أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 18 أيار/مايو 2024


قبل أن نفقد مزيدا منهم!

بقلم : جمانة غنيمات
26-07-2015 12:58 AM
أخيرا، استفاقت تركيا؛ مدركة أن الحرب على التطرف عموماً، وتنظيم 'داعش' خصوصاً، هي حربنا جميعا. إلا أن ذلك لا يمنع من التذكير بدور أنقرة الخطير في تقوية التطرف وتوسيع دائرته.
تحرك تركيا الذي ينطوي على تغيّر في مواقفها السابقة، ربما لا ينفصل عن المبادرة الروسية الإقليمية للتخلص من 'داعش'. لكنه لا يلغي حقيقة أن عدد الإرهابيين الذين مروا بأراضيها كان بالآلاف، منهم بعض من شبابنا.
أردنيا، غادر كثير من الشباب البلد للانضمام إلى جماعات التطرف. والطريق باتت معروفة للجميع؛ تركيا التي ظلت تتذرع لسنوات بأنها غير قادرة على ضبط عمليات تسلل الإرهابيين إلى حيث يحبون في سورية.
وآخر القصص التي سمعتها هي عن شابين أردنيين حاولا التوجه إلى هناك للانضمام إلى 'داعش' لاحقاً. لكن المعلومات الأمنية حالت دون ذلك، فتم توقيفهما في المطار قبيل مغادرتهما المملكة.
بالتفصيل، كان أحد الشابين يحمل سجلا معروفا لدى الجهات المعنية، فيما الشاب الآخر تم 'اصطياده' من قبل مروجي هذا الفكر في الأردن. وكانت الخطة تقضي بتوجههما إلى تركيا، ومنها إلى سورية.
لكن في المطار، تم ضبط الشاب صاحب السجل المعروف بترويجه لأفكار التطرف، وألقي القبض عليه. وفيما سمح للشاب الآخر 'المستجد' بالسفر، إلا أن خوفه وتردده في مواصلة رحلته، كانا كفيلين بفضح أمره، فتم التحفظ عليه هو الآخر، وأعيد إلى أهله.
الصدفة وحدها كشفت مخطط 'الصيد الجديد' لأهله، الذين كانوا يجهلون حتى نيته السفر. ولولا ذلك لأصبح اليوم في صفوف الإرهابيين.
الملاحظ أن الأهل بعد اكتشاف القصة، بدأوا يتحدثون عن تغير أصاب ابنهم، وتحولات في شخصيته، كانوا رصدوها خلال الأشهر القليلة الماضية؛ منها قضاء فترات طويلة في المسجد، والاستماع لدروس دينية، من دون أن يدركوا أن الفكر المتطرف تمكن من الطالب الجامعي في كلية الهندسة.
الخطورة طبعاً هي في أن يُترَك الشباب صيدا سهلا لمروجي الفكر المتطرف. والمريح أن الجهات المعنية تقوم بعملها، وتتوفر لها معلومات عنهم تساعد في إنقاذ شبابنا من رحلة الموت التي كانت تمر، بالضرورة، من تركيا.
كثيرة هي القصص التي تُحكى في هذا المجال؛ عن كيفية التغرير بشباب أصبحوا اليوم في سورية والعراق، فيما باتت طريق العودة صعبة، إن لم تكن مستحيلة.
التغير الاستراتيجي في الموقف التركي كفيل بإغلاق بوابة كبيرة كانت مشرعة للمتطرفين. لكن تبقى الحلول مؤجلة محليا، وتتعلق بكيفية حماية الشباب من التطرف وتنظيماته الإرهابية. إذ صحيح أن الدور الأمني والاستخباري هو الأهم في هذه الفترة، لكنه لا يكفي وحده. فالمطلوب هو إجراءات وقائية تحصّن الشباب من الوقوع في أيدي الإرهابيين، حتى لو كانت كل الأبواب مشرعة أمامهم للذهاب إلى مناطق تمركزهم ونفوذهم.
من جديد، فإن المضيّ في مسيرة الإصلاح ضرورة. وهي كما قال جلالة الملك، لن تتعطل بسبب الظروف الإقليمية. بل ولعل الحاجة صارت ماسّة لتسريعها، بغية خلق بيئة مواتية تحمي شبابنا من التطرف، وتجنبهم الإعجاب بهذه الأفكار الإرهابية، هروبا من التهميش والإقصاء.
ربما أغلقت تركيا بوابتها، بعد أن أصابها ضرر مباشر من الإرهابيين. لكن الخشية هي من أن تظهر بوابات جديدة توصل شبابنا إلى حتفهم. أما الأخطر من ذلك، فهو أن يبقوا بفكرهم الإرهابي بيننا، من دون علاج.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
26-07-2015 12:49 PM

ويذكر أن لي صديق طرأ على سلوك ابنه كثير من التغييرات فأصبح يقضي وقتا طويلا خلف الكميوتر ويشاهد .... وعلاقات غريبه وأصبح يقضي وقتا أطول في الكوفي شوب ثم تطور الى النوادي الليله وله أصدقاء سوء وله مشاوير غريبه وأصبح إنسانا مستهترا بكل القيم ولو ترى ملابسه وشعره وكلامه والفاظه وضحكته الكريهه وينام خارج البيت وربما تعاطى شيء واوالمكسرات
.....وأشياء كثيره مقززه وعندما نسأله يقول انه شاب عصري يرفض التخلف والنصوص الميته والظلام
التوقيع سجاح

2) تعليق بواسطة :
26-07-2015 01:03 PM

فرق كبير بين مغزى المقال المميز ومغزى وتعليقك السطحى مع انه يحمل صورة متواجدة بالمجتمع .

3) تعليق بواسطة :
26-07-2015 01:31 PM

لو تعلم أين تذهب اكاذيبكم










ههباء منثورا

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012