أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


اعتراف الوزير!

بقلم : د.محمد ابو رمان
05-06-2015 12:41 AM
على خلاف أغلب المسؤولين وكثير من الوزراء، اعترف وزير التربية والتعليم د. محمد ذنيبات، بفتح مغلفات الأسئلة من قبل بعض المدارس قبل موعد الامتحان الذي أعدّته وزارة التربية والتعليم، لطلبة الصفين التاسع والسادس، في ثلاثة مباحث رئيسة، لقياس مستوى تحصيل الطلبة، وربما كمعيار أكبر لمسار التعليم العام في البلاد، وهو الامتحان الذي شمل قرابة 6 آلاف مدرسة حكومية وخاصة.
الوزير أشار، في نقاشي معي، إلى ملحوظة مهمة، وهي أنّ المسؤولية كانت منوطة بالمدرسة نفسها وبالمعلمين والإدارة، فلم ترسل الوزارة أي مراقبين أو مشرفين، فضلاً عن أنّ الإجراءات كذلك المرتبطة بالتعامل مع إجابات الامتحان، عُهد بها إلى المدارس. فالوزارة لم تقم سوى بتقديم أسئلة موحدة لهذه المناهج، لتترك للمدارس التعامل معها في تقييم مستوى طلبتها، علماً أنّ الهدف من الامتحان تجريبي واستكشافي، لقياس جوانب القصور والخلل في العملية التعليمية، وليس شبيهاً بامتحان الثانوية العامة 'التوجيهي'.
والهدف، وفقاً للوزير، أبعد من قياس مستوى الطلبة في بعض المواد، إلى قياس مستوى إدارات المدارس والمعلّمين وكفاءتهم، ومدى تحملهم للمسؤولية القانونية والأخلاقية والتربوية في القيام بعملهم وحفاظهم على الأمانة.
في تقرير 'الغد' أمس عن الموضوع نفسه؛ أحال معلمون تحميل الوزارة مسؤولية القيام بإجراءات الامتحان للمدارس إلى ضعف موازنة التربية والتعليم، وتكاليف إدارة مثل هذا الامتحان. وهو الأمر الذي نفاه لي الوزير، إذ أكّد أنّ الامتحان بمثابة 'دراسة حالة' للإدارات والمعلمين والطلبة، ولقيم تربوية وتعليمية. فهو امتحان قيم وثقافة سلوكية، قبل أن يكون فرصة للمدارس والمعلمين والوزارة لاختبار مستوى الطلبة التعليمي والعلمي.
للأسف، المعلومات التي وصلت إلى الوزارة تؤكد أنّه في الوقت الذي التزمت فيه بعض المدارس بالإجراءات المطلوبة وبنزاهة الامتحان، وبتقييم مستوى طلبتها؛ فإنّ مدارس أخرى لم تكن على مستوى المسؤولية، ففُتحت مغلفات الأسئلة قبل موعد الامتحان. وفي بعض المدارس، تمت كتابة الإجابات على الألواح التعليمية أمام الطلبة. وهو ما يعطي مؤشرات مهمة على نواحٍ من الخلل والمشكلة، طاولت المدارس الخاصة والحكومية على السواء. وهذه الاختلالات يمكن تعريفها بما هو أخطر من الأزمة التعليمية، وهي أزمة الأخلاق والقيم، والمسؤولية التربوية والأدبية!
كنت في مقال سابق قد أشرت إلى تجربة مشاهدتي في مدارس المشرق الدولية لامتحان الـIB. وقلت إنّ أكثر ما أعجبني وأدهشني في هذا الامتحان الدولي المعتمد على مستوى عالمي، أنّ الاسئلة تكون في حوزة المدرسة منذ أشهر طويلة (وليس قبل يوم أو يومين فقط)، في خزانة مغلقة، وأنّها لا تفتح إلاّ وقت الامتحان، في التزام ببروتوكول وقيم معينة في التعامل مع إجراءاته. لكن العملية من ألفها إلى يائها تتم في حرم المدرسة، وبإشراف المعلمين أنفسهم، بينما يكون التصحيح دولياً في الخارج.
فلا يوجد درك ولا شرطة، ولا رقابة خارجية مشددة، بل هي رقابة داخلية وذاتية، وامتحانات تمر بهدوء وبمستوى مريح من التعامل في داخل الغرفة الصفية نفسها، ولا نجد أي تشكيك في نزاهة هذه الامتحانات، ولا في الأجواء التي جرت فيها، كما ليس هناك حديث عن تسريب أسئلة، ولا أهالي يبدأون حالة طوارئ وقلق قبل مواعيد الامتحان بفترة طويلة، ولا شيء معقدا. ومع ذلك، فهذا الامتحان معترف به دولياً، وعلى مستوى عالٍ من الأهمية والمستوى المعرفي.
أليس هؤلاء طلبتنا وأولئك طلبتنا أيضاً؟ وهذه وتلك مدارس موجودة في الأردن؟ والمعلمون من الطينة الاجتماعية والأخلاقية نفسها؟ فلماذا نرى أزمة أخلاقية سافرة هنا، وأنموذجا ثقافيا أخلاقيا متقدما هناك؟! سؤال برسم الإجابة من المتخصصين.
الغد

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-06-2015 05:26 PM

ان التعليم في الاْردن اصبح بحد ذاته مجموعة مشاكل. ان معالي الوزير مشكورا على جهوده سجل مجموعة من الإنجازات لا يمكن نكرانها ولكن أين مكمن مشاكلنا وانا لي اولاد في احدى مدارس عمان الغربية الخاصة وان نتيجة ما سألخصه هو تحليلا مني كاكاديمية بخبرة ١٠ سنوات بالتدريس ومن الكثير من الأمهات واللواتي على تماس مباشر مع مشاكل أبناءهن.
١- المدارس الخاصة منسية من الأنظمة مع احترامي الشديد لمن سيدعي غير ذلك وكل ما يحدث نقاش امام عيني يعزو الجميع ذلك انها ملك للحيتان. وهل نملك محيطا لتمتلىء البلد بالحيتان. ولكن لماذا توضع هناك موسسة حكومية لاعتماد الجامعات الخاصة ولا يوجد مثلها للمدارس الخاصة....

2) تعليق بواسطة :
05-06-2015 05:34 PM

مدرسة أولادي عطلت ما يعادل ٣ أسابيع في الفصل الدراسي الثاني بحجة مسابقة كورال ورحلات بحيث لا تقل ايام الرحلات عن ٦ ايام كل فصل منها ٣ ذكور و٣ إناث ويعطل الجميع في هذه الأيام
توقفت المدرسة عن إعطاء منهاج اللغة الانجليزية في الفصل الثاني وتم أعطاءهم الكتاب الحكومي لغايات الامتحان وتم تعطيل الطلبة الاسبوعين الاخيرين فماذا درسوا ابناءنا؟
اكتشفنا اثناء تدريس ابناءنا ان المدرسة في مادة الدين والاجتماعيات والتربية المهنية تختار درسا او اثنين من كل وحدة ولا تغطي المادة كاملة اما الرياضيات فهي تقفز عن المواضيع التي تحتاج الى تفكير. فما ذنبنا كاهل فنحن لم نضع ابناءنا في القطاع الخاص رفاهية ....

3) تعليق بواسطة :
05-06-2015 05:42 PM

الحل:
١- إيجاد جهة رقابية حكومية تتاكد من سير العمليات التدريسية وتعتمد المدارس بناءا على ذلك.
٢- التاكد من كفاية كل مدرس من شهادة وبخضوعه لامتحان في أساليب التدريس والمادة المكلف بتغطيتها
٣- التغلب على ظاهرة الدروس الخصوصية بتفعيل (ولدي هنا مقترحات مجدية)
التعليم الالكتروني
٤-الرقابة المشددة على الرحلات التي تركزت في المنتجعات السياحية ونسينا الرحلات الوطنية التي تحمل عبق التاريخ وتنمي الانتماء وحب الوطن للطلبة
٥- تفعيل موقع الوزارة الكترونيا للأهالي لتفعيل التغذية الراجعة عن المدارس والمدرسين
٦- تصنيف المدارس اعتمادا على كفاءة مدرسيها والمساحات والامكانيات المتاحة من مختبرات وملاعب و

4) تعليق بواسطة :
05-06-2015 05:48 PM

وضع حد لتغول المدارس الخاصة بالرسوم بتحديد الحد الأعلى او ربط ذلك بالتصنيف لكل مدرسة.
اما الموضوع الاخر الذي أتمنى اثارته وهو المعلمين كافة في المدارس الحكومية والخاصة فان من لا ينتمي لوطنه لا يستحق ان يكون معلما لذلك ان من المسيء التهديد المستمر بالإضرابات ووقف العمل وكنت أتمنى ان تحرق تماما هذه الورقة وانا كأستاذة جامعية ارفض ان اترك طلابي دون تدريس مهما كانت الظروف وكنت على استعداد ان اعمل مجانا في تدريس طلبة المدارس حين كان هناك إضرابا لأَنِّي املك قناعة ان من اضرب عن عمله لا يحمل رسالة علم ويفقد مفاهيم الانتماء لذلك كفاكم وليعمل كل منا ليحلل راتبه

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012