أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 18 أيار/مايو 2024


التاريخ ليس دائماً هو الحقيقة!

بقلم : طارق مصاروة
24-07-2015 12:34 AM
إذا كنّا نلوي عنق التاريخ قبل مضي ربع قرن الحدث، فنضيف، ونشطب، ونغير. فكيف بنا ونحن نعود إلى ألف وثلاثمائة عام، ونستنبط من الكتب الصفراء ما يحيل حياة الناس إلى كوابيس مرعبة، وهم جيران المساجد والحسينيات في بغداد والموصل وكربلاء؟!.
كان للشيخ الأستاذ عبدالكريم الغرايبة فهمه الخاص للتاريخ. وكان يطلق ابتسامته الذكية ويصر عينيه حين يفاجئوك «بكذبة تاريخية» انزلناها منزلة الحقيقة المطلقة، وسللنا منها مادة خصبة لمعتقداتنا المذهبية، وحملناها إلى القرن العشرين لنبرر حروبنا، وتذابحنا، ونعيطها بعداً مغرقاً في العاطفة المذهبية: فلماذا نصدق قصة اعتداء الخليفة العظيم عمر بن الخطاب على فاطمة الزهراء، وضربها واجهاضها؟. ولماذا نجعل من هذا العظيم شخصاً يعنّف النساء.. وأيّ نساء: فاطمة بنت محمد، لنكرّس حقد الفرس على الرجل الذي اطاح بملكهم.. باسم آل البيت؟!.
في عزّ حروب يوغوسلافيا، استل المؤرخ د. عبدالكريم من تاريخ تلك المنطقة التي تذابح فيها المسيحيون والمسلمون، حقيقة أفين: واحد كان بطرك العرب، وواحد كان أمير الحرب التركي. فأعاد الصراع إلى مادته الطائفية لدى شعب واحد بمعتقدات دينية مختلفة!.
أمس، كنا نقرأ في كتب هنري كيسنجر عن سنوات الغليان في منطقتنا، فوجدنا أن الكثيرين يعتقدون أن الطيران الإسرائيلي هو الذي أوقف 300 دبابة سورية عن الوصول إلى اربد عام 1970 لأن الدعاية السوداء تزوّر التاريخ لتبرر العدوان، في حين أن طائرات سلاح الجو الأردني هي التي طاردت فلول العدوان على بلدنا. وكان قرار الحسين رحمه الله يتلخص في جملة واحدة: دعهم يعودون بأقل الخسائر فنحن لا نقصد اذلال الجيش السوري.
في الأمثال: إن التاريخ يكتبه المنتصرون!. وهذا غير صحيح كليّاً. لأنه من الممكن أن يكتب التاريخ المنهزمون للتغطية على فشلهم، والأهم: للتغطية على مقاصد فاسدة.
والتاريخ ككل حقائق الحياة، يمكن الافتراء عليه، والعاقل هو الذي يمحّص الحادث التاريخي، ويحاول محاكمته على ضوء العقل، وعلى ضوء الصراعات التي كانت تدور على مسرح الأحداث.
(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-07-2015 09:40 AM

التاريخ في اغلبه كذب وتخيلات

2) تعليق بواسطة :
24-07-2015 11:01 AM

يقلك يا مصاروه ان التاريخ الذي لا يكتب بالدماء هو تاريخ مزور.لم يسبق ان تدخلت اسرائيل بالقتال لصالح اي جهه عربيه .لقد عاصرنا حرب السبعين (ايلول الاسود )واحداثه وكذلك الحشد السوري على الاردن وفي المره الاولى قاتل الجيش الاردني منفرداودافع عن البلد وفي الثانيه تدخلت السعوديه ودفعت المال لسوريا لانها الصراع .يومها كانت السعوديه سعوديه بمعنى السعاده كلها واليوم السعوديه تدير الصراعات والحروب في بلاد العرب لا بل تقاتل العرب .

3) تعليق بواسطة :
24-07-2015 01:25 PM

بل التاريخ لا يكتبه الا المنتصرون واليكم مثالا على ذلك:

ماذا لو انتصر الالمان واليابانيون

والطليان في الحرب العالمية الثانية؟

هل ستنشأ اسرائيل وما تلاها من بلاوي؟

هل سيكون لليهود في العالم كل هذه السيطرة على كل شؤون الحياة في الغرب,ام سيعودوا الى ما كانوا عليه

طوال لتاريخ,منبوذين مكروهين في انحاء الدنيا؟

أليس من المحتمل ان تكون امريكا مستعمرة المانية؟والصين مستعمرة يابانية؟

التاريخ لا يكتب الا بعد انتهاء الصراع وظهور النتيجة.

اذا اردنا فهم التاريخ علينا عكس

نتائج الصراع لتكون الصورة اوضح

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012