أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 08 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الأربعاء , 08 أيار/مايو 2024


سلوكيات عرفية لرؤساء تحرير الصحف الإلكترونية الأردنية
08-01-2012 07:59 AM
كل الاردن -
alt
الأستاذ الدكتور أنيس خصاونة
دأب الكثير من المهتمين بالشأن الصحفي والإعلامي على اعتبار انتشار الصحف الإلكترونية في السنوات القليلة الماضية ظاهرة تعكس أجواء الانفتاح العام وحرية التعبير التي جاءت منسجمة مع الأجواء الديمقراطية والحراك السياسي السائد في الدولة الأردنية. ومما لا شك فيه أن التزايد في عدد الصحف الإلكترونية قد صاحبه إيجابيات كثيرة لعل من أبرزها السقوف العالية ،وأحيانا الفلكية، في المواد والموضوعات التي تتناولها المقالات ،وفي الصراحة وأحيانا الضراوة التي تكتنف أساليب التعبير، وشدة النقد للمؤسسات والقيادات الإدارية التي تشرف عليها.
من جانب آخر فقد لوحظ أن بعض الصحف الإلكترونية تمارس عبر رؤساء ومدراء التحرير فيها قرارات اقل ما يقال فيها أنها عرفية واستبدادية ومتحيزة. ففي الوقت الذي بدأت بعض الصحف الرسمية التي تمتلك الحكومة معظم أسهمها في التخفيف من قبضة رئاسة التحرير وتعسفها في قبول نشر رأي أو مقال ناقد لسياسة الحكومة، فإن بعض رؤساء التحرير في الصحف الإلكترونية يرفضون نشر مقالات لا تنسجم مع رؤاهم ومعتقداتهم الشخصية والعقائدية متناسين أن الكاتب عندما يكتب أو ينتقد أو يعبر عن رأي فإن ما يكتبه أو ينقده ليس موجها للصحيفة والقائمين عليها ولكنه موجه للقراء وللمؤسسات وللمسئولين عنها وإلا كيف يمكن أن تتحقق رسالة الكتابة والصحافة الرامية إلى رفع حالة الوعي في أوساط الجمهور، والتنبيه للمشكلات العامة والرقابة الجماهيرية على صناع القرار إذا لم يقم الإعلاميين بتناول موضوعات جدلية أو خلافية. بمعنى آخر الكاتب لا يكتب لرؤساء التحرير الصحف الإلكترونية، وإنما يكتب إلى القراء الذين يتفاعلون مع المقال حسب محتواه وجودته وجرأته. رأي رؤساء التحرير رأي فني يهدف إلى المحافظة على سمعة الصحيفة وحمايتها من الناحية القانونية من المقاضاة من قبل مؤسسات أو أفراد متضررين من نشر مقال معين ، أما أن لا يوافق رئيس التحرير على نشر مقال مؤيد أو معارض لموقف جماعة الإخوان المسلمين أو الحزب الشيوعي الأردني على سبيل المثال لأنه غير مساند أو مؤيد لهذا الجماعة أو ذلك الحزب السياسي فهذا أمر غير مهني وغير مقبول ولا ينسجم مع حرية الرأي والتعبير التي تنادي بها بعض الصحف الإلكترونية.
رؤساء تحرير الصحف لا يمكن أن يكونوا قيمين على أراء الكتاب جميعا وفي شتى المجالات فالكتابات الصحفية تتناول موضوعات عديدة تشتمل على مختلف جوانب أداء الدولة والحراك السياسي والأوضاع الثقافية ، والتعليمية، والاجتماعية فهل رئيس التحرير يستطيع أن يكون المرجع الموزون، والحكم الحكيم، والمقيم الموضوعي والجدير في كل المقالات التي ترد إليه لنشرها في صحيفته؟. الأمر الوحيد الذي يمكن أن يعطي مثل هكذا حق لرئيس التحرير هو أن تكون الصحيفة نفسها صحيفة حزبية تمثل رأي حزب معين وإلا فإن ممارسة سياسات المقص الرقابي ورفض النشر أو قبوله تصبح قضية مزاجية لا تستند لمعايير صحفية حرفية وهذه تمثل سياسات قديمة انتهى عهدها إلى غير رجعة.
المطلوب من القائمين على الصحف الإلكترونية الأردنية التي نفخر بها أن يتخلوا عن السياسات القمعية والدكتاتورية في قبول أو رفض قبول بعض المقالات التي لا تتواءم مع رؤاهم الفكرية والسياسية.الكتاب لا يكتبون لكم ولكنهم يكتبون للشارع الذي يحكم على جودة منتجهم وتفكيرهم ونقدهم ،وأود التذكير في هذا السياق بأن أفضل المقالات هي تلك التي تثير جدلا حولها ،وتستثير وجهات نظر متباينة حول مضمونها وتوجهاتها وليست تلك المقالات الساكنة الخالية من المحتوى أو تلك التي تتناول موضوعات مكررة ممجوجة لا تفيد لا الصحيفة ولا قرائها. الزمن تغير يا رؤساء التحرير وها هي الحكومات والأجهزة الأمنية تغير من نهجها وأساليبها القمعية القديمة لتنصت لنبض شعوبها وتطلعاتها وانتقاداتها فما بالكم تحنون إلى ماض قد تولى؟.

 khassawneh_anis@hotmail.com


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
09-01-2012 07:43 AM

يقاس مدى انتماء ومصداقية الصحف وأصحاب الأقلام الرفيعة ذات الخط العريض الذي يحدث فرقا في حياتنا، حاضرنا ومستقبلنا، بالاسهام -ولو بالكلمة وهي من الايمان- عندما يحتاجهم الوطن .. الوطن،الآن، وأكثر من أي زمن ولى، يحتاج لكلمة صادقة أمام ولي جائر .. فما بال بعض الصحف تفر من الوطن كما تفر الحمر من كسوره؟! يا رؤساء التحرير، ان أصيب الوطن يوما في الصميم والضمير والوجدان ستسألون يوما عن حرقة مظلوم وعن عجز قادر وعن فجر فاجر وعن قهر قاهر .. أسكنوا في ضمير الوطن ولا تسكنوا في قلوبكم الخوف والجبن أو التملق والرياء.. فتوائم الوطن هي قلم الاعلامي ولسان القاضي وفكر المعلم ويد الشرطي موجهة كلها لدفع الظلم واحقاق الحق..و .. صيانة الوطن..

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012