أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 14 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
البنك المركزي: 2.1 مليار دولار الدخل السياحي خلال 4 اشهر - تقرير الملك ينعم بميدالية اليوبيل الفضي على شخصيات في الزرقاء - اسماء الملك من الزرقاء: الانتخابات النيابية محطة مهمة في عملية التحديث السياسي وتحتاج إلى جهود ومشاركة الجميع 863 مليون دولار حوالات الأردنيين العاملين بالخارج في 3 اشهر رئيس الوزراء يضع حجر الأساس لمشروع مدينة الزرقاء الصِّناعيَّة 45 مخالفة لمحلات بيع الدجاج منذ تحديد السقوف السعرية أورنج الأردن تنظم تدريباً لمسابقة السومو روبوت في مختبر عمان للتصنيع الرقمي الامانة: غرامة المسقفات والمعارف معفاة حسب قانون العفو العام اميركا : إسرائيل حشدت قوات كافية لاجتياح رفح الأردن يدين اقتحام الاقصى وإعاقة دخول المصلين انخفاض أسعار الذهب في السوق المحلي الجمارك: هذه الشرائح تُمنح إعفاءً جمركيا للمركبات 157.9 مليون دينار حصة الضمان من التوزيعات النقدية للشركات حماية المستهلك: شكاوى حول تجاوز السقوف السعرية للدجاج ادارة السير: التعامل مع سقوط جرافتين في مرج الحمام وتحويل سائق شاحنة "يأرجل" أثناء القيادة إلى الحاكم الاداري
بحث
الثلاثاء , 14 أيار/مايو 2024


العرب بعيون يابانية!

بقلم : خيري منصور
09-06-2015 01:25 AM
يقول كاتب ياباني يتقن العربية، وعاش في العديد من العواصم العربية هو «نوتوهارا» إن أحوال الناس في العالم العربي كانت تذكّره بحكمة يابانية تمجّد الصمت، هي: «من يفتح فمه يتسلل برد الخريف إلى صدره»، لهذا عليه أن يبقى مطبقا شفتيه إذا أراد السلامة، ولا بد أن هذا الياباني سمع بالحكمة العربية القائلة إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب، لكنه لم يقل ما قاله واحد من أبناء هذه الأمة الذين تجرعوا مراراتها حتى الثمالة، فقفد قال إن حرف لا في لغتنا له شكل المشنقة، وإن هذا الحرف اللعين يتطلب فتح الفم حتى النهاية، فيما تقابله كلمة نعم التي ينتهي فيها حرف الميم إلى الصّمت المطبق .
إن من يجيئون الى عواصمنا العربية من مختلف الجنسيات والثقافات ليسوا سواحا فقط، ففي حقائبهم دفاتر وحواسيب وكاميرات، ومنهم من يعود الى بلاده كي يتفرغ عاما على الاقل لتدوين ما رأى ...
يقول الياباني إن أول ما لاحظه في شوارع العرب هو عدم شعور الناس بالسعادة، فهم على الأغلب صامتون ونادرا ما يبتسمون أو يتبادلون التحية إلا اذا كانوا من معارف أو أصدقاء التقوا بالصدفة، وقد لا يعرف هذا الشرقي الذي ترجم غسان كنفاني الى اليابانية وتجول في مخيمات اللاجئين اننا نهمس لبعضنا باستمرار بما قاله عن البؤس والصمت المشحون بالريبة. لكننا لا نكتب ذلك، لأن هناك كلاما للنهار وآخر لليل، وقاموسا للكتابة وآخر للثرثرة .
أذكر انني حاورت سيدة صينية تعرف العالم العربي جيدا ودرست في الأزهر الشريف اسمها «دريّة» عن حياتنا كما يراها مثقف قادم من اقصى الشرق وليس من لندن او نيويورك او باريس، وانتهينا الى ان فهمنا للشرق ملتبس، ففي بكين اكتشفت أنني أبحث عن كل ما له علاقة بالغرب من مطاعم وأسواق، فنحن لسنا شرقيين إلا بالاسم، أما ثقافتنا ومفاهيمنا فقد ترسخت خلال الاستعمار تبعا لثقافة من استعمرونا، حتى الاختلاف أحيانا بيننا هو انعكاس لاختلافات بين الفرانكفونية والانجلوساكسونية أي بين الاستعمارين الفرنسي والإنجليزي...
هكذا إذن يرانا الآخرون، لكن منهم من يجهر بما رأى وسمع وقرأ ومنهم من يخفي ذلك كي ينتفع شخصيا من التجربة في مرات قادمة .
ما لم يقله الياباني «نوتوهارا» و الصينية «دريّة» عنّا هو ما نفكر به سرّا ولا نعلنه، لأن «الشيزوفرينيا» لم تعد حالات استثنائية وشاذة، بقدر ما تحولت الى مناخ وتربية وثقافة وانماط سلوك !!

(الدستور)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012