أضف إلى المفضلة
السبت , 04 أيار/مايو 2024
السبت , 04 أيار/مايو 2024


انتشال غزة من يسمع؟

بقلم : د. مهند مبيضين
09-07-2015 02:16 AM
حتى الآن لا مستقبل في غزة لكي تغادر نتائج الحروب المتوالية عليها، ولا سبيل لوضع حل نهائي يخرج القطاع من ازماته، فمصالحة طرفي الصراع باتت متعطلة، وقد انتهت إلى واقع جامد يعاني فيه القطاع ظروف الحصار والدمار والنزوح التي خلفتها الحرب الأخيرة على غزة قبل عام والتي خلفت اليوم أكثر من مائة ألف نازح.
أهالي غزة يبيتون على قلق الحصار وحقائقه المرعبة على الأرض، ليس لديهم ذنب إلا انهم باقون في أرضهم ويرفضون الخروج من وطنهم، وهم كل يوم أمام اختبار القدرات والصبر والمواجهة، واختلاف ذوي القربى وصراع النفوذ.
بطء في إعمار غزة يقود إليه واقع عربي وفلسطيني مخز، واعلان من الأمم المتحدة عن العجز في تحقيق مطالب الإعمار المستعجلة، فبعد مرور عام على العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، يكتفي المسؤولون الأمميون باعلان القلق وهو ما عبر عنه روبرت بايبر منسق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة التابع للامم المتحدة حين أشار إلى استمرار صعوبة الوضع الإنساني وبطء وتيرة إعادة الإعمار في قطاع غزة قائلاً في تصريحات إعلامية: «غزة لا تزال في أزمة، والمدنيون، كما هي الحال دائما، يدفعون الثمن الباهظ نتيجة لذل إن الفلسطينيين في غزة بحاجة إلى الانتشال من هذه الدورة المستدامة من الأزمة..».
من كوفي عنان إلى بان كي مون يكرر موظفو الأمم المتحدة تصريحاتهم تجاه فلسطين القلق والأسف والحزن هما عناوين الأحاديث والمؤتمرات الصحفية، أما العرب فهم مشغولون في وضعهم العربي الرديء الذي لا يمكن القول أنه ساد في العصور السابقة من حيث الرداءة، فيما الفلسطينيون وقيادتهم يزدادون تباعداً وانقساماً.
عام 2011 وعد سلام فياض بأن يبني مؤسسات الدولة، وهذه الدولة ستكون سيادية، ولا نعرف كيف كان يراها سيادية، وهي لا تحمل سلاحا او تملك حق السلاح، وإقليمها الجوي مصادر لصالح الطيران الإسرائيلي. آنذاك خاض أبو مازن معركة عضوية الأمم المتحدة بالنسبة لفلسطين وتوجت جهوده بإعلان فلسطين دولة فلسطينية عضوا في الأمم المتحدة في نوفمبر 2012 كانت لحظة تاريخية حفزت الرئيس الفلسطيني ليعلن فيها عن عزمه إعلان دولة فلسطينية بعد عامين، لكن ذلك لم يحدث.
لم تفلح جهود السلام ولا المقاومة في اعادة شيء يذكر من حلم المقاومة الفلسطيني، ولا في بناء دولة سيادية ولا في جني فوائد الاعتراف الأممي بالسلطة وتحولها إلى دولة، وفي الخاصرة الجنوبية ثمة جرح فلسطيني في غزة لا يلتئم، وهو مهدد بالمزيد من المعاناة، فما العمل؟
سؤال لا يجيب عليه احد في ظل انشغال العرب عن القضية الفلسطينية، وبعد تراجع الدعم الغربي حتى المبادرة الفرنسية التي اعلن عنها وزير خارجية فرنسا يبدو أنها سحبت، فيما ستبقى غزة وأهلها يعانون مشاكل الصراع والحصار والاختلاف والاحتراب الداخلي.
(الدستور )

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012