أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


أوهام ما بعد الحرب السورية

بقلم : ماهر ابو طير
06-06-2015 02:02 AM
من الاوهام التي يتم بيعها للسوريين،قصة اعادة اعمار سورية.هذه القصة حصراً، يجب ان لايصدقها احد. لان سورية في يوم من الايام، لن تحصل الا على بضعة مئات الملايين من الدولارات كصدقات من المجتمع الدولي، من اجل اعادة الاعمار.
خسائر سورية من الحرب تتجاوز المئتي مليار دولار، وهذه تقديرات تشمل كل القطاعات الاقتصادية في سورية، وهي تقديرات اقل من الواقع بكثير، لان خسائر الافراد لايتم حصرها بشكل جيد، مئات الاف البيوت المهدومة، ضياع المدخرات، التشرد في الدنيا، وداخل سورية....عدد اللاجئين عشرة ملايين سوري.
عند احتلال العراق الغني عام 2003 انشغل العراقيون بقصة اعادة الاعمار، وتم عقد المؤتمرات والخلاصة ...لاشيء، وما زالت مليارات العراق يتم تبديدها، وما زلنا نسمع عن نقص الكهرباء والخدمات في العراق، فوق الفساد المالي، وإذا كان العراق الثري جدا، لم ينجح بملف إعادة الإعمار، فهل ستنجح سورية، التي باتت بلا موارد، وتم هدم صناعاتها ومدنها وبنيانها، وتخريب الحياة فيها.
تشعر أحيانا أن جملة «إعادة الأعمار» تخفي دعوة أخرى، إذ وكانها تقول للسوريين واصلوا هذه الحرب، واصل ايها النظام حربك، و واصلي أيتها الثورة بكل اجنحتك هذه الحرب، لأن ما تهدمونه سيتم تعويضه، ولاعليكم، وكل سوري تراه، يقول لك سنعود ونعمر سورية، والكلام عاطفي، لا يتم صرفه مقابل ليرة سورية في هذا الزمن.
معنى الكلام أن سورية -للأسف- الشديد باتت خرابة اليوم، والذي سيحكمها في نهاية المطاف، سيجلس فوق كومة من الانقاض، وإني لأعجب من بشار الأسد ونظامه، على ماذا يقتلون ولماذا يقتتلون، فكم تبقى من سورية الدولة التي يمكن حكمها، وكم عقد سيحتاج حاكمها الحالي، أو غيره، من أجل إعادة الإعمار، والخلاصة انها تحولت الى دولة فاشلة منهارة ضعيفة، لا يمكن لأحد إعادتها الى سابق عهدها، حين كانت بلا مديونية داخلية او خارجية.
لو تعرضت سورية لضربة بقنبلة نووية، لكان أهون من نتائج هذه الحرب، ونحن هنا، لا نتحدث عن شرعية النظام، ولا شرعيات الثوار، نتحدث عن البلد الأقدم من التاريخ، حين يتم حرقه كليا، وتحويله الى خرابة وكومة انقاض، وبيئة لا تصلح للحياة والبشر.
يكفينا في سورية حالة تشرد ستة ملايين سوري داخلها، واربعة ملايين خارجها، فوق الشهداء والجرحى، فوق رعب الأطفال والعائلات من القصف وصوته وأضراره، فعن أي جيل من السوريين نتحدث هنا، بعد كل هذا الدمار.
يقال هذا الكلام حتى يصمت قليلا من يواصلون إدارة المشهد فقط بالكلام عن الشرعيات والمؤامرات،لأن كل هذا لا يغطي الصورة الأصلية، أي دمار سورية،وما حدث في سورية بحاجة الى الف عام من أجل معالجته، هذا فوق الكراهية والأحقاد التي تم بذرها بين السوريين، وهي أحقاد لن تزول، لأن الكل يتوعد الكل، والكل يعتقد أن الطرف الثاني مسؤول عن مصيبته.
ليس مهما من يحكم سورية العقد المقبل سورية الموحدة، أم سورية المفتتة، والأهم أن نسمع اجابة محددة بغير الكلام العام، عن الكيفية التي سيعادعبرها إعادة إعمار سورية، بلداً ودولة وشعباً، لأن التشظية وصلت الى العظم، والخراب فوق كل زاوية.
الكل في الأزمة السورية يتحدث عن الرابحين المحتملين لهذا الصراع، لكن لا أحد يتحدث عن سورية، بأعتبارها الخاسر الوحيد والمؤكد لألف عام مما تعدون.
لو كان العالم يريد بقاء سورية، لما سمح بمرور سلاح قليل للنظام، وسلاح قليل للثوار، ولتم منع التسليح عن دمشق الرسمية على الطريقة اليمنية، لكن السلاح القليل بيد الطرفين، يسهم في إدامة الحرب، من اجل التأكد من قدرة هذه الثنائية، على نسف آخر حجر في القلعة السورية، وبعدها قد نسمع عن «توقف مفاجئ» لهذه الحرب.

الغد

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
06-06-2015 02:55 AM

بعد لعنة الله على كل من ساهم بقول او فعل او تسهيل مرور سلاح او بالتحريض ..
سورية ستعود في الوقت الذي ستنهار فيه كثير من خيم الغاز والنفط ...
سورية دولة وليست اقطاع او مشيخة ...

2) تعليق بواسطة :
06-06-2015 12:06 PM

اولا سوريا وحزب الله وايران وحلفائهم سينتصروا وسترى بام عينك وومكن يحكولك ان الاعلام والريات للجيش العربي السوري وحزب الله والحرس الثوري ترفرف على كامل الحدود الاردنية السورية ..
وسوريا سيم اعمارها خلال فترة وجيزة كما قام حزب الله باعمار ما دمر بحرب 2006 خلال سنة واحد وافضل مما كان ..
سوريا تخلصت من الغوغاء والدهماء واللصوص والقتلة اما بالقضاء عليهم او ارسالهم الينا ..
وتاكد ان سوريا هي من ستعين العديد من حكومات دول الاعلال امن العربان وحدود سوريا مع الاردن ستغلق لفترة طويلة لحين ما تقوم سوريا بتحصيل فاتورة الحساب معنا ..

سوريا الاسد ستعود قويه و باقية والدول الكرتونية صناعة الانكليز ستولي ..

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012