أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


مهزلة الحماية الأمريكية لدول الخليج العربي

بقلم : د . خليل عليان
10-07-2018 07:22 AM

يقول المثل العربي 'إذا لم تستح فافعل ما شئت'، وهذا حال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يجاهر علنا وبدون استحياء ويتمنن ليل نهار على ملوك وسلاطين وأمراء دول الخليج العربي بتقديمه الحماية لهم، ويطالبهم بدفع الثمن أي 'الخاوة'.
يكفي الثمن الذي دفعته دول الخليج العربي لأمريكا المتمثل فيما يلي:
* عقود صفقات شراء الأسلحة بمئات الملايين من الدولارات.
* عقود إنشاءات واقامة البنى التحتية بعشرات المليارات من الدولارات.
* إقامة البنى التحتية لمدن الملاهي والمدن الترويحية ودور السينما بمئات الملايين من الدولارات.
* تقديم الهبات والمنح المالية لإنجاح حملات ترامب الانتخابية وهي محل تحقيق من قبل مستر ميلر المحقق الأمريكي في التدخل الخارجي في الانتخابات الأمريكية.
* شراء اليخوت والقصور والشركات الخاسرة في أمريكا والدول الغربية الأخرى.
* النية في إعطاء الحصة الأكبر في شركة أرامكو لمستثمرين أجانب في أمريكا والنية في تسجيل الأسهم المخصخصة في بورصة نيويورك.
لا يكتفي دونالد ترامب بكل ما دفعته دول الخليج العربي ويطالعنا صباح مساء بطلبه دفع المزيد ثمن حمايته لدول الخليج العربي. ألا يكفي الرئيس الأمريكي كل هذا العطاء والثمن مقابل حمايته الصورية لدول الخليج؟!
إن الحماية الأمريكية لدول الخليج مجرد أوهام وألاعيب سياسية وحيل عقلية يستخدمها دونالد ترامب لتعظيم ثروته على حساب الشعوب العربية التي تعاني الفقر والمرض والجهل.
ما تفعله أمريكا بالدول الخليجية هو حماية لمصالحها وقواعدها في المنطقة من خلال صراعها العالمي مع الدول الكبرى الأخرى وهو ما يعرف بالحرب الباردة.
يهدد دونالد ترامب دول 'أوبك' وعلى وجه الخصوص الدول الخليجية المنتجة للنفط لعدم زيادتها كميات انتاجها من النفط بما فيه الكفاية بالرغم من استجابة المملكة العربية السعودية بزيادة مليون برميل يوميا من النفط، واستعدادها لزيادة مليون برميل آخر ليصبح انتاجها 11 مليون برميل يوميا من أجل تخفيض سعر النفط عالميا والمستفيد الأكبر امريكا والخاسر الأكبر موازنات دول الخليج العربي التي تعاني من العجز المالي الذي لم يسبق له مثيل!
بلغ السيل الزبى يا مستر دونالد ترامب، ويكفيك تلاعباً بالمصالح العربية والمصير العربي لقد دمرت المنظومة العربية وضيعت الحقوق العربية في فلسطين وهودت القدس العربية وما زلت تحاول تنفيذ صفقة القرن التي تضيع حق الفلسطينيين في اقامة دولتهم وعاصمتها القدس وارجاع ما يزيد على 5 ملايين لاجئ فلسطيني الى مدنهم وقراهم في فلسطين التاريخية وإن ما تقوم به مع دول الخليج العربي هو بمثابة ابتزاز لمجتمعات الخليج لاستحلابها وكأنها بقرة حلوب والمقابل أوهام حماية يقدمها ترامب لبلدان الخليج العربي وعندما تقع الواقعة نرى هذه الحماية تتبخر كما حصل في سوريا حيث تخلت أمريكا عن نصرة المعارضة السورية في شمال وشرق وجنوب سوريا وتخلت عن حماية الأكراد لأن المهم هو 'ترامب أولا' وهذه هي الحقيقة التي يجب على حكام الخليج العربي إدراكها قبل فوات الأوان.
على دول الخليج أخذ العبرة من باكستان التي امتلكت القنبلة النووية بعد اسبوع من قيام الهند بامتلاكها للسلاح النووي ولم تطلب الباكستان حماية أمريكا ولا غيرها من الهند.
من يطلب الحماية فهو قاصر ونحن العرب نملك المال والموارد والعقول ولنترك للعقول العربية حرية العمل والإبداع ولنحمي أنفسنا بأنفسنا.
فلنأخذ العبرة من عدوتنا إسرائيل التي تصرح ليل نهار أنها تعتمد على نفسها في حماية نفسها ولا تعتمد على أمريكا او غيرها وتطور التكنولوجيا الحديثة واصبحت تملك الأسلحة النووية منذ العام 1956م وكانت على وشك استخدام سلاحها النووي في حرب 1973 كما صرح بذلك جنرالاتها وهي تعد من ضمن 9 دول تملك السلاح النووي وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين واسرائيل والهند وباكستان ودول اخرى.
حين تقع الواقعة فلن ينفع دول الخليج العربي حماية ترامب ولا تحالفهم مع إسرائيل ولا حماية غيرهم لهم وليعتمدوا على الله أولا وعلى أنفسهم ثانيا وعلى الشعوب العربية والإسلامية ثالثا ولتتحد دول الخليج العربي وتوسع مجلس التعاون الخليجي ليشمل الأردن والعراق ومصر واليمن في المشرق العربي والمغرب في المغرب العربي وأي دول عربية ترغب في الانضمام للتكتل الجديد من أجل تكوين قوة عربية تدافع ضد الأطماع الخارجية.
على الملوك والسلاطين والأمراء في دول الخليج العربي أن يضمدوا جراحهم وليأخذوا بقول الشافعي في هذا السياق:
ما حك جلدك مثل ظفرك**فتول أنت جميع أمرك
(*) أستاذ الاقتصاد والعلاقات الدولية. السبيل

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012