أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


الألفة مع الحياة

بقلم : لارا طماش
25-09-2018 04:22 AM


كانت تراقبه بشغف وهو يتحرك من مكان لمكان بمرح و حريّة،لا شيء يوقفه،يراها ويتجاهلها،في وجهه انبعاث لأمل.رغم البهجة التي زرعها على وجنات نافذتها- ذلك العصفور- بخفّة جناحيه إلاّ أنها تذكرت أن الأجنحة التي نطير بها قد تدمينا في لحظة خيبة،أو انقطاع رجاء في ما لا يراد له أن يكتمل.
كأن كل شيء مرّ بها يشبه هذا العصفور الملوّن حين تراقص الفكر بدواخلها مرات فجرى حنينها كنهرعلى قارعة الذكريات التي بدأت بشرارة تذكّر تعاظمت ليقطفها العقل بكبريائه و يخدّر الحواس فتستسلم لنقطة الإنطفاءة من جديد .
إنها العاشرة تماما
تراكمت تكات الساعة فوق معصمها و تراكمت معها المواعيد..خرجت بخطى متثاقلة وأغلقت خلفها كل شيء،وكأنها تقفل أبواب الأنين(لا وقت لحزن يأكل النهار) حدثت نفسها و هي تغلق الباب من خلفها بخفة و بحركات اعتيادية لا شعورية فتحت باب مركبتها كأنه باب عالم جديد في هذا النهار الجديد.
( لسنا ندري أكان من سوء الحظ أم من حسنه أن يختطفنا ايقاع الحياة فلا نملك وقتا للتفكير)
أدارت المحرك نظرة سريعة إلى الخلف كأنها تقرر ما ستأخذه معها وما ستتركه،و بسرعة الريح انطلقت تماما كما هي الأفكار و الصور في رأسها،وكلما تلفتت بحثت عن شيء من ملامحها سقط في كل طريق.
تهادت خطواتها عند انعطافة الشارع و هدّأت من سرعة الهروب لتحكم السيطرة من جديد على المركبة ..
من بعيد لمحت مقعدا في حديقة إلى يمين الشارع و بسرعة تعرفت إلى تلك الخيوط البيضاء المتشابكة في شعر رأسهما،إنها ألفة الحياة! إثنين من ملايين البشر الذين اختبروا الصعب و السهل!شعرت برجفة يديهما،يد تتكأ على الأخرى و يد تطبطب على سنين مرّت فَكَوَت الشباب بالتجربة الحلوة تارّة و تارّة المُرّة .
لفهما غصن أخضر زيّنه الياسمين المتدلي من صدر السنين التي جمعتهما بعد غياب ربما صدفة و ربما عن قصد لا يهم فالأهم أن يفضي الإنتظار أخيرا إلى قطاف.
همست لقلبها ما أقسى هذا العمر و ما أحنّه! الرضا علاقة حميمة بين النفس و صدقها و ايمانها أن القادم أجمل. الرضا ألفة مع الحياة وهدنة سلام.الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012