أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 18 أيار/مايو 2024


القصة ليست رقما وطنيا

بقلم : جمانة غنيمات
21-07-2015 01:42 AM
تبقى الأسباب الدقيقة الكامنة خلف إقدام الشاب محمد يوسف عبدالعزيز على إطلاق النار في مدينة تشاتانوغا بولاية تينيسي الأميركية، أحجية؛ فلا أحد سيعرف القصة الحقيقية الكاملة بعد أن رحل.
الشاب ارتكب جريمة مستنكرة من أهله ومجتمعه، بأن قتل 4 من مشاة البحرية الأميركية يوم الخميس الماضي. وهي الحالة التي تحتاج إلى تفسير، للوقوف على الدوافع الحقيقية للجريمة.
وُلد محمد في الكويت، ثم غادرها إلى أميركا، حيث نشأ هناك وتخرج من إحدى جامعاتها؛ أي إنه أميركي النشأة والعقلية. وأخيرا، حصل على فرصة عمل هناك، كما أصيب بالاكتئاب في بلده أميركا، وتعاطى الماريغوانا. فما الذي يدفعه لمثل هذا العداء تجاه مجتمع احتضنه وأهّله، وأعطاه فرصة لحياة أفضل؟!
خيوط القضية متعددة. لكن ما يهمنا أردنيا هو أن الشاب يرتبط بعلاقات قربى في الأردن، وكانت آخر زياراته للمملكة العام الماضي، لخاله المقيم في الأردن. وهي الزيارة التي أثارت العديد من التساؤلات المرتبطة بالحادثة المؤسفة، وعن علاقة وجوده في المملكة التي تخوض الحرب ضد الإرهاب والفكر المتطرف، بما جرى في تينيسي.
رسميا، تعامل الأردن مع القضية بسطحية، كما بدا من التصريحات الصحفية التي صدرت بهذا الشأن. إذ ركز التصريح الرسمي على أن محمد ليس أردنيا؛ إذ لا يحمل الجنسية الأردنية، لكنه يتمتع بجواز سفر مؤقت. فهو ليس مواطنا أردنيا، بل فلسطيني بجواز سفر أردني مؤقت، من دون رقم وطني، حسبما صرح مسؤول أردني، وكمن يحاول نفي التهمة عنه أو التنصل من القضية حتى يريح ويستريح!
بصراحة، الشاب لم يكن يحتاج الجواز الأردني ليرتكب العملية، ولم يمنعه من ارتكابها أنه يحمل الجواز الأميركي الذي يفتح له كل أبواب الدنيا؛ فمحمد ذو الأربعة والعشرين عاما، والمولود في 5 أيلول (سبتمبر) 1990، انتقل والده إلى العيش في الولايات المتحدة منذ العام 1982.
بحسب التحقيقات، يقول الأهل إن ولدهم عاد مرتاحا من الأردن. أما أصدقاؤه، فيرون أنه عاد شخصا آخر. والتحقيقات التي ما تزال مستمرة ربما تعرّي التفاصيل في قادم الأيام.
قصة محمد معقدة، لكنها ليست استثناء، وتضيف حالة إلى قائمة طويلة جدا بأسماء شباب أردنيين وعرب، بعضهم شكل مفاجأة للمجتمع. فقد سبق محمد في ذلك الشاب التونسي الذي أقدم على آخر عملية إرهابية في بلده. وهي حالات تستحق أن تُدرس.
السؤال المهم: لماذا يُقدم شاب مثل محمد، يفترض أنه يمتلك فرصا كافية لحياة مريحة، على إنهاء حياته، عبر اقتناعه بفكر متطرف إرهابي؟
لا يوجد ما يدلل حتى الآن على علاقة بين زيارة محمد للأردن وبين الجريمة. والمعلومات المتوفرة حالياً تؤكد أن الأجهزة الأمنية الأردنية ما تزال تحقق في القضية، ولا يتوقع أن تكشف عن أي تفاصيل في الوقت الحالي.
بيد أن هناك نقطة لا بد أن تقال حول التعليق الرسمي الأولي. إذ ركز البيان على أن الشاب ليس أردنيا بل فلسطيني، وكأن الإرهاب يرتبط بالرقم الوطني، وليس بالبيئة الحاضنة لهذا الفكر الإرهابي، الذي خرّج آلاف الشباب الذين يحملون هذا التشوه في عقولهم.
أما أميركا الحليف الأول، فعليها أيضا أن تحقق بشأن ما يدفع شابا أميركيا مسلما إلى ارتكاب فعلته المدانة. فهل الأسباب تتعلق بتهميش اجتماعي، أم بالفشل في حل القضية الفلسطينية وإنهاء معاناة ملايين الفلسطينيين نتيجة التشرد وفقدان الوطن؟
المشكلة يا سادة ليست رقما وطنيا من عدمه، ولا جنسية؛ بل بيئة مواتية لتنامي هذا الفكر وانتشاره بين الشباب؛ ليس المهمشون والفقراء منهم فحسب، بل أيضا من فقدوا الأمل بالمستقبل، إذ يقتلهم الشعور بغياب الدور وتلاشي العدالة.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-07-2015 12:19 PM

مش ملاحظة انك كثير شادة على حالك:

أنت عمدت إلى تكرار ذات العبارة 3 مرات وفي 3 مواقع وكأنها المقال!

بعد أن نشرت CNN أن الإرهابي أردني كان من واجب الدولة الأردنية آن تبين الحقائق, ولا ادري ما الذي يغضبك كـ " أردنية " في ذلك ؟!

بصراحة تناولك لهذا الموضوع هو السطحية بعينها، ونحن يهمنا فقط كدولة أن نركز رسميا على أن محمد ليس أردنيا.

وأنت سامحك الله كيف أضعت وقت الأردنيين بموضوع كان يفضل أن يتوقف فيه الكلام عند التصريح الرسمي بدل "اللت والعجن" الذي استفتحت به علينا بعد عطلة العيد.

2) تعليق بواسطة :
21-07-2015 01:51 PM

تحيه طيبه لك ولجميع المتابعين الحترمين .

مقال رائع ذو مغزى ومضمون يختصر مفهوم بيئة الإرهاب التي عشعش فايروسه في ذهن ممارسيه بغض النظر عن الدين أو المعتقد أو الجنسيه أو الوطن حيث لا دين ولا وطن ولا جنسيه للإرهاب كونه موجود في كل دول العالم... ودمتم

3) تعليق بواسطة :
21-07-2015 02:24 PM

أنا لا أرى أن هنالك مقال من أصله!
وإذا كان المغزى الحديث عن الإرهاب فليكن دون اللجوء لتأنيب الدولة في معرض دفاعها عن مواطنيها!
كنا نتوقع منك وأنت تعتلين منبرا إعلاميا كرئيسة تحرير لإحدى الصحف أن يروق لك السلوك الرسمي للدولة الأردنية وهي تدرأ التهم عن مواطنيها.

اتقوا الله في هذا البلد .

4) تعليق بواسطة :
21-07-2015 02:36 PM

أنا لا أرى أن هنالك مقال من أصله!
وإذا كان المغزى الحديث عن الإرهاب فليكن دون اللجوء لتأنيب الدولة في معرض دفاعها عن مواطنيها!
كنا نتوقع منك وأنت تعتلين منبرا إعلاميا كرئيسة تحرير لإحدى الصحف أن يروق لك السلوك الرسمي للدولة الأردنية وهي تدرأ التهم عن مواطنيها.
اتقوا الله في هذا البلد .

5) تعليق بواسطة :
21-07-2015 04:56 PM

وضع طبيعي أن تدرأ الدوله التهم عن مواطنيها ولم تمعنت بالمقال جيدا لوجدت أن الكاتبه قد أشارت إلى سطحية تعقيب الدوله على الخبر بالإضافه إلى تعبير الكاتبه عن رأيها بأن الإرهاب لا تحكمه جوازات أو جنسيات أو أوطان والدليل أن معظم سفاحي داعش يحملون جوازات الدول ذات التصنيف الماسي حسب التصنيف العالمي للجوازات (( الأمريكي والبريطاني والفرنسي والكندي والسويدي إلخ ))
لك التحيه ولا تزعل

6) تعليق بواسطة :
21-07-2015 06:58 PM

لو تمعنت في تعليقي لوجدت أني أشرت إلى أن ليس لي أي مأخذ في الكتابة عن الإرهاب ويوجد الكثير والكثير من المقاربات لذلك فهو كما تعلم موضوع الساعة ,ولكن بنفس الوقت دون أن تتخذ من إعلان رسمي للدولة تنفي فيه أردنية الإرهابي ذريعة لتقيم سلوك الدولة تجاه الإرهاب ,فالدولة التي تقاتل "داعش" ليست سطحية في تعاملها مع الإرهاب وإنما السطحي هو من يغض الطرف عن ذلك .
ولا تزعل

7) تعليق بواسطة :
21-07-2015 07:47 PM

نعتذر

8) تعليق بواسطة :
21-07-2015 08:48 PM

اشاطر اخي صاحب التعليق الاول بانكي شادة علئ حيلك كثير لاادري ما الضير ان تزيل الدولة الاردنية عن جريمة لم يقترفها مواطن يحمل جنسيتها اردت ان تلصق بة كما الصقت جميع الوحدات المصطنعة بة انني من خلال متابعاتي لكي وللكتاباك واسفي انكي تترئسين رئاسة تحرير يومية اردنية وتروجيين الى التوطين في خفايا مقالتك وكانكي تريدين ان يحمل الاردن المبتلى ماسئ من ابتلينى بهم بطريقة غير شرعيه يكفينا مجاملاات على حساب الوطن ارض وهوية عبلر مقالات تدغدغ شعب العواطف

9) تعليق بواسطة :
21-07-2015 11:11 PM

نعتذر

10) تعليق بواسطة :
21-07-2015 11:19 PM

نعتذر

11) تعليق بواسطة :
21-07-2015 11:27 PM

جواز مؤقت و رقم وطني و كرت جسر و سخام بين اشياء الامريكان لا يفهمونها و يعتبرونها حكي فاضي.فقط لدى العربي تعني الكثير للاسف.

12) تعليق بواسطة :
22-07-2015 11:28 PM

كل الجنسيات العربيةالتى حصلت على الجنسية الامريكية او ستحصل عليها لا يعلم الشعب الامريكى الا ما ندر من اى الدول العربية فهم عرب فقط ’وينطبق هذا الكلام على المسلمين ايضا الار هابى فى نظر الامريكى او الاوربى هو مسلم او عربى او عربى مسلم حتى لو كان هذا العربى المسلم متمتعا باخلاق تسمو على اخلاق نظرائه فى الدولة الامريكية او الدول الاوربية ’لصقة كوكس صفة الارهاب ستبقة لاصقة بنا الى ان تنتهى صلاحيتها ربما بعد مئة سنة ’هناك جرائم بشعة وعنصرية جدا فى امريكا وغيرها يقوم بها افراد لا تذكر اصولهم

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012