أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 14 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
استقالة رائد بالجيش الأميركي بسبب دعم بلاده لإسرائيل خبراء مصريون يعلقون على تصريح سيناتور أمريكي دعا لضرب غزة بقنبلة نووية:اعتراف بهزيمة إسرائيل الصفدي يبحث أمن الحدود ومحاربة تهريب المخدرات مع وزير خارجية سوريا مستشفى المفرق الحكومي يستحدث خدمة حجز مواعيد العيادات عبر الواتساب حملة لإزالة الاعتداءات على الطرق والأرصفة بلواء بني عبيد ألمانيا تتعهد بـ 25 مليون يورو لدعم اللاجئين السوريين بالأردن ولي العهد يزور قرية أورنج الرقمية في العقبة ويطلع على مرافقها - صور إصابة أردنية باعتداء على مركبة للأمم المتحدة جنوبي غزة .. والخارجية تدين الجمارك: إحباط تهريب (1100) لتر جوس سجائر إلكترونية عبر حدود العمري إطلاق مشروع تدريب وتأهيل 300 خريج جامعي في الطفيلة مستوطنون يهاجمون شاحنات إغاثة متجهة إلى غزة الملك يطلع على خطط المرحلة الثانية لتوسعة مشروع العبدلي ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 35091 شهيدا و78827 إصابة الداخلية والعمل: تصويب اوضاع الاجانب والعمالة الوافدة وإلا إبعادهم خارج البلاد 3 إصابات بمشاجرة عنيفة في حي نزال
بحث
الثلاثاء , 14 أيار/مايو 2024


حقبات العرب بين النكبات والهزائم

بقلم : جميل النمري
08-06-2015 02:09 AM
مفارقة طريفة هذا العام لمناسبتين مريرتين؛ ذكرى مرور 67 عاما على 'نكبة 48'، ومرور 48 عاما على 'نكسة 67'.
إن قليلا من الأحياء عايشوا نكبة 48، والأغلبية في المجتمعات العربية لم يكونوا قد ولدوا حين وقعت هزيمة 5 حزيران (يونيو) 1967. وأستطيع تخيل أن تلك الحادثة هي بالنسبة لهم تاريخ سالف، كما كانت حرب 48. وإذا كان الأحياء الذين عايشوا الحربين لم يستخلصوا الدروس الصحيحة، فمن المفهوم أن الأجيال اللاحقة ستعيد الدرس من أوله.
ما تزال حرب 67 بالنسبة لي تاريخا معاصرا. كنا يومها طلبة في المرحلة الإعدادية، وكنا ننظر إلى حرب 48 كتاريخ قديم، وفي وعينا أنها مهزلة حدثت فقط بسبب الفساد والتواطؤ والتآمر من الأنظمة، بحيث مكنت شراذم تافهة من احتلال فلسطين، ومنع الكثرة الهادرة من الجيوش العربية من صدهم ودحرهم. وكانت هذه أول معلومة خاطئة. فعلى جبهات القتال، كان اليهود أكثر عددا وأفضل تسليحا من الجيوش العربية في الميدان. وفي حرب 67، كان الإسرائيليون تحت السلاح فعليا وفي الميدان على جبهات القتال، أكثر عددا وأفضل تسليحا. فلم يكن التآمر والتخاذل هما العامل الحاسم الذي مكن القلة من 'شذاذ الآفاق' من هزيمة أمّة الملايين؛ بل موازين القوى العددية والنوعية في الميدان.
صورتنا عن أنفسنا، كما صنعناها في خطاب الأنظمة والرأي العام والإعلام والخيال الشعبي، لم تكن حقيقية، وتفصلها مسافة فلكية عن الواقع الفعلي لنا وللعدو. وهذه الصورة الخاطئة والمضخمة كانت أشدّ تشوها في العام 1967، بفعل خطاب وماكينة الإعلام الناصري. ولذلك استقبلنا بذهول اندحار الجيوش العربية خلال يومين؛ وكانت الصدمة ماحقة، وظهرت أساطير حول حقيقة ما جرى. والحقيقة أن الموازين على الأرض، عددا واستعدادا وتسليحا وتنظيما، كانت مختلة سلفا لصالح العدو. وحتى لو لم تنجح الضربة الشهيرة فجر 5 حزيران (يونيو)، وتدمير سلاح الجو المصري بالكامل خلال ساعتين، فإن مسار الحرب ما كان ليتغير كثيرا.
الآثار السياسية لنكبة 48 كانت هائلة؛ فقد أسست لنهوض الخطاب القومي الثوري والاستبداد العسكري، كما مثلهما 'الناصرية' و'البعث' بديلا للملكيات البرلمانية (التي وصُفت بالرجعية) الصديقة للغرب. لكن سرعان ما تلقى هذا المد القومي ضربة قاصمة في هزيمة 67؛ فظهرت المقاومة الفلسطينية، وخطاب اليسار الجديد الذي يتمثل ثورات الصين وفيتنام وكوبا، بديلا لحرب 'الجيوش الكلاسيكية'. لكن البديل الحقيقي التاريخي الذي سيظهر لاحقا للاتجاه القومي، كان التيار الديني، والذي كان يتفاعل في عمق المجتمعات والوعي العام، ثم بدأ انطلاقته السياسية القوية مع الثورة الخمينية، ليتسيد المجتمعات وتتساوق معه الأنظمة في منافسة مع الممثل الأصيل لهذا التيار في منطقتنا، وهو 'الإخوان المسلمون'. ومع أن المجتمع تغير باتجاه التدين، لكنه لم يغير السلطة، ولم يحلّ مشكلة الحكم، ولا الصراع مع العدو التاريخي الذي حرك التبدلات السياسية والأيديولوجية في منطقتنا.
لقد عالجنا مشكلة الفارق الحضاري بالأيديولوجيا والتوهم. وأذكر في ذروة التحشيد للحرب على العراق العام 1990/ 1991، كيف كان الخطاب السائد عندنا يغرق بأسوأ مما غرقنا فيه عشية حرب حزيران 1967، ولم تكن لدي ذرة شك بالنتيجة إذا حدثت الحرب. وكنت أتساءل: كيف نعيد الشريط نفسه ولا نتعلم شيئا؛ نغرق في التضليل قبل المواجهة، وفي نظرية المؤامرة بعدها؟!
في الجوهر، حين نحاكم نصف قرن ونيف من الزمن، فإن أثر الهزائم المروعة كان سيئا جدا على المجتمعات والوعي العام. وقد خسرت قضية التنوير والتحضر والتقدم على التوالي، حتى وصلنا الآن إلى ذروة الانتكاس مع الطائفية البدائية والداعشية. وللحديث بقية.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
08-06-2015 06:29 AM

I must say that is an excellent summary of the past 70 years of the history of the Arab World. I am very impressed by how concise and accurate this summary is. Good job Mr. Nemri and thank you

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012