أضف إلى المفضلة
الإثنين , 24 آذار/مارس 2025
شريط الاخبار
إخلاء جثة خمسيني سقط وتوفي داخل حفرة عمقها 30 مترًا ولي العهد: من وادي السير اليوم البنك المركزي: لا أضرار في القطاع المالي والمصرفي نتيجة هجمات سيبرانية الأردن يدين بأشد العبارات إعلان إسرائيل إنشاء وكالة خاصة لتهجير الفلسطينيين من غزة عشرات الآلاف يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى الأمن: رابط احتيال يدعو المواطنين للاطلاع على سجل المخالفات ولي العهد يحاور شبابا بلواء وادي السير ويشاركهم مأدبة الإفطار المنطقة العسكرية الشمالية تلقي القبض على شخصين حاولا التسلل من سوريا الأمن: اشخاص ارتدوا أقنعة في وسط البلد يقومون بعمل دعائي عروض في الاستهلاكية العسكرية بمناسبة عيد الفطر تشكيل لجنة مؤقتة لإدارة الفيصلي برئاسة الوريكات - اسماء الملك يرعى احتفال القوات المسلحة بالذكرى 57 لمعركة الكرامة 50021 شهيدا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة الغذاء والدواء: تسجيل 90 صنفا دوائيا لتحقيق الأمن الدوائي وزير العمل: لن يكون هناك عامل وطن غير أردني مع نهاية العام الحالي
بحث
الإثنين , 24 آذار/مارس 2025


اصلاح سياسي بلا فرسان

بقلم : سلطان كليب
10-05-2016 08:00 AM
الاصلاح بكل انواعه مطلب شعبي ، ودعوة الانبياء جاءت لأمرين أمرٌ يتعلق بالدنيا، والآخر يتعلق بالآخرة ،أما ما يتعلق بالدنيا والآخرة فهو توحيد الله وعبادته ولا نشرك به أحدا ،وأما ما يتعلق بالدنيا فهو لرفع الظلم والجور عن العباد وإقامة العدل وتحقيق الأمن و المساواة بين كافة شرائح المجتمعات بالتساوي .

لذلك المصلح السياسي أو من ينادي بالاصلاح هو يقوم بدور الانبياء ، ومن يقوم بدور الانبياء يجب ان يتحلى بأخلاق وصفات الانبياء النبيلة ،التي تتميز بالفضيلة، والأخلاق السامية والنبيلة ،وإلا كيف لداعية إلى الاصلاح ان ينجح ويقنع الناس في الإيمان برسالته وفكره والالتفاف حوله إن لم يكن على خُلقٍ سامي رفيع يؤمن به كل افراد شرائح المجتمعات ويشعرون من خلال برامجه التي يطلقها بالأمن والعدل والمساواة لكافة أبناء الوطن دون تمييز .

عندما نقول الاصلاح السياسي لأن هذا المفهوم أصبح له أثراً كبيراً مرتبطاً بعملية الاصلاح الاجتماعي، والإقتصادي ،وأصبحت الأخلاق، والمعاملات، والحياة الاجتماعية، والاقتصادية ،ورفاهية الفرد والجماعة، تحكمها انعكاسات العملية السياسية ،وأي انتعاش للعملية السياسية داخلياً وخارجياً يؤثر ايجابا على حياة الشعوب الاجتماعية والاقتصادية ،وأي انتكاس للعملية السياسية يؤثر سلبا على حياة المجتمعات نحو الأسوأ اقتصادياً واجتماعياً.

أغلب مشاكل الشعوب العربية تاتي من السياسة الداخلية والخارجية ،السياسة الداخلية هي الديناصورات التي تتحكم بالعملية السياسية وتهيمن عليها، ويمكن ان نسميهم بالدولة العميقة ، التي تكييف السياسة حسب مصالحها، وتنعكس آثارها لاحقا على المجتمعات نتيجة القرارات التي يتم اتخاذها لصالح تلك الفئة على حساب شعبٍ باكمله ،ويطلق عليها أحياناً مؤسسة الفساد لأنها جماعات تعمل معا لأهدافها الخاصة كعمل مؤسسة داخل وطن ،وكذلك العملية السياسية الخارجية لها دوراً كبيرا في التضييق على العملية الاقتصادية وانهاكها من خلال التدخل بمؤسسات الدولة وبرامجها الاقتصادية بطريقة غير مباشرة لتدمير اقتصاد دول العالم الثالث وجعل الدولة تعتمد على المنح والمساعدات لاملاء شروطها السياسية لاحقا ،أما في المجال الاجتماعي فيتم افساد المجتمعات من خلال ما يسمى بمؤسسات المجتمع المدني حيث تجد الدول الغربية ضالتها في نشر الفساد والرذيلة بدول العالم الثالث تحت مسميات مختلفه منها حقوق المرأة، والطفل، والتنمية، والمشاريع التنموية ، والندوات، والمحاضرات التوعوية والتثقيفية ،كل ما تم ذكره من عوامل تؤدي الى فساد السياسة، والساسة، ومؤسسات المجتمع و الدولة والشعب بصورة بطيئة غير ملحوظه .

في مثل هذه الظروف عندما يرى الاحرار الوطن ينهار سياسيا، واقتصاديا،وينخره الفساد، نحتاج الى قادة رأي لتحريك الشارع للضغط على صنّاع القرار لتغير كثير من القرارات التي الحقت الاذى بالوطن،والمواطن ، وسلبت الناس حقوقهم، وقسمت المجتمع الى طبقات ارستقراطية وطبقة الفقراء والبؤساء،وساد الظلم ،وعم الفساد،ليعود كل شيء الى وضعه الطبيعي قبل الانهيار التام للوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي .

للأسف ان اغلب من يقود عملية الاصلاح في الوطن العربي يفتقرون الى الخبرة السياسية ونادرا ما تجد بينهم قيادات مارست العملية السياسية في مؤسسات الدولة ولها خبرة وباع في العمل السياسي المنظم لتحريك الشعب وتوجيهه نحو اهدافه النبيله ، وإن وُجد البعض فلا يتعدى حدود تدخله اطلاق التصريحات، او كتابة مقال، أو لقاء صحفي ينتقد العملية السياسية أو بؤر الفساد، ولا نلمس لهؤلاء دورا في قيادة عملية الاصلاح والحراك الشعبي ،وان تم فهو لتحقيق منافع شخصية لتحقيق اهداف خاصة ينسحب أول ما تتحقق له أهدافه ويتخلى عن الجميع .

الأمر الآخر أن أغلب من يقود عملية الاصلاح لا خبرة لديهم في العمل الحزبي المنظم ، واغلب المسيرات والمظاهرات هي اعمال فردية او جماعات تخرج بلا برامج ،حتى ما تقوم به النقابات لم ترتقي لمستوى المطالبة بعملية اصلاح شاملة ،او عملية يكتب لها الديمومة والاستمرار وتخضع للتقييم المستمر من قبل مراقبين لعملية الاصلاح وتقيم مراحلها ،هذه الحشود التي تخرج وتلتقي بمسيرات او مظاهرات تعبر عن رايها لساعات ثم تعود ادراجها هي مجرد تنفيس عن وضع عام لا اكثر .

ومن اهم اسباب الفشل السياسي أن من يطالبون بالاصلاح السياسي اغلبهم ولا نعمم هم بالاصل يحتاجون الى اصلاح اخلاقي، والشعارات التي يتم رفعها وتداولها هي مجحفه بأغلب شرائح ابناء الوطن، وفيها ظلم تام، فكيف لأمثال هؤلاء الذين يتباكون من الظلم الواقع عليهم من السياسيين يرفعون شعارات فيها ظلما لغيرهم ؟ ، اليس هذا غباءًا سياسيا؟ ،وكيف من يرفع شعارات يشتم فيها الملايين من الشعوب ويحتقرهم، ويصغرهم، ويهددهم ،ويقلل من شانهم ،كيف له أن يحلم بتحقيق اصلاح سياسي!!!! وبدل أن يرفع شعارات تعزز رأيه والتفاف الشارع حوله ،فإن شعاراته وخطاباته منفره ، بل تكسبه مزيدا من العداء والكره،وهو نفسه من يجذر لمؤسسة الفساد والظلم والجور التي يتباكى عليها .

الاصلاح السياسي هو اخلاق ،وقبل ان يكون دين هو انسانية ،في اوروبا وكل دول العالم المتحضّرة الديمقراطية الذين ينزلون للإنتخابات بكل اشكالها، أو الذين يدعون الى التظاهرات ،والاعتصامات، للمطالبة بحقوقهم للضغط على القيادة السياسية، لا يرفعون شعارات وطنية، ولا دينية، انما يرفعون شعارات انسانية تحقق العدل، والمساواة، والحياة الكريمة لكل ابناء اوطانهم لذلك نجد انهم أوصلوا نخبا سياسية قيادية لمراكز الدولة ،وحققوا اصلاحات كما يريدون لأن اخلاقهم نبيله ومطالبهم نبيله ترضي الجميع .

أما عالمنا العربي لا زال الجميع يتخبط ، واغلب ما نقراه من افكار لدرء الفساد، ومحاربته، واجتثاثه، هي دعوات تقوم على التهديد، والوعيد، واللجوء الى العنف، والانتقام ، طبعا هذا الاسلوب اقل وصف له ان دل على شيء فانما يدل على الفراغ الفكري، والاخلاقي لأمثال هؤلاء ، لأن الانسان عندما لا يملك العقل، والوعي، والاخلاق، يلجأ الى العنف، والشتم، والتهديد للحصول على حقوقه بدل ان يضع الخطط، والاستراتيجيات، والأهداف النبيلة التي يؤمن بها الجميع ويوافقوا عليها وتنال الرضى التام لتحقيق ضغط شعبي عام على صناع القرارلتحقيق الاصلاح المنشود .

لذلك لاارى أي بصيص أمل يتحقق تحت مسمى الاصلاح لعدم وجود قيادات واعيه وحكيمه تقود الشارع والرأي العام ، ولعدم وجود برامج شامله تحقق أحلام كل افراد المجتمع وشرائحه ،ولا نرى بوادر نوايا سليمه من اغلب الذين يدعون الاصلاح تجاه اغلب شرائح المجتمع ،لذلك الحل هو كما يفكر دعاة الاصلاح اللجوء الى العنف الفكري والمادي ولكن العواقب وخيمه عليهم ان يتحملوا نتائجها عند التطبيق والتنفيذ ، أو عليهم أن يغيروا من اسلوب تعاطيهم مع العملية السياسية في الرؤا، والافكار، والاستراتيجيات، حتى ينالوا رضى الرأي العام بكل شرائحه واطيافه لتحقيق اصلاح سلمي والوسائل كثيرة كلها تحقق الاهداف ان وجد العقلاء الذين يحملون رسالة الانبياء كي تعم الفائدة على شرائح المجتمع وطبقاته دون تمييز .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012