أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


بيريز في عمان .. عقدة التوقيت والدلالة!!
29-11-2011 10:14 PM
كل الاردن -


 ماهر ابو طير

 
جاء شمعون بيريز رئيس اسرائيل الى عمان، والزيارة لم تكن موفقة لا في التوقيت، ولا في مغزاها، ولا في ما يمكن ان يحدث بعدها.

لاحظ كثيرون ان الاعلام الرسمي بث خبراً في ذات يوم استقبال بيريز في عمان، حول استقبال الملك لمسؤولي جميعة خيرية في غزة كفل الملك فيها الفا وخمسمائة يتيم لعامين، وتزامن هذا الخبر مع بث خبر آخر حول زيارة بيريز الى عمان، وكأنه يراد ان يقال اننا نتوازن مع الجميع، ولولا العلاقة مع تل ابيب لما تمكنا من مساعدة الفلسطينيين!!.

استقبل الملك بيريز وغادر الى المانيا، وزيارته تركت اثراً حاداً داخل البلد، لان البلد يشعر بغضب بالغ من التسريبات الاسرائيلية، والتلويح بالتدخل العسكري، وبتنفيذ مؤامرة الوطن البديل، وغير ذلك من قصص، وصلت حد تسريب سيناريو يتحدث عن اغتيال الملك على يد «شرق اردني» وفقا لتعبير الاعلام الاسرائيلي التقسيمي!.

مناخ التعبئة الاردني ضد اسرائيل، رفع نسبة التضامن مع النظام والدولة، لان كثرة في البلد تعتقد ان المستفيد من اي فوضى، ستكون اسرائيل فقط، وهكذا فان عنوان العداء لاسرائيل مفيد جداً حتى من ناحية براغماتية، لاستقرار الداخل الاردني، وهكذا استفادة تم نسفها باستقبال «العجوز» في بلادنا الطاهرة!.

وسط هذه الاجواء واذ بشمعون بيريز في عمان، فلا تفهم كيف تسير الامور في هذه البلد، لان لا احد يصدق ان بيريز جاء الى القصر الملكي معتذراً عن نتنياهو او ُمطمئناً الاردن، حول مخططات اسرائيل؟!.

جاء بيريز وقبله اعلنت حكومتهم عن عشرات الاف الوحدات السكنية في القدس والضفة، ولا احد يعرف ماذا يخططون للفترة المقبلة، لان الخبرة اثبتت ان كل لقاء مع مسؤول اسرائيلي، تأتي بعده مصيبة يتم تلبيس اي طرف عربي بعض ظلالها!.

السياسة الخارجية للاردن خلال الفترة الماضية، تخلط الماء بالزيت، اذ سيأتي خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الى الاردن، وقبله نجالس محمود عباس رئيس السلطة الوطنية، وما بينهما يأتي بيريز لشرب الشاي الفاتر في عمان.

برغم تأكيدات القصر الملكي على عملية السلام، وضرورة قيام الدولة الفلسطينية، الا ان كثرة تعرف ان لا سلام ولا ما يسلمون، كما ان الدولة الفلسطينية لن تقوم، ونصف اراضي الضفة الغربية تحولت الى مستوطنات، والقدس تختفي بالتدريج، فعن اي سلام نتحدث مع الاسرائيليين؟!.

سيقال لنا ان بيريز جاء وسيطاً بين الاردن واسرائيل لتخفيف التوتر بعد تهديدات الملك بالجيش ضد الاسرائيليين، وسيقال لنا ايضاً ان بيريز جاء يستجلي سر الغضب الاردني الذي وصل حد تنبؤ الملك بتاريخ نهاية لاسرائيل.

كلام جميل. لكنه غير مقنع ابداً، اذ ان زيارة بيريز الى عمان تسببت بأضرار فادحة في الاردن، في توقيت الحراكات والمسيرات، والربيع العربي، وتحشيدنا ضد مخططات اسرائيل، وتهديداتهم ضدنا، وباستقباله سحبنا الهواء من العجلة وعدنا الى المربع الاول.

اذا قلنا لشعبنا ان علينا ان نهدأ قليلا ولا نذهب بعيداً في هذه الحراكات، حتى لا تنفلت الفوضى، وتصبح البلد لقمة سائغة في فم اسرائيل، فماذا سنقول لهم اليوم، بعد استقبالنا لبيريز في عمان؟!.

زيارته كانت خطأ كبيراً، فان لم نرده على اعقابه عقائدياً، فكان لا بد ان نرده ولا نستقبله سياسياً وبراغماتياً، وان نتذكر من جهة اخرى عقدة الوقت والتوقيت والدلالات، وقدرة كثيرين على اختراع الدلالات واستثمارها وتوظيفها.

ثم نرفع لغة التصعيد ضد جيراننا السوريين لقتلهم شعبهم، ونستقبل قاتلا محترفاً برتبة رئيس دولة!.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
30-11-2011 09:07 AM

اعتقد ان الكاتب نظر الى الامور من جانب واحد او من زاوية واحدة وغفل عن كثير من الاسباب او الجوانب الاخرى ...؟؟؟ واريد اضافة بعض القراءات ومن قبيل التحليل وإبداء الرأي والمناقشة فقط :
1- الرئيس الاسرائيلي لا يحمل صفة او صيغة صانع القرار في اسرائيل ولا يمثّل سياسة الحزب الحاكم حاليا في اسرائيل ....
2- لم يتم الاعلان عن الزيارة او الاستعداد او البهرجه لها ، وكان الامر يبدو وكأنه توصيل رسالة او مداخلة ضمن نسق معين ، وتمت بهدوء وضمن وقت قصير للغاية ...
3- قد يكون في استقبال الرئيس الاسرائيلي رسالة الى قادة اسرائيل وحزبهم الحاكم - حاليا - في امكانية الحوار مع من ينتهج سياسة الاعتدال ويحترم الرأي الاخر ومن ينادي بالسلام ، وتمثل انتقاد مباشر لسياسة نتنياهو الاستيطانية وتغليب او تفضيل حزب دون آخر ، وهذه تصب في نسق الدبلوماسية وسياسة العرض والطلب ...
يتبع ...

2) تعليق بواسطة :
30-11-2011 09:07 AM

4- لا بد من بقاء بعض القنوات مفتوحة مع اسرائيل – كما قال الكاتب – تلزم وتبقى على امكانية التواصل والدعم للاهل في فلسطين وغزة ، فالاردن يمثل الشريان الذي يمد ّالاهل الصامدون هناك ،فلا يُعقل غلق كل او جميع القنوات –هكذا – دفعة واحدة ...
5- كان بالإمكان حدوث حوارات ولقاءات سريّة وغير معلنة - على اعتبار ان ذلك خطئا او غير مناسب – ولكن ان يكون ذلك اللقاء علنا جهارا نهارا وامام جميع الناس فهي رسالة تقول انه ليس هناك ما يدعوا الى الريبة او التشكيك ، كما ان الدبلوماسية تتيح الحوار والاستماع من الجميع ولكن العبرة دائما تكون بالنتائج .
6- لا يعقل ان نؤجل كل اعمالنا واشغالنا وبحجة اننا نحتاج او نبحث عن التوقيت المناسب والزمان المثالي ...
7- لا يعقل ان تتوقف سياسة البلد الخارجية – ايضا - فوق توقفها وتخبطها وفوضاها التى تعمّها داخليا ، وبحجة الحراكات ورأي الشارع ، هل يجب ان تتوقف الحياة او ان نبقى في حالة (سبات) ... والى متى ...؟؟؟

3) تعليق بواسطة :
30-11-2011 09:39 AM

سياسة البلد الخارجية التي تتحدث عنها هي سياسة تبعية و تنفيذ اجندات الاخرين، بل الاعداء. هذه السياسة مرفوضة من قبل الشعب الاردني الذي سيسترجع حقه في ادارة شؤونه كما يراها و ليس كما يراها المتآمرون عليه!

4) تعليق بواسطة :
30-11-2011 12:03 PM

الأخ بلقاوي يار يت نبطل نبتع ونهت بالجغرافيا، ولو وصلت لاشكالك كان خربت البلد وتبخرت من زمان

5) تعليق بواسطة :
30-11-2011 01:09 PM

يا سيدي ما وصلت لأشكالي، بل وصلت لأشكالك. و الحمد لله النتيجة واضحة!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012