أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


في السلط .. إني أتهم !
28-11-2011 08:20 AM
كل الاردن -



alt

ناهض حتر
منذ الانطلاق الواسع للحراك الأردني, مطلع هذا العام, تلاشت ظاهرة الصدامات العشائرية والجهوية, كأنها لم تكن. وبذلك, تأكّد التحليل الذي أرجع تلك الظاهرة إلى احتقان اجتماعي وسياسي ضلّ طريقه في الخصومات والمواجهات المحلية التي تستعيد ظروف ما قبل الدولة.

الحراك الشعبي في ذروته طوى هذه الصفحة. وبرغم منابر التعبير السياسي التي اتخذت صيغا محلية كاللجان والتجمعات الجهوية والعشائرية, إلا أن مضمون تلك المنابر لا تخطئه العين; إنه مضمون وطني ديموقراطي اجتماعي يعبّر عن صعود الوطنية الأردنية ومشروعها التقدمي في تجديد الدولة على أساس الحكم الدستوري والعدالة الاجتماعية وتحريرها من الفساد ومراكز النفوذ وسطوة رجال الأعمال.

إحدى المناطق التي تعثر فيها الحراك الشعبي هي السلط وجوارها. وفي تجربتي الشخصية, وجد النشطاء الديموقراطيون من السلطية والعبابيد, الكثير من المصاعب والعقبات في جهودهم التي نجحت جزئيا فقط في تحريك منطقتهم المتداخلة على كل صعيد بحيث لم يعد ممكنا الفصل بين المجموعتين.

وراء تأخر السلط وجوارها عن الحراك السياسي, زعامات محلية سلطوية ما يزال لها نفوذ في بنية اجتماعية شديدة التقليدية, والتدخل الأمني ¯ السياسي الكثيف لعرقلة التطور السياسي في المدينة التي تُعَدّ جارة عمان القريبة والمؤثرة على أمن العاصمة. وهي, إلى ذلك, ذات أهمية رمزية كبرى في البلاد, وتُعرَف عن شبابها الصلابة والميول العنيفة.

على هذه الخلفية, إني أتهم كل أولئك الذين عرقلوا ويعرقلون جهود الحراك الديموقراطي في السلط وجوارها بالمسؤولية عن تجدد الاشتباكات المحلية الانقسامية المؤسفة المخجلة بين شباب ..هم الذخيرة المرجوة للحركة الوطنية الأردنية.

وفي منطقة لم يخترقها الحراك الشعبي إلا بصورة محدودة, بقي هنالك مجال للأيدي السوداء أن تثير المواجهات الجهوية العشائرية بالتحريض المريض والتعبئة التي تُستخدَم لأغراض سياسية محلية أو لأغراض المصالح الشخصية.

إني أتهم الأيدي السوداء والمصالح السوداء التي تثابر على التحشيد الجهوي العشائري زخما لتثبيت زعامة أو الحصول على مقعد نيابي, يدفع ثمنهما الشباب غاليا من خلال تحوّلهم من ذوات واعية فاعلة على المستوى الفردي والاجتماعي والوطني إلى جموع مستَلَبة تمشي وراء غرائز مريضة.

ولا يعي الحكم المحلي كل ذلك, أو أنه يعيه ويشجعه! والنتيجة في الحالتين هي نفسها. فما إن تنطلق شرارة في السلط وجوارها, حتى تندلع الأخطاء في المعالجة وتُتَخذ أسوأ القرارات التي تقود إلى تصعيد الموقف, وبالتالي الوصول إلى نقطة تدخّل الدرك. ومع التدخّل الدركي العنيف الاستفزازي تبدأ سلسلة جديدة من الأخطاء - يهيأ لي أحيانا بأنها تفتقر إلى العفوية - ثم ينخرط الدركية والسلطية, كالمعتاد, في اشتباكات... تصل, كما حدث أمس, إلى حد الاضطرار إلى تدخّل قوات خاصة من الجيش ! .

إني أتهم الإدارة الأمنية للحدث بأنها كانت وراء التصعيد اللاحق بما أفرطت به من قسوة وعنف غير مبررين, أججا الوضع بدلا من المعالجة الحكيمة لضبطه. منذ الظهر, كانت هنالك شكاوى من العنف المفرط ومن شبهات حول النزاهة في إدارة العملية الأمنية. وقد وصلتني هذه الشكاوى من عديدين في الميدان, ولا أظنّ أنها غابت عن المسؤولين في عمان, فهل غابت? أم أنه جرى إهمالها? أم أن القسوة في السلط وجوارها أصبحت جزءاً من العقيدة الأمنية?

تكرار المواجهات الجهوية والعشائرية والمواجهات بين الأمن والأهالي في المدينة الأردنية الأعرق, ليست حدثا هامشيا طارئا يمكن القفز عنه, بل هي حدث متكرر في ظاهرة لا نريدها أن تتأصل, ولا نريد تسطيحها في "وثيقة وجهاء", ولا تجدي معها القوّة مهما كانت مفرطة. هذه الظاهرة ينبغي تفكيكها وإنهاؤها بجهد سياسي ديموقراطي يبذله شباب السلطية والعبابيد. وهم لا يريدون من الوجهاء وأصحاب النفوذ ورجال الحكم المحلي والجهات الأمنية, إلاّ كفّ أياديهم عن المدينة, لتنطلق, اخيرا, إلى القرن الواحد والعشرين.

ynoon1@yahoo.com

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-11-2011 09:00 AM

اخ ناهض انا كنت مصدوم بك وبالدكتور السعدي وبالدوله الاردنيه اللي جعلتكم مفكرين ورواد نهضه في هذا الزمن البائس ... يوسفني ان اسمع منك كلاما يوم الندوه في اربد في مجمع النقابات المهنيه ... كنتم فقط تريدون التهجم على الاردن ويوسفني انك لم يعجبك كلام موفق محادين الذي كان يحاول ان يخفف م حدة الندوه ... لا ادري كيف الدوله والناس اعتبروكم مفكرين ولنتم تبثون سموما بين الناس .. تريدون الشهره فقط للوقوف على منابر الجزيره ... لكن اخبر الدكتور السعدي انه لن يكون يوما على منبر الجزيره .... وانا صار عندي يقين ان اللذين يعترضون لكم عندما تذهبون من عمان الى المحافظات هولاء ليسوا بلطجيه ولكنهم اردنيون ... لانكم فقط تتهجمون على الاردن وتصلون في حضن الانظمه الاخرى بلاء وضوء ....

2) تعليق بواسطة :
28-11-2011 09:15 AM

تحية لك ابو معتز لن ننسى احقاد فريق .... على السلط الابية هذا الفريق ...

3) تعليق بواسطة :
28-11-2011 10:48 AM

أعتقد ما يحدث في السلط هو توجه كمبرادوري أمبريالي شوفيني من قبل قوى الشد العكسي الرجعية ... المصابة بداء الانتليجنسيا . فهمتوا أشي من حكي ؟ بحاول أقلد الكاتب والمفكر الكبير ناهض ومؤيده نعمان أنا متأكد أنو تعليق نعمان ذكر الفلسطينيين بصورة أو أخرى كسبب لما يحدث في السلط وتم شطبه لانه صاحب التعليق مشطوب مثله مثل كاتب ما يسمى زورا بالمقال أعلاه.

4) تعليق بواسطة :
28-11-2011 01:47 PM

يا ناهض كيف لنا ان نثق بكلامك وكلامك ملوث بدم الشعب السوري الحر نصيحه لك مراجعة طبيب نفسي لان كلامك غير مفهوم وينتمي للحقبه السوفيتيه المقبوره وان شاء الله نقبر حبيبك بشار قريبا هو وعصابته الاسديه المجرمه . هذا من ناحيه اما من ناحيه اخرى فان اي مشكله بالبلد حتى لو كانت بين زوج وزوجته سيتم القاء اللوم عليها على قوات الدرك والشرطه والحكومه والنظام وكمان شوي على الامم المتحده يا اخي روح نام واحلم انك تصير وزير ولا مسؤول وبعدها بنشوف كتاباتك وسمومك التي قرفنا منها والتي لا تتماشى مع تطلعات المواطن الغلبان يا اسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد

5) تعليق بواسطة :
28-11-2011 02:15 PM

نسيت كلمة تموضع

6) تعليق بواسطة :
28-11-2011 02:59 PM

الكاتب يفسر الامور من نظرته وفكره الاقصائي المعروف للجميع ولكن المربوغ نغمان قدس الله سره ما هو الا بوق صغير وينبغي تجاهله تماما

7) تعليق بواسطة :
28-11-2011 07:20 PM

شخص مقهور مما يحدث لابناء منطقته من تفتيت وانقسام ويطالب الجميع بالابتعاد عن كل ما يفرق الناس في السلط من عبابيد وسلطيه وهي عشائر لها تاريخها النظالي الطويل وتستحق ان يتعامل معها الامن بما تستحق من احترم
ما اذنب ناهض حتر كي تنهال عليه كل هذه الاراء المعارضة المستهزئه بفكره ونظاله
وما دخل الاتحاد السوفيتي المنحل والقطر السوري الشقيق في حدث محلي اردني يولم كل اردني شريف يخشى على ابناء بلده من المخاطر المفتعلة ليرتاح الفاسدون والمفسدون

8) تعليق بواسطة :
28-11-2011 09:39 PM

ما يحدث في السلط لا يتعدى طيش الشباب .. والامل معقود على المثقفين من الطرفين للتداعي لاجتماع يضمهم الطرفين لعلهم يخرجون باتفاق ( حفار ودفان ) ينهي اسباب الفرقة والحساسيات بينهم .

9) تعليق بواسطة :
28-11-2011 11:18 PM

السبب أن الكاتب لا يخاف على بلده الاردن وعلى الامة العربية و الاسلامية وبالتالي فهو لا يخاف على مدينته .

10) تعليق بواسطة :
29-11-2011 07:34 AM

الاخ محمد الاصغر محاسنه .لقد تهجمت على الرجل اكثر من اللازم ولا اعتقد ان ناهض حتر شخص كما تصفه .على اقل تقدير هذا الرجل اكثر وفاء من غيره لهذا البلد ولا يعني انتقاده لاخطاء موجوده انه يصبح في دائرة الاتهام كما تقول .انا لا اعرف ناهض حتر كما تعرفه ولكنك تخلط ايضا بين موضوع المقال .كان الاولى بك ان تتحدث اليه في نفس المناسبه فرسالتك له سوف تصل بشكل اوضح .مع ذلك .لكل انسان شرعا ومنهاجا وارى تناقضا بين ما تكتبه عن عرار من جهه وما تهاجم ناهض حتر من جهه اخرى . فعرار وطني عروبي وناهض وطني عروبي واذا رمى نفسه في احضان قضايا الامه ليست مثلبا عليه ولم نذكر ان الرجل صدر منه ما يؤكد كلامك وشكرا لرحابة صدرك .

11) تعليق بواسطة :
29-11-2011 10:24 AM

الاستاذ ناهض حتر. أتابع مقالاتك منذ زمن بعيد وكثيراً "جداً" ما أقنعتني الأفكار الوارده فيها ولم ألتفت يوماً لأبحث عن خلفيتك الايدولوجيه وان كنتُ قد حددتُ اتجاه البوصله لديك والذي وان تعارض معي الا انني بقيت مُعجباً بمقالاتك. وما دفعني للتعليق هنا هو غيرتي على أمثالك ممن أعتبرهم جزءأً من الثروه الوطنيه – سيخالفني كثيرون بالتأكيد - التي يجب أن تبقى في إطارها "الوطني" والقومي... عند قرائتي لمقالك هذا تذكرت المقولة الشهيره لعلي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) عندما قال هي "كلمة حق أُريدَِ بها باطل". ولا أُريد هناان أخوض في مناسبة تلك المقوله, الا انني ارى ذلك في مقالك هذا وان اختلفت التفاصيل, فمقالك هذا ارى فيه ديماغوجية وفرصه "للاصطياد في المياه العكرة"... وما يدفعني للذهاب لذلك انني كما ذكرت كنت مُتابعاً لمقالاتك ومنها تلك التي كُنت تُسدي بها النصائح لنظام "الأسد" - وليته اتعظ - وكما قلتُ آنفاً أعجبتني... أما أن تقف ومعك آخرين مُدافعين عن نظام دموي "بالوراثة" فهذا آخر ما كنت أتمناه... وهذا أيضاً ما يدفعني لأذكّر نفسي والآخرين بنصيحة الشيخ أبو العباس – بن تيمية - للشيخ بن الجوزيه (رحمهم الله) الذي قال: " لا تجعل قلبك للإيرادات والشبُهات مثل الإسفنجة فيتشرّبها، فلا ينضَح إلا بها، ولكن اجعله كالزجاجة المُصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها، فيراها بصفائه ويدفعها بصلابته، وإلا فإذا أشْرَبْتَ قلبكَ كل شُبهة تَمر عليها صار مَقَرّاً للشبهات"...أكاد أجد نفسي مُتفقاً مع ما ذهب اليه بعض المعلقين فيما قالوا...

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012