أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


اوروبا الإسلامية !

بقلم : علي الحراسيس
10-09-2015 12:41 PM
حينما احتلت العصابات اليهودية فلسطين ،وجرى تهجير ابناء فلسطين الى الأردن والدول العربية الأخرى ، قالوا ان هذا مثبت في التاريخ ، وان اليهود سيجتمعون في فلسطين وأننا سنقاتلهم ! فلا تستعجلوا أمر الله ! ومنذ 67 سنه لم نستعجل الى اليوم حتى باتت اسرائيل في كل بيت عربي سواء عبر التطبيع او الإعلام او السياسة !
صدرت الفتاوي والحجج والبراهين والأدلة 'الشرعية ' على حتمية تاريخية بالنصر على اليهود ، وقد يكون هذا آجلا وليس عاجلا ،إذ بقيت تلك الروايات تمنحنا التخدير والنوم بإنتظار أن يحتشد العرب والمسلمون على أرض الرباط ' الاردن ' ويحرروا فلسطين ويطردوا الغزاة ، ومنذ 60 عاما ونحن ننتظر تلك الساعه التي اعتقد اجدادنا انها قريبه ، ومن ثم ماتوا قبل أن يرونها ، واعتقد ابائنا ايضا بها وغادروا الحياة ولم يروها ، وسننتقل وتنتقل بعدنا اجيال دون أن يحدث هذا ..وعلمها عند الله ..
تقاعس العرب عن المقاومة ، وتقاعست الشعوب عن الجهاد بإنتظار تلك الساعه وتناسينا أن الجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة إذا احتلت اي ارض عربية ،فرض عين ليس مؤجل بل ملزم في الساعة واللحظة ،والأسوأ ان العرب وانظمتهم السياسية غضبوا من أي تنظيم جهادي يحارب اسرائيل ،بل راحوا يقاتلونه ويساهمون بتدميره ويعتبرونه إرهابيا !
طوينا وتناسينا الجهاد ولازلنا ننتظر ان يجتمع اليهود في فلسطين ونحاربهم ..ولكن بعد كم قرن سيحدث هذا !
اللاجئون السوريون هربوا الى اوروبا بحثا عن العدل والحرية وماتوا غرقا وحرقا وهم يجاهدون بحثا عن ملجأ آمن في اوروبا كما بحث المسلمون الأوائل عن ملجأ لهم في الحبشة عند حاكم مسيحي عادل ، ومن ثم عادوا الى بلادهم بعد الفتح ولم تتحول الحبشه الى دولة إسلامية ..
في اوروبا هلل البعض من الطوباويين الحالمين أن اللجوء السوري الى اوروبا سيحول تلك الدول الى دول إسلامية وأن تلك كما يروجون هي إرادة الله ، ولا اعلم من أين أتوا بتلك الروايات ..
انا شخصيا لا اتمنى ان تتحول بلاد اوروبا الى دول اسلامية طالما أن العقلية العربية 'الإسلامية ' هي العقلية والثقافة هي الثقافة والفساد هو الفساد والعنجهية والأنا عند العرب هي ما كانت عليه منذ 1420 عام ،فهل ستتغير لمجرد ان وصلوا الى اوروبا ،وانا اقول لا اتمنى ان تتحول اوروبا الى دول إسلامية لأن النزاع والدم والقتل والحروب ستثار هناك بين تلك الدول وهذا ديدن العرب والمسلمون منذ عهد الخليفة عثمان بن عفان الى اليوم ، وبالتالي إن وقعت الحروب هناك ، فالى أين سيلجأ العرب والمسلمون بعد هذا !! هل سيرجعون الى بلادهم الأصلية ام يعودون الى البحر هاربين من انظمتهم القمعية !
هل ستقف الدول الإسلامية ' الاوروبية ' الموقف الأوروبي المتضامن مع اليونان واسبانيا والبوسنه كما وقفت دول اوروبا اليوم وخاصة ان بلادا عربية تعيش في ترف خيالي فيما تعاني بلاد أخرى من ازمات اقتصادية واجتماعية !
هل كانت اوروبا ' المسيحية ' ستمنع لاجئين اوروبيين فارين من حروب وقتل ودم من دخول بلادهم كما تفعل دول عربية مترفه امام هجرة اللاجئين السوريين الفارين من ويلات الحرب !
ألم نهلل لتحول ايران الى دولة إسلامية عام 1979 !
ماذا حدث بعد ذلك ؟ هل كفتنا بخيرها عن شرها !
الأن نتمنى ان تتحول ايران الى دولة علمانية ديموقراطية ينتهي فيها حكم العصبوية الطائفية والمجوسية التي اهلكتنا في العراق وسوريا واليمن والبحرين وغيرها ..
لم نعد نهتم إن تحولت تلك الدول الى اسلامية او بوذية او مسيحية ، لأن المشكلة ليست في الأديان ، بل في العقلية العربية ' الإسلامية 'التي تتولى الحكم سواء أكان في اوروبا او السعودية !
اين هي غيرة ومروءة العرب والمسلمين حيال ما يجري ويواجهه إخوة لهم من اللاجئين السوريين في البحر والبر . ولماذا فضحتهم ميركل !
من من العرب بكى لحال اللاجئين السوريين كما بكى مستشار النمسا ومستشارة المانيا !
الأردن وتركيا ولبنان فقط من تحرك من ابناء المسلمين والعرب لاستضافة اللاجئين وهناك 20 دولة عربية أخرى ' تتجاهل بقصد معاناتهم دون أن تمد لهم يد العون ' بل وتجد مبررات سخيفة كالتي سمعناها من احدهم في دول الخليج عن أسباب رفض استقبال إخوتهم وصفها بالخوف على قيم مجتمعه من قيم اللاجئين العرب والمسلمين !
قضية اللاجئين السورين ومعاناتهم ورفض ابناء جلدتهم من استقبالهم بل ودفعهم للموت لايبشر بمستقبل واعد لهذه الأمة ، فالعقلية لم تتبدل ، والمروءة والجسد الواحد لم يعد حاضرا في ثقافتنا .
دعوا اوروبا على دينها ونظامها وحريتها وعدالتها ..ففي النهاية وجد المهمشون والمعتدى على كرامتهم ودمائهم من يلجأون اليه بحثا عن الحرية والسلام والعدل في وقت اغلقت فيه ابواب اشقائهم في الدين والدم والعرق .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
10-09-2015 12:54 PM

صح لسان يا حراسيس وصحل عقلك لانه كلامك حق وكلامك جرىء وكلامك في الصميم دون لف ولا دوران ودون نفاق ودجل.

2) تعليق بواسطة :
10-09-2015 11:08 PM

سوف يسود الاسلام شاء من شاء وابى من ابى واما الكفرة والمشركين فامامهم اما الاسلام او الجزيه او السيف وان غدا لناظره قريب هكذا يقول الدواعش والسلفيون

3) تعليق بواسطة :
11-09-2015 02:31 AM

.
-- للاستاذ علي الحراسيس التقدير على هذا المقال المستنير ، فقط ملاحظه بسيطه خلاف ثم صراع المسلمين السياسي والعسكري لم يبدأ منذ عهد عثمان بن عفان بل بدأ مع الأسف بعد وفاه رسول الله .

.

4) تعليق بواسطة :
11-09-2015 11:56 AM

نعتذر

5) تعليق بواسطة :
11-09-2015 01:42 PM

الإسلام سيسود
العالم قريبا بأمر الله

ولا أحد ينتظر أن يوافق على الحراسيس على ذلك أو لا يوافق أحب أم كره...

6) تعليق بواسطة :
11-09-2015 06:23 PM

دع الحالمين يحلموا باحتلال اوروبا ونشر الثقافة الداعشية وأسلمة العلمانيين لان اوروبا فيها بالفعل أقلية مسيحية لا تزيد على ٣٠ بالمائة ،اما البقية فهم لا دينيون وهم يرحبون بالسلفية والداعشيةً
ان كلامك منطقي ،والاخوة السلفي ن يرفضون الاعتراف بالعمل الإنساني والعرب لا يقومون بذلك
نحن خير امة اخرجت للناس ولكننا أصبحنا امة فاقدة لهذه الأهلية لأننا حدنا عن طريق الحق وطريق الحق ليس بالكلام ولا بالعبادة وحدها وانما ايضا وايضاً بالعمل الصالح ولكننا اعفينا أنفسنا من العمل الصالح فضللنا سواء السبيل

7) تعليق بواسطة :
12-09-2015 12:44 AM

سيسود الإسلام..................................

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012