان تختلط الامور وتضيع فيما بين العقوبة والإجراء المباشر او التطبيق للمخالفة وزالتها وإصلاحها على ارض الواقع ...

4) تعليق بواسطة :
05-06-2015 12:49 AM

مع التأييد لتعليق 3 الفاضل هذا الموضوع بموجب نظام الابنيةوالتنظيم لمدينة عمان وكما هو الحال بنظام الابنية والتنظيم داخل البلديات خارج عمان هذه النصوص التي تجيز تقاضي مخالفات مادية عن الاعتداءات على الارصفة وحتى على حرم الشوارع وبقاء المخالفات قائمة وكأن الغاية هي جباية الاموال وليس ازالة المخالفات مع ان الاصل في النظام والقانون هو ازالة المخالفات والاعتداءات ودفع الغرامة هو الاستثناء في حالات مبررة، وعودة الى مقال الدكتور ابو رمان ، وهناك الكثيرين الذين أمتدت اياديهم الى اراضي سلطة وادي الاردن في الاغوار بتراب الفلوس واليوم اصبحت وحدات زراعية بعشرات ومئات الآلآف بالنفوذ الوظيفي ؟؟؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012