اعتقد ان الاشكاليّة الكبرى التى سوف نعاني منها هي ليست في تطبيق وسائل واساليب الحكم الحديثة والمتطورة وانما ستكون في مدى موائمة وقابليّة شعوب المنطقة على التعامل والتعاطي مع هذه الانظمة الحديثة ...
حين تريد ان تزرع (نبتة) في مكان ما فإن من اهم العناصر التي يجب ان تراع في ذلك هو (نوع) تلك النبتة او الشجرة ، ثم نوع (التربة) المناسبة ، ومن ثم طبيعة الطقس او الجو (البيئة) المحيطة بالمكان (جغرفيّة) الموقع ، ولا بد ايضا من الاشارة هنا الى ضرورة ان يكون هناك من يرعى تلك النبتة في البدايات ويتابع نموها وازدهارها واشتداد وثبات جذورها في الارض وانبساق وارتفاع سيقانها في السماء ...
قانون الانتخاب (الجديد) ينبغي ان لا يبتعد كثيرا عن موضوع تلك النبتة ، فيجب ان يكون نوعه يناسب طبيعة وثقافة المجتمع ومدى قابليّة وصلاحيّة الارض التى سنزرعه فيها وكذلك طبيعة اجواء المنطقة المحيطة من حيث انظمة الحكم المجاورة لنا ومدى تأثر الناس وانخراطهم في الاحزاب المحيطة بنا ومن حولنا ...
اعتقد ان الناس لازالوا من السذاجة بمكان يجعل من الخوف من تطبيق نظام انتخابي حديث مبررا للخوف على المستقبل ، لا يزال الناس تخدعهم لغة الخطاب ، لا يزال الكثير من الناس يعتقد انه اذا ما انتخب من يحفظ آية كريمة من كتاب الله او حديث نبوي شريف انه سيخفف بذلك من ذنوبه وسيتقرب بذلك الى الله زلفى ومدخلا الى الجنة ...
في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم قام الرسول الكريم بتوليّة رجال من الصحابة اسلموا حديثا من امثال عمرو بن العاص ومعاوية ابن ابي سفيان وترك رجال آخرين اكثر منهم دينا واكثر سبقا للاسلام ، مما يدل على ان (القيادة) موضوع مختلف عن التدين ومدى التقوى والمعرفة بالتعاليم السماويّة ...
اعتقد جازما ان قانون انتخاب جديد وحديث سيفرز لنا اغلبيّة نيابية – بصبغة واحدة - تحسن الخطابة والردح وتحمل (ظاهريا) وشكليّا التزاما دينيا ، فيما ستبقى مسألة تجربتهم قياديّا وادرايّا تحكمها النصيب والحظ ، وستكون تبعات واعباء الخلاص منهم اكثر صعوبة من انصافهم وترك فرص لهم لاثبات انفسهم ولو على حساب الوطن والوقت والجهد ...
ما اقصده هنا هو ان التنوّع غير موجود في مجتمعاتنا ، واقصد كذلك ان (خيارات) مجتمعنا في كثير من الاحيان تكون غير صائبة وغير مناسبة وتحكمها العواطف على حساب العقل والمصالح ، فبماذا اذا نفسّر كل هذا الغضب والحنق على مجلس النواب الحالي رغم ان (الاغلبية) هي من قامت بانتخابهم ...
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .