أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


زمن التيه العربي !!

بقلم : محمد كعوش
25-05-2017 12:48 AM
عندما يرتفع سقف أحلامنا وآمالنا يأتي من يعيد كل شيء الى أوله ، ويذكرنا بأننا في مرحلة غير مسبوقة من عصر اليأس والبؤس والانحطاط ، ويوقف الزمن العربي وحركة التاريخ الذي يقف اليوم على حافة النهاية ، من أجل انتزاع حصتنا من الجغرافيا ايضا.

الثابت أن هذا التدهور لن يتوقف في الزمن القريب ، لأننا ما زلنا نطل على صحراء ، ولأن الذين اصابتهم عاهة الطائفية ما زالوا ناشطين لاستقطاب غرائز الشارع المتعب باستخدامهم المقدس لتخريب المجتمعات وتفكيك الدول العربية ، ونشر الفوضى والكراهية على امتداد رقعة الجسد العربي وحتى الى ما وراء البحار، بهدف تشويه صورة العرب والمسلمين واستفزاز مشاعر الكراهية ضدهم ، خدمة لأجندات خارجية هدفها استمرار الابتزاز الغربي ونهب الثروات العربية ، وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية.

المشهد واضح والقتلة واضحون ، والكل يعرف من الذي يرعى الارهاب ويموله ويسلحه ويمنحه المأوى والملاذ ، ولكن الدول المعنية لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم ، وكأن الأرهاب نزل بالبارشوت ، أو انه شبح غير مرئي ، يتحدثون عنه بصيغة المجهول دائما بهدف التسترعلى الارهابيين وقادتهم والداعمين ، وخصوصا في ليبيا ومصر وتونس واليمن والعراق وسوريا ولبنان.

واللافت أنه في الوقت الذي كان فيه الرئيس الأميركي يزور اسرائيل ، وهو لا يحتاج الى مبرر لتكرار واستمرار ومضاعفة الدعم الأميركي للكيان الاسرائيلي ، هناك من فاجأنا بتنفيذ عملية ارهابية دنيئة وحشية مدانة في صالة أرينا بمانشستر ، جريمة منافية لكل القيم الأخلاقية والأنسانية ، ليعطي شرعية الدعم الغربي لاسرائيل ، ويبرر مشاعر الكراهية المتنامية في الغرب نحو العرب والمسلمين.

ولكن الغريب والمثير للدهشة ان الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ، خصوصا الدول المتضررة من العمليات الارهابية مثل فرنسا وبريطانيا ، تعرف حقيقة هذه التنظيمات المتطرفة وتعرف أماكن تواجدها وعناوينها ، واسماء مموليها وداعميها عسكريا وسياسيا واعلاميا ، ولكنها تتجاهل كل هذه الحقائق وتعمل باتجاه واحد هو تفكيك الدولة السورية وتقسيمها من أجل خلق واقع جديد يخدم المصالح الاسرائيلية !!

والذي يقود هذا التحالف في هذا الاتجاه هو الرئيس ترمب ، الذي حاول شطر التاريخ الى نصفين: خير وشر. وهو بهذا التقسيم يحاول اخفاء الأهداف الاقتصادية والسياسية للمشروع الأميركي في المنطقة. ولكن نواياه كانت ظاهرة وواضحة لأنه ما زال في مرحلة البداية ، يفتقر الى الخبرة والحنكة ، ولم يصل بعد الى مستوى الاحتراف السياسي الذي تحتاجه ادارة الدولة الأكبر والأقوى في العالم ، والتي وعد بأن يعيد لها عظمتها ، واعتقد اعادة حضورها في الشرق الوسط.

أما بالنسبة للمحطة الاسرائيلية في جولة ترمب ، ارى ان الرئيس الأميركي كان الكاسب الأكبر من اطلالته علينا ، فقد أخذ الجمل وما حمل ، قبل ذهابه الى القدس المحتلة لاختتام زيارته بالبكاء والدموع والشموع والخشوع أمام حائط المبكى ، وبالتالي اعلان التزامه بالدعم المطلق للدولة العبرية وحمايتها من أي تهديد ، وأعتقد ان هناك الكثير من الوعود غير المعلنة تتعلق بتطورات سياسية تتمحور حول انهاء الصراع العربي الاسرائيلي.

اما بالنسبة لوعده بالعمل من اجل التوصل الى تحقيق السلام على المسار الفلسطيني الاسرائيلي ، أعتقد انه غير صادق بوعده ، أو أنه لم يقرأ تاريخ السياسة الأميركية وعلاقاتها في المنطقة والموقف الأميركي الحقيقي من الصراع العربي الاسرائيلي منذ عهد ترومان حتى اليوم ، وهو الموقف الذي تحدده المصالح الاسرائيلية ، وحسب رغبة وارادة الحركة الصهيونية.

الموقف الاسرائيلي واضح ، وأعتقد ان كاتب خطابات الرئيس ترمب ستيفن مولر ونسيبه كوشنر يعرفان جيدا حقيقة الأهداف والمصالح الاسرائيلية ، واذا كان هناك نية ترمبية لرعاية المفاوضات التي دعا الى استئنافها فهي حسب الشروط الاسرائيلية ، وكلنا نعرف أن اسرائيل لا ترفض وقف الاستيطان وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة ، وتعمل على ضم القدس وتهويدها واعلان «اسرائيل دولة يهودية» ، وهذا يعني عدم وجود لحل الدولتين وكل ما تسعى اليه اسرائيل هو كسب المزيد من الوقت ، واعتقد ان الرئيس ترمب سيمنحها الوقت الذي تريد وأكثر.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-05-2017 01:08 AM

حياك الله أخ محمد كعوش
اشتقنا لك ولقراءة مقالاتك المميزة
نرجو أن يكون السبب خيرا

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012