أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
العدوان: 31 تموز الموعد المتوقع لفتح باب الترشح للانتخابات النيابية الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أي إصابات بالملاريا وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب
بحث
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


الغرايبة يكتب : دواعش بربطات عنق !

بقلم : ادهم غرايبة
14-09-2015 10:40 AM

اذا قلنا لك , عزيز القارئ , ان فلانا ' داعشي ' النهج , فان معالم الصورة التي تقفز الى ذهنك تتكون من لحية كثة و شعر منفوش و وجه صلد الملامح و ثياب افغانية تقليدية قد يكون سبب تمسك اصحابها من جماعات التطرف يعود للحقبة الافغانية التي سيطر فيها تنظيم القاعدة - الذي يبدو اليوم سمحا بالنسبة لداعش ! – على افغانستان .

هذه الصورة ليست ذاتها لدينا في الاردن بالضروره . صحيح ان قسما من انصار هذا التنظيم يتمسكون و يفتخرون بهكذا طلة لكن الادهى منهم دواعش جناح ' جورجيو ارماني ' !.

اقصد الدواعش المتأنقين المرتدين لربطات عنق و عطور فرنسية غير تلك العطور التي عادة ما يستخدمها بعض المتعصبين و التي تكفل بايقاظ ضبع في حالة غيبوبه !.

لدينا دواعش بوجوه ' حلسه ملسه ' نفذت لمواقع حساسة في المدارس و الجامعات و مواقع اخرى لا يستهان بها !.

ما يثير الدهشة حقا أن أغلب هؤلاء هم ممن نالوا شهادات جامعية عليا و في تخصصات لها هيبتها و إستدعت منهم جهدا مميزا و تفكيرا علميا جزء كبير منهم درس في جامعات غربية غالبا لم تأخذ منهم فلسا واحدا و قدمت لهم دعما لوجه الانسانية كي يصبحوا بشرا في المضمون لا الشكل فحسب . !

لكنهم – برغم ذلك – لا يؤمنون بالدولة المدنية التي اساسها دستور متطور يحترم ارادة الشعب و يصون حق المواطنين في التنوع الفكري و السياسي و يقدس التفكير العلمي و المنفتح على الحياة و الذي يعطي ذات الحقوق و ذات الواجبات لكل المواطنيين ايا كانت ارائهم و معتقداتهم و الذي اوصل دولا مثل المانيا الى مستويات متقدمة جذبت شوق مئات الملايين من المسلميين للهجرة لها نجح منهم بضع مئات من الالاف بالوصل لها فعلا ! ، دواعش ' جورجيو ارماني ' اشد خطرا علينا من دواعش اللباس الافغاني .

انك تعذر اصحاب النمط الافغاني التقليدي لأن اكثرهم من غير المتعلمين و ممن فقدوا الأمل بحياة كريمة و منهم بعض اصحاب الاسبقيات الذين استيقظ ضميرهم نتيجة حدث مفاجئ في حياتهم فتحولوا من تطرف الى تطرف اخر , هؤلاء قد يكون لدى البعض منهم بقايا امل لتصحيح مساراتهم في الحياة عبر إستيعابهم و مناقشتهم و إطلاعهم على اخطائهم و فتح افاق جديدة امامهم , لكن كيف تتعامل مع تيار ' داعش - ارماني ' و هم اهل علم و عاشوا التقدم و استفادوا منه اصلا لكنهم مع ذلك يتطلعون لدولة ليس فيها ذمي واحد او حتى مسلما ليس على ملتهم و يثوروا لأجل قضايا تاريخية حدثت قبل قرون ؟!.

هؤلاء يتزايدون لإعتبارات تتعلق بخلطة الخطايا التي ترتكبها الحكومات و افلات بضع عشرات من اللصوص من العقاب و بفضل تدوير المناصب العليا و الحساسة على اشخاص لا يستحقون ان يكونوا اكثر من ' كنترولية باصات ' و تراجع العدالة الاجتماعية التي ' سلعت ' المواطن و افرغت جيوبه و بفضل غياب الخيارات الديمقراطية التي تتيح للناخب تغيير مسارات الدولة بالطرق السلمية و بفضل نظام التعليم البائس .

قبل ايام ثار المجتمع الاردني على قضايا سطحية جدا بحجة انه مجتمع ورع و صاحب خلق فيما لم يدفعه خلقه و و رعه لمجرد النزول للتظاهر السلمي من اجل الاقصى مسرى النبي الاكرم محمد ' صلى الله عليه وسلم ' و لا حتى من اجل قضايا معيشية مثل الصحة و التعليم !

مغفل من يظن ان الرد على تردي الاداء الرسمي يكون بالتطرف الديني لان هذا التطرف يدفع للمزيد من الجهل و لمزيد من سطوة الفساد . مواجهة حالنا السيء يكون بالتمسك بخيارات مدنية معتدلة تتمسك بوحده مجتمعنا و تنتظم في نشاطات سلمية مشروعة تطالب بحقها بالواجبات الاجتماعية للدولة تجاه ابنائها سيما ان المواطن يدفع رسوما و ضرائب و لا ترتد عليه بالنفع . امام اعيننا درسا حيا في مساوئ التعصب الطائفي فلماذا لا نعفي انفسنا منه و نقدم نموذجا حضاريا نحن بالأساس ربينا عليه لقرون من الزمن في الاردن ؟!.

غفرانك ربي . صارت زراعة العبوات المفخخة اكثر و أهم من زراعة القمح !


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
17-09-2015 12:49 PM

مافي داعي نقعد نكذب على بعض .الدواعش في الاردن هم الاعلى في المنطقة دواعش وسلفيين وحمساويين واخونجية ومناصري المجموعات الارهابيةمتواجدون في الاردن وتستطيع ان تشاهدهم وتسمعهم في صواوين وسرادق العزاء والافراح والمساجد والمقاهي والحفلات ومادب الغداء وبالجلسات يبتجهوا............

2) تعليق بواسطة :
17-09-2015 01:52 PM

مقال رائع كالعاده من الكاتب المحترم ولا بد من التصدي لهؤلاء الدواعش بالفكر والعلم والاعلام وفي كل مجال . حاربوهم بنشر الثقافه والادب والفنون الراقيه , الدين لله وهو من يحاسب الناس وليس احد موكل من الله لمحاسبة البشر , اما الوطن فهو لكل ابنائه بغض النظر عن دينهم . الحقيقه ان الصراعات الدينيه هي اسواء ما يمكن ان يحصل في اي بقعه من الارض لانها تدمر كل شىء حتى لا يبقى ما يتصارع عليه المتصارعين وما يحدث حولنا اكبر دليل فها هي الناس تقتل وتشرد وتخسر بلادها وتغرق في البحار ويتحولو الى لاجئيين بائسين

3) تعليق بواسطة :
17-09-2015 02:01 PM

.
-- استاذ ادهم ، تعلم اني من متابعيك منذ بدأت تكتب وارى فيك برعما نبت في شجره تحتضر لأنهم يسقونها نفط بدل الماء ،،،، هذا من ابلغ ما كتبت .

.

4) تعليق بواسطة :
17-09-2015 02:05 PM

والعاقل من يتعظ بغيره وكما ذكر الكاتب المحترم امام اعيننا درس حي فكيف لا نتعلم منه . الكراهيه الدينيه تولد التقاتل الديني والتقاتل الديني يقضي على كل شىء . في العراق بدأ الامر بتطرد المسيحيين
من بيوتهم وسلبهم ممتلكاتهم , ثم استمر التذابح بين السنه والشيعه ولم ينفع الوطن او يحميه ايا منهم فضاع الوطن وضاع الدين وهام هم يتذابحون بشراسه قل مثيلها في التاريخ من اجل ماذا!بلدهم صاحب الحضاره والثروات يدمر على رؤسهم وشعبهم يذبح ويشرد كما في سوريا فاتعظو وحافظو على الاردن حتى لا يضيع لا سمح الله

5) تعليق بواسطة :
17-09-2015 02:37 PM

الاستاذ ادهم
جميل ماكتبت واعجبني مقالك وتصويرك القلمي لحالة تنخر في المجتمع لتعيده الى خيام وجمال وقبيلة

6) تعليق بواسطة :
17-09-2015 03:30 PM

مقال اختصر الواقع كله .

7) تعليق بواسطة :
17-09-2015 04:40 PM

خلال قرون الحكم التركي طُور المجتمع الأردني نظاما يتعلق بالأعراف العشائريه , ورغم المآخذ المعاصره عليه الا أنه قام في زمانه بدور هام في حفض السلم الأهلي, الأعراف العشائريه لم تعرف الطائفيه وكانت تعامل العشائر بسواسيه بغض النضر عن المعتقد. وفي الكثير من المراحل المؤسفه من الصراعات الطائفيه في بلاد الشام ومن اشدها ما حدث في العقد 1860 لعب المشايخ الاردنيون دورا مشرفا في رأب الصدع وتوفير الحمايه لأخوتهم دون تمييز منطلقين من بنيتهم الأجتماعيه المتينه الخاليه من الطائفيه .

8) تعليق بواسطة :
17-09-2015 04:41 PM

يجب استلهام الروح التي أوصًلت الأجداد قبل قرون الى تلك الأعراف لأداره شؤون حياتهم في ظل غياب الدوله, فرغم صعوبه التواصل والحياه حينها فقد تمنكوا من حمايه نمط حياتهم وقد كأن ذلك شكلا من مجتمع المواطنه المتناسب مع قيًم العصور الوسطى .
في الحاضر يجب على الدوله والمتنورين ترسيخ قيًم الدوله المدنيه والمواطنه سواء عبر القوانين التي تجرُم التحريض وكذلك عبر الحلول الجوهريه في جعل هناك ما يستحق العيش لأجله من ثقافه وعلم ورياضه وموسيقى وعمل ونجاح بعيدا عن هجره الحاضر باخفاقاته الى السلف والسلفيه.

9) تعليق بواسطة :
17-09-2015 10:18 PM

الأستاذ ادهم

جميل ما كتبت وأعجبني مقالك وتصويرك القلمي لحالة تنخر في المجتمع لتحيله إلى هيئة ' مخيمات لبنان '.

10) تعليق بواسطة :
17-09-2015 11:23 PM

قلوب داعيه بعقول مدنيه

11) تعليق بواسطة :
18-09-2015 08:53 AM

يكفي بالمواطن العربي ان يعي بأنه معني بالصراع العربي الصهيوني
وهذا وحده يزيل الخلافات الطائفية والعقائدية والعنصرية والثقافية ..التي إن بقية فلن يكون هناك ابداً إستعدادات ..وإن الدناءة والحقارة والنذالة جاءت اولا من القاعدة ثم إنتشرت على إثر تقويتها بداعش وهذا يدل على ايدي الاطراف الداعمة بالشراكة مع الصهيونية العالمية ..

12) تعليق بواسطة :
18-09-2015 11:45 AM

كل حرف صحيح و في مكانه.
على الرغم من الصعاب و المشاكل إلا انك تثبت أن فيك وطنية و فكر و وعي ينقص الكثيرين من المتنفعين و أصحاب الواسطات و المناصب.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012