أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
خبير عسكري: خطة دفاع فصائل المقاومة المحكمة وراء خسائر الاحتلال الكبيرة في جباليا حماس :نرفض الوجود العسكري لأي قوة داخل قطاع غزة والرصيف البحري ليس بديلاً عن المعابر البرية استخباراتي أمريكي سابق:بوتين الزعيم الأكثر احتراما في العالم اليوم فريق التفاوض الإسرائيلي:توسيع عملية رفح يعرّض الرهائن للخطر ويجعل السنوار متصلبا في موقفه سقوط صاروخ من طائرة للاحتلال على مستوطنة عطاء بـ 207 آلاف دينار لتعبيد الوسط التجاري في جرش 5 مليون دينار لتطوير الأراضي المرتفعة في عجلون برونزية أردنية في بطولة آسيا للتايكواندو اتحاد الكرة يطالب فيفا بمعاقبة إسرائيل على جرائمها في غزة العدل الدولية تختم جلسات الاستماع بقضية جنوب أفريقيا أبو عبيدة: استهداف 100 آلية إسرائيلية والاحتلال لا يتوقف من انتشال جنوده تحقيق بالاعتداء على أعضاء في عمومية المحامين الجمعة انطلاق أول صهريج يعمل بالغاز الطبيعي بدلاً من الديزل في الأردن الفيصلي يطلب حكاما من الخارج لمباراة الحسين إربد البرازيل تستضيف بطولة كأس العالم للسيدات عام 2027
بحث
السبت , 18 أيار/مايو 2024


العيد تظاهرة مجتمعية

بقلم : د. رحيّل غرايبة
17-07-2015 02:25 AM
من أهم معاني العيد أنه يشكل تظاهرة مجتمعية عامة، تنخرط فيها الأمة كلها بكل مكوناتها وشرائحها وطوائفها ومذاهبها، تعبر فيها عن كل ما تختزنه في سجلها الحضاري؛ من معاني القوة الراسخة المستمدة من قيم الإيمان والوحدة والتعاون، والاستعلاء على الجراح، ومقاومة عوامل الفرقة والتفكك.
العيد يمثل انطلاقة جماعية مملوءة بالعزم والتفاؤل، والهمة العالية المستمدة من الطاقة الروحانية الهائلة المتحصلة لديها من خلال شهر الصوم، حيث أنها استطاعت الارتقاء إلى معارج السمو ونور البصيرة، ومدارات العمل الجاد المتجرد من النظرة القاصرة ومن كل عوامل الضعف والانحطاط.
العيد يوم البهجة والحبور من خلال الانخراط الجماعي المشترك في مسار البحث عن إسعاد الآخرين، وبذل الجهد في إدخال السرور على البائسين وإغناء أهل الحاجة عن السؤال وذل المسكنة، وتحريرهم من رق الفقر والعجز، مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «أغنوهم عن المسألة في هذا اليوم».
المضمون العميق لثقافة العيد يتجلى في القدرة على إظهار المهارة الفردية والجماعية في تمتين الأواصر الاجتماعية، وتعزيز الروابط الوحدوية بين أفراد المجتمع وعائلاته ومكوناته، من خلال الكلمة الطيبة، والسلوك السليم، وإشاعة قيم التسامح والتغافر والعفو والإحسان والصفح الجميل.
في هذا اليوم يبرز مظهر المصافحة وتبادل عبارات الود بقوة، وإطلاق الأمنيات الجميلة، والدعاء والابتهال إلى الله بتغيير الأحوال السيئة، وأن ينعم علينا بزوال الضيق والتوتر، ولا يتحقق ذلك إلّا بالجهود الجماعية المبذولة، والشعور المشترك ،وتقديم خطوة إلى الأمام من جميع الأطراف بلا استثناء.
العيد الحقيقي لدى أصحاب النفوس الكبيرة ولدى أصحاب المروءة وأولي النعمة وأهل القدرة والبسطة ليس في البحث عن إسعاد الذات، والاستغراق في دائرة النفس الضيقة ،من خلال الانفاق على الرحلات والفنادق والسفر والمطاعم الكبرى، وإنما ينبغي أن يكون العيد مناسبة بناء الفرحة العامة المشتركة للمجتع كله، حتى لا يبقى بيننا بائس ولا شقي ولا محروم .
العيد شعيرة جماعية وليس فردية، وينبغي أن يكون رمضان دورة للأمة كلها في التدريب الجماعي على تمثل هذا المعنى، من خلال تعويد النفس على الجوع والتقشف، وحرمانها من الشهوات والحد من استغراقها في الأنانية الفردية المقيتة.
عندما لا نستطيع تحرير أنفسنا من إسار الفردية الضيق، ولم نخرج من إطار الأنانية والشح؛ فهي علامة على عدم القدرة على تمثل مقاصد شهر الصيام ومعانيه ومضامينه العميقة، التي تجعلنا نستشعر الم المتألمين، ووجع الموجوعين، وأصحاب الجراح والتشرد وفقدان الأوطان.
رمضان والعيد مناسبة لإعادة بناء الإنسان لنفسه وترميم ذاته على طريق إعادة بناء المجتمع، وبناء الأمة، ولا يكون البناء إلّا في عالم القيم، وفي عالم المعاني والأفكار، التي تظهر في عالم الشهود أفعالاً وسلوكاً وتطبيقاً، وتفاعلاً مع الحياة وتعاملاً مع الآخر.
(الدستور)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012