أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
حماس :نرفض الوجود العسكري لأي قوة داخل قطاع غزة والرصيف البحري ليس بديلاً عن المعابر البرية استخباراتي أمريكي سابق:بوتين الزعيم الأكثر احتراما في العالم اليوم فريق التفاوض الإسرائيلي:توسيع عملية رفح يعرّض الرهائن للخطر ويجعل السنوار متصلبا في موقفه سقوط صاروخ من طائرة للاحتلال على مستوطنة عطاء بـ 207 آلاف دينار لتعبيد الوسط التجاري في جرش 5 مليون دينار لتطوير الأراضي المرتفعة في عجلون برونزية أردنية في بطولة آسيا للتايكواندو اتحاد الكرة يطالب فيفا بمعاقبة إسرائيل على جرائمها في غزة العدل الدولية تختم جلسات الاستماع بقضية جنوب أفريقيا أبو عبيدة: استهداف 100 آلية إسرائيلية والاحتلال لا يتوقف من انتشال جنوده تحقيق بالاعتداء على أعضاء في عمومية المحامين الجمعة انطلاق أول صهريج يعمل بالغاز الطبيعي بدلاً من الديزل في الأردن الفيصلي يطلب حكاما من الخارج لمباراة الحسين إربد البرازيل تستضيف بطولة كأس العالم للسيدات عام 2027 الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
بحث
السبت , 18 أيار/مايو 2024


العيد والطاقة الإيجابية

بقلم : د. رحيّل غرايبة
21-07-2015 01:40 AM
نحن بحاجة ماسة إلى أولئك النفر من الأمة الذين يشع وجودهم طاقة ايجابية تملأ المكان، ويملكون كمية هائلة من التفاؤل اللامحدود، الذي يجعلهم عصيّين على الاحباط واليأس، ويملكون مهارة تضميد الجراح والقدرة على انتشال الضحايا من تحت الانقاض، وتشتد الحاجة الى هذا النفر في هذا الوقت الذي تمر به أمتنا العربية.
كلنا يرى الواقع البائس، وكلنا يتألم، وكلنا يشاهد الظلم، وكلنا وقع عليه قسط من ظلم الحياة ونكدها وبؤسها بقدر ما، وذاق مرارتها، وكلنا يملك القدرة على الوصف والبكاء والعويل، ولكن قلة منا تستطيع تفهم الواقع بدقة، وتملك مهارة الصبر الجميل، وعزيمة المحاولة المستمرة على الخروج من المأزق، والتفكير غير المنقطع من أجل الوصول إلى تغيير الأحوال واستبدالها.
الاستمرار في حفلات النواح واللطم، واللجوء إلى أسلوب شق الجيوب، والمبالغة في جلد الذات لا يحدث تغييراً ولا يجلب اصلاحاً، ومن يبني منهجه على المظلوميّة، ويقيم سياسته على عقدة الاضطهاد، لا يرجى منه خيراً لنفسه ولا لأمته.
نحن بحاجة إلى فلسفة أخرى مختلفة، تقوم على روح النهوض وعزيمة التغلب على الواقع البائس، ومهارة الاستعلاء على الجراح، والانتقال إلى مساحات التفاؤل والأمل الفسيح، والامتلاء بالطموح المبني على الهمة العالية، والاستعداد للعمل الدؤوب، وامتلاك مهارة التخطيط وحسن الإدارة والقدرة على تحديد الأهداف والغايات الممكنة التحقيق، بعيداً عن الوقوع في مصيدة المبالغات والتهويل، وتجنب السقوط في أحلام اليقظة الطفولية الساذجة في الوقت نفسه.
كثرة الشكوى علامة من علامات العبودية، واللجوء الدائم إلى تبرير الأخطاء والتعليق على مشاجب الآخرين، هي ثمرة لثقافة التبعيّة، وثمرة للشعور بالعجز وعدم القدرة على تحمل المسؤولية، وثمرة مرة الفهم المغلوط لسنن التغيير وقوانين الاصلاح في الكون.
المهارة القيادية تتجلى في القدرة على استنهاض معاني القوة في نفوس الأتباع، وتتجلى في القدرة على بناء القوة الجمعية الفاعلة، رغم صعوبة الظروف، وتتمثل بامتلاك القدرة على تخطي أثر المصائب، والتغلب على المحن التي تعصف بالأمة، على صعيد الفرد وعلى صعيد الجماعة، وتظهر في مهارة الإبقاء على شعلة الأمل في النفوس المتعبة، وإنارة الدروب المظلمة للجموع الهائمة.
عندما خلق الله الأرض قدر فيها أقواتها سواء للسائلين، فيكون النجاح قائماً على أسباب محددة معروفة، وله وسائله وأدواته وقوانينه، فمن يأخذ بالأسباب ويفهم القوانين ويدرك الوسائل، يستطيع الوصول، ومن عجز عن الفهم ولم يكلف نفسه عناء الأسباب لن ينفعه بكاؤه وعويله، ولو إدعى الإيمان والإسلام، ولذلك فإن الأمم والشعوب التي استطاعت امتلاك أوراق القوة، والوصول إلى أعلى مراتب السيادة في الأرض؛ كان بفضل قدرتها على اتخاذ الأسباب وقوانين الأرض واستثمار مقدراتها التي جعلها الله سواء.
فالناس جميعاً خلقوا من ذكر وأنثى، وخلق فيهم العقل والإرادة، وزودهم بالاستعدادات المتعددة والمتنوعة للخير والشر، للعمل والكسل، وبحسب ما استطاع كل منا أن ينمي استعداده ويوجه إرادته، يجد ثمرة ما قام به وثمرة عمله وجهده.
نحن بحاجة إلى خطوة جماعية جريئة، ننقل من خلالها أنفسنا وأمتنا من دائرة السلبية إلى دائرة الايجابية، ومن مرحلة الشكوى والتذمر إلى مرحلة البدء بالعمل والتغيير، ومن فلسفة التبعية إلى فلسفة المسؤولية، ومن الشعور بالعجز إلى الشعور بالهمة العالية، ومن روح الهزيمة إلى روح النصر، ومن لغة الإحباط واليأس إلى لغة الأمل والطموح، والإصرار على الفوز.

(الدستور)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012