أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 08 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
الأمير الحسن: الحوار بين أتباع الأديان يتمثل بتحقيق العدالة ورفع الظلم بينهم مكافحة الأوبئة: لا آثار جانبية لدى متلقي لقاح أسترازينيكا منذ عامين ألمانيا تقدم 619 مليون يورو كمساعدات تنموية للأردن الأوقاف الاردنية تُحذر من الذهاب للحج بدون تصريح الملك يحذر من العواقب الخطيرة للعملية العسكرية البرية في رفح مليون دينار لدعم إقامة مشاريع الصناعات الغذائية أورنج الأردن تطلق بالشراكة مع المجلس النرويجي للاجئين برنامج تنمية المهارات الرقمية للأردنيين واللاجئين تعيين أسماء حكام مباريات الأسبوع التاسع عشر بدوري المحترفين سلطة إقليم البترا تُطلق 26 خدمة إلكترونية جديدة العيسوي يتفقد مشاريع مبادرات ملكية في مأدبا والعاصمة - صور انخفاض احتجاجات عمال الأردن إلى النصف في عام 2023 استئناف مفاوضات هدنة غزة في القاهرة نحو 2 مليار دينار حجم تداول سوق العقار الاردني في الثلث الاول من 2024 بعثة تجارية مصرية تزور الأردن السبت المقبل تنظيم الاتصـالات تطلق سلسلة من حملات التوعية الشهرية
بحث
الأربعاء , 08 أيار/مايو 2024


الإسلاميون ولعبة السياسة
08-01-2012 07:56 AM
كل الاردن -

alt
منصور محمد هزايمة
بدأت الجماعات الاسلامية بالظهور عند المسلمين من العرب في مصر عام 1928 وعند المسلمين من غير العرب في باكستان عام 1941 وهذا الزمن كما هو معروف اعقب سقوط الخلافة العثمانية مباشرة عام 1924 وكانت معظم الاقطار العربية والاسلامية ما زالت ترزح تحت نير الاستعمار او الانتداب وبدا يرتفع صوت الوطنيين والقوميين ويحاصر كل صوت للإسلاميين وكذلك برز نمط الحياة الغربية بقوة في منافسة مع السلوك والتقاليد الاسلامية.
وبدأت الجماعات تتكاثر في معظم اقطار العرب والمسلمين وكانت في بدايتها تتحدث عن مثل ومبادئ في استرجاع مظاهر الحياة والتقاليد الاسلامية وهدف سام يتمثل في استرجاع دولة الخلافة أو بناء دولة الاسلام  وقد استطاع بعضها أن يبني تنظيما عالميا يشهد له بحسن التنظيم مثل جماعة الاخوان المسلمين التي تمتلك الان فروعا في 88 دولة وانخرط شباب الجماعات بين الناس يدعون وينادون بالإصلاح السياسي والاجتماعي الا ان هذه الجماعات كانت تبدو افكارها حول السلطة والحكم ما زالت تعمل في خانة المبادئ الدينية والاخلاقية عامة اكثر مما تتحدث عن برامج  اصلاح سياسية او اقتصادية او اجتماعية وكانت تظهر كمن يرغب بالسلطة على استحياء لكنها لم تحزم امرها حول ذلك وبقيت افكارها تتأرجح بين الرغبة في التمسك بالمبادئ والقيم وبين الولوج في السلطة بما قد يتطلبه ذلك من تنازلات خاصة انهم اول من رفع شعار "الحكومات لها ضروراتها والشعوب لها خياراتها" وشتان بين من يتحرك  في ظل الضرورات وسعة افق من يمتلك الخيارات.
في دولة الخلافة نفسها بدأ التصادم مبكرا بين النهج العلماني الذي اراد فرض قيمه ومبادئه ومعاداة كل ما هو ديني والنهج الاسلامي الذي بدا كردة فعل ونتج عنه معاداة وحصار هذا النهج ففي بداياتهم تعرض الاسلاميون للإعدام والنفي وتم التضييق عليهم الى ابعد حد لكن تجربتهم في القديم تثير الاعجاب في شجاعتها وفي حديثها تثير الاعجاب بذكائها واليوم تكسب حركتهم وطنيا وقوميا واسلاميا.
اما علاقة الجماعات مع الانظمة فتراوحت بين شد وجذب ففي وقت وصلت العلاقة حد الصراع المسلح في اكثر من قطرنجدها في وقت أو قطر اخر تحالفا متناغما بين الجماعة والنظام بل كانت القوى الاخرى من يسارية وقومية كثيرا ما تتهم الجماعات بانها كانت تعمل رافعة لبعض الانظمة الاستبدادية وان الحكام كانوا ينقلبون على شعوبهم متسترين بالدين دون ان يكون ذلك التحول متدرجا او منطقيا حدث ذلك في عراق صدام حسين وسودان النميري ومصر السادات ليجدوا دعما من جماعات او حركات اسلامية تسند هذا النهج  وتروج له وعموما لا نستطيع ان نضع جميع الحركات الاسلامية في سلة واحدة ففي الوقت الذي رأت فيه بعضها ان الصدام المسلح والاستيلاء على السلطة امر لا مفر منه أدركت  جماعات اخرى أن الاندماج في اللعبة السياسية والديمقراطية والتعامل مع صناديق الانتخابات بكل تحفظاتهم عليها هي الطريق الامثل في ظل غلبة الظروف والضغوط الخارجية .
وقد استطاعت بعض الحركات الاسلامية أن تصل الى السلطة والحكم اما عن طريق شرعية القوة كما حدث مع طالبان وفي الصومال اللذان وصلا الى السلطة بظروف تكاد تكون متطابقة واقصد بشرعية القوة هنا ان هذه الجماعات بما قامت به من استيلاء على السلطة كانت بديلا للفراغ او الفوضى وأخرى كادت أن تصل الى السلطة عن طريق صناديق الاقتراع كما حدث في الجزائر لولا انقلاب النظام عليها أو كما حدث في ايران من قيام دولة دينية بثورة بدت وكأنها نموذجا يستحق ان يحتذى وفعلا قامت علاقات طيبة بين ايران وهذه الحركات حتى رفعت القيادة الايرانية شعار تصدير الثورة فاختلفت المواقف لتصل الى التناقض على خلفية مذهبية واخيرا كانت تجربة حماس في قطاع غزة.
واذكر انه في عام 2006 عندما فازت حركة حماس في الانتخابات كنت اجلس مع صديق تونسي كان يطير فرحا بما حققته حماس من فوز وعندها سألني عن رأيي فقلت له انني غير متفائل بهذا الفوز وقد صدم الرجل من موقفي وهنا سألني عن السبب فقلت له ان حماس كانت تهدد اسرائيل اليوم فتنفذ غدا وجعلت اسرائيل تبدو وكأنها معسكر فقط ينتشر الجنود في كل شوارعه وحاراته يعيش حالة طوارئ دائمة لكن السلطة ستكون قيودا وسلاسلا ثقيلة تمنع من الحركة وسترد إسرائيل على كل حدث بمعاقبة مجموع الشعب الفلسطيني بدعوى معاقبة السلطة المسئولة وهكذا كان فضلا عما حدث من انقسام وقتال في الشارع الفلسطيني لم يلتئم جرحه حتى الان.
على صعيد الواقع العملي لم تكن تجارب الاسلاميين في السلطة مبعث فخر لهم او لشعوبهم بل على العكس تماما كانت في أغلبها نماذج غير مرضية وربما كانت مسئوليتهم عن ذلك مساوية لمسئولية غيرهم فقد وضعت العقبات قصدا في طريقهم وهو ما جعل رصيدهم عند الشعوب يتراجع وعطفا على ماذكرته عن حماس فإن الاسلاميين في الاردن لم يحصلوا على نتائج مناسبة في الانتخابات بعد اقل من سنة على فوز حماس بسبب ما سجله الناس على حماس من مواقف سالبة اما في ايران بدأت التجربة بتصادمات مع جميع الانظمة في الاقليم من خلال رفع شعار تصدير الثورة مع انها ما زالت تبدو الافضل حتى الان نسبة الى النضج المستمر والمراجعة الدائمة وهم ما زالوا يقيمون دولة دينية منذ اكثر من ثلاثة عقود اما حكومة طالبان فانشغلت بمعالجة صغائر الامور وتدخلت بحياة الناس بشكل غير مقبول واردت ان تعيد حياة الناس الف سنة الى الوراء وانتهت سريعا بأسباب خارجية وداخلية معا وبتطابق الظروف أيضا انتهى الاسلاميون في الصومال غير ان زعيمهم عاد رئيسا بعد ان فهم اصول اللعبة واهما التعاون مع الامريكان من خلال دول الجوار لكن تجربة الترابي وجماعته في السودان التي صعدت  الى السلطة في دبابة الانقلاب العسكري لم تفلح في اقناع الناس بمجرد شعارات وعواطف بل أرادوا اقصاء الاخرين لينتهي الامر الى إقصاءهم من حلفاءهم العسكريين أنفسهم ويذهب كل في طريقه.
يبدو اليوم أن الاسلاميين مستعدون للولوج في دهاليز السياسة الى حيث أودت  وخاصة في دول الحراك الشعبي وبدا ذلك جليا من خلال ما بدا انه تحولا دراماتيكيا في خطابهم ففي تصريح لاحد زعماء التيار السلفي في مصر مع اذاعة "العدو الصهيوني" كان يبدو في قمة السياسة والاعتدال و الأدب مع امريكا و إسرائيل وفي ليبيا بدا الاسلاميون متحمسون للتعامل مع الغرب وحتى مع إسرائيل ومستعدون لدفع ثمن مشاركة الغرب في اسقاط النظام من مالهم وافكارهم وفي تونس اصبحت حركة النهضة أهم شركاء الحكم وفي حوار مع معهد واشنطن بدا زعيم الحركة وكأنه ينسل من جلده وينقلب على كل مواقفه السابقة بدعوى انه بشر قابل للتغيير ونفى وجود ما يشير الى قطع علاقات مع اسرائيل في برنامجه الانتخابي اما اسلاميو سوريا فهم  يركبون الموجة نفسها ويفضلون تدخلا غربيا لإسقاط النظام وهذا يجرهم لميادين واسعة عليهم ان يجاروها ويبدو أن الاسلامين مقبلون على مرحلة عنوانها المصلحة اولا لكن عليهم ان لا يراهنوا على عين العاطفة الدينية للناس كما في السابق بل ان عين العقل اليوم ترى افضل وتحاسب اكثر والناس غير مستعدين ان يخضعوا لتجارب فقط وغير مستعدة ان تضحي من جديد عشرات السنين.
واليوم بعد ما حدث من ثورات شعبية او ما سمي الربيع العربي هل يكون الإسلاميون الأكثر حظا فيما حدث؟ ام ان تجاربهم السابقة في السلطة ما زالت حاضرة في اذهان الناس؟ هل ستبقى هذه الجماعات على خطابها القديم؟ هل يبقى شعارهم العاطفي المختصر المريح "الاسلام هو الحل" هو البرنامج العام؟
هل هي مستعدة لخوض اللعبة السياسية بكل ما تتطلبه من خبرات وشروط؟
هل نرى نموذجا جديدا من رجالات الصف الاول ترقى بالعمل العام ولا تعمل فقط من أجل المكاسب والتوقير؟
وباختصار هل يكون الهوس للسلطة مقدمة لإنتاج خطاب جديد يهدف الى القبول في الداخل وفي الخارج مع ما يقتضيه ذلك من تنازلات مؤلمة؟


 mansour_hazemeh@yahoo.com

 

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012