أضف إلى المفضلة
الإثنين , 24 آذار/مارس 2025
شريط الاخبار
إخلاء جثة خمسيني سقط وتوفي داخل حفرة عمقها 30 مترًا ولي العهد: من وادي السير اليوم البنك المركزي: لا أضرار في القطاع المالي والمصرفي نتيجة هجمات سيبرانية الأردن يدين بأشد العبارات إعلان إسرائيل إنشاء وكالة خاصة لتهجير الفلسطينيين من غزة عشرات الآلاف يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى الأمن: رابط احتيال يدعو المواطنين للاطلاع على سجل المخالفات ولي العهد يحاور شبابا بلواء وادي السير ويشاركهم مأدبة الإفطار المنطقة العسكرية الشمالية تلقي القبض على شخصين حاولا التسلل من سوريا الأمن: اشخاص ارتدوا أقنعة في وسط البلد يقومون بعمل دعائي عروض في الاستهلاكية العسكرية بمناسبة عيد الفطر تشكيل لجنة مؤقتة لإدارة الفيصلي برئاسة الوريكات - اسماء الملك يرعى احتفال القوات المسلحة بالذكرى 57 لمعركة الكرامة 50021 شهيدا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة الغذاء والدواء: تسجيل 90 صنفا دوائيا لتحقيق الأمن الدوائي وزير العمل: لن يكون هناك عامل وطن غير أردني مع نهاية العام الحالي
بحث
الإثنين , 24 آذار/مارس 2025


النفخ تحت النار..!

بقلم : د. رشيد عباس
24-04-2016 08:00 AM


مهما كان الأمر, ومهما كان الطرف, الحكومة أم مجلس النواب, من هو على صح, ومن هو على خطأ, فكل ذلك إلى حد ما بسيط ومقدور عليه وربما تصّوب الأمور, لكن المشكلة الأعظم والاجسم من هم قابعون ونائمون على بطونهم حتى لا يراهم احد وفاتحون المنطقة الوسطى من شفاههم وبشكل ضيق ويقومون متجاهلين مخافة الله بــ(النفخ تحت النار) كي يعمقوا الفجوة بين المتخاصمين أو المتجادلين أو المتحاورين, ..أنا بكل صراحة عشتُ حياة الحطب والنار, وعشتُ حياة البابور والغاز, وأعيشُ ألان حياة الميكروويف, وقرأت رواية حمالة الحطب بعناية, فكل ذلك يحتاج إلى لمسات حذرة,..لقد فهمت جزء من الحياة من خلال التعامل مع الحطب والنار, وفهمتُ من الحطب والنار إن (النفخ تحت النار) عند الناس البسطاء والأبرياء كان من اجل طهي الطعام وغلي قهوة الرجال, وليس من اجل حرق الطعام وحرق القهوة.

يبدو أن النافخون تحت النار وكأنهم في حصة رياضة يتدربوا على عملية الشهيق وهو إدخال الهواء للرئتين، والزفير وهو إخراجه منها، حصص نفخ في الماء, وحصص نفخ في الطعام, وحصص نفخ في الإناء, وحصص نفخ في إصبع الإبهام, وحصص نفخ في النار, والشيء المشترك بين كل هذه النفخات أن (النافخ) في كل هذه الحالات في نهاية المطاف يتعرض لشيء من الدوخة والغثيان وكأنه مضروب على رأسه, ..طبعا نستبعد من كل هؤلاء الناطقين بالحرفين(أف) فوضع هؤلاء مختلف تماما في الشكل والمضمون عن النافخين السابقين, (أف) هنا للاستغراب والاستهجان ليس إلا.

يقال أن النفخ المتعلق في النار ثلاثة أشكال, فمنها النفخ فوق النار ويقوم به عادة الأطفال, ومنها النفخ بالنار وتقوم به عادة النساء, ومنها النفخ تحت النار وهو الأخطر ويقوم به بعض المهووسين الذين في نفوسهم شيء طبعا لتجديد الفتن (عفوا) لتجديد النار وإحياءها بعد أن تكون قد حطت وهدأت, هذه الأيام يدور الحديث حول تباين وجهات النظر بين الحكومة ومجلس النواب, وهذا أمر طبيعي أمر طبيعي إلى حد ما, وهناك العديد من العقلاء لديهم كثير من طرق تقريب وجهات النظر بين الطرفين ولا يحتاج أبدا إلى أشخاص قابعون ونائمون على بطونهم حتى لا يراهم احد وفاتحون المنطقة الوسطى من أفواههم وبشكل ضيق ويقومون متجاهلين مخافة الله بــ(النفخ تحت النار), مثل هذه الأفعال تصنف بجرائم إثارة الفتن وزعزعة الأمن والاستقرار الوطني.

مصلحة هؤلاء النافخون تحت النار مصلحة ضيقة ومصلحة شخصية, ومصلحة مكشوفة للجميع, واعتقد أن هؤلاء أسنانهم جارحة, وألسنتهم بها مرارة, وعيونهم حمراء من الدخان المنبعث, وأصابعهم مشعوطة, هؤلاء يحبوا العيش في الأجواء المتوترة, وربما استفادوا من مقولة «هنري كيسنجر» وزير الخارجية الأمريكية الأسبق يوما من الأيام, حيث نصحوه مساعدوه من عدم السفر إلى منطقة الشرق الأوسط حيث أن وضع المنطقة كان متوترا جدا وقتها, فقال: أنا أحب أن أعيش في الأجواء الملتهبة, ..على هؤلاء النافخون تحت النار أن يستمعوا بعناية لأغنية (لا تلعب بالنار بتحرق أصابيعك واللي بيشتريك بيرجع ببيعك) لأخذ العبر والدروس المستفادة.

بقي أن نقول, في المقابل هناك أشخاص في هذا الوطن ينفخون على أكتاف الورد وعتبات الزهر بكل لطف وعناية من اجل أن يستنشق ويشتم غيرهم الروائح الطيبة والزكية, هؤلاء يهمهم مصلحة الوطن ويهمهم امن وأمان واستقرار الوطن, هؤلاء يعملوا دوما على تهدئة الأمور,..ونقول هنا على الورد أن يتحمل قسوة أشواكه لأنه لا يستطيع أن ينمو دونها, فقليل من الآلام يستحق التحمل أن كانت النتيجة تستحق ذلك, ..نعم في هذا الوطن الطيب «الأردن» رجال كثر لا يخرج منهم إلا الروائح العطرة والزكية عند الخلافات.


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012